: آخر تحديث

منى زكي ومسلسل تحت الوصاية: لماذا أثار ملصقه الدعائي جدلا حول تمثيل الحجاب في دراما رمضان المصرية؟

20
22
17
مواضيع ذات صلة

الشركة المنتجة لمسلسل
الشركة المنتجة لمسلسل "تحت الوصاية"
يدور مسلسل "تحت الوصاية" في إطار درامي اجتماعي. وهو من تأليف خالد دياب وشيرين دياب.

بوجه شاحب تعلوه ابتسامة باهتة وملامح منكسرة، هكذا ظهرت الفنانة المصرية منى زكي وهي ترتدي الحجاب في ملصق دعائي لمسلسلها الجديد "تحت الوصاية" المرتقب عرضه في شهر رمضان القادم.

وأثار الإعلان حالة من الجدل عبر منصات التواصل الاجتماعي، بسبب ظهور الفنانة المصرية بالحجاب وتغيير شكلها الذي تميز ببروز الحواجب العريضة والكثيفة‮.

كما أعاد الملصق طرح قضية تمثيل الحجاب في الدراما المصرية وطرح تساؤلات حول ما إذا كان الغرض منه "تلميع المحجبات" أم "تشويه صورتهن" أم "إثارة فضول المشاهد".

"قوالب نمطية" لصور المحجبات

في حالة منى زكي، يرى كثيرون ممن استوقفهم وأغضبهم الإعلان أنه "يحاول حصر صورة المرأة "المحجبة" في قالب محدد وأسلوب سردي ينتقص من قدراتها ويظهرها كامرأة ضعيفة مسلوبة الإرادة".

 

 

 

 

وانخرط معلقون في حملة هجوم استباقية على العمل الفني المرتقب.

فانبرى بعضهم في تخيل سيناريوهات للمسلسل متوقعا أن "يقدم صورة درامية متكررة للمرأة البسيطة المقهورة التي تعاني من الحجاب القسري ومن وصاية أسرتها وقيود المجتمع. وبانتهاء تلك الوصاية، ستتحرر البطلة وتخلع حجابها".

وهذه العينة البسيطة من السيناريوهات المتخلية تقوم على نظرية واحدة تؤمن بوجود خطة متعمدة لتصوير الحجاب "كرمز يُبين محدودية المرأة في المجتمع".

 

 

 

 

ما تفاصيل المسلسل؟

لكن إعلاميين كثر أشاروا إلى أن قصة مسلسل "تحت الوصاية" بعيدة كليا عن تلك السيناريوهات المتداولة، وطالبوا بعدم تقديم أحكام مسبقة قبل مشاهدة المسلسل.

ولا يعرف الكثير عن قصة المسلسل غير ما تداولته بعض الصحف الفنية المصرية.

فقد سرت أخبار بأن قصة المسلسل مستوحاة من حياة "الحاجة صيصا" التي اضطرت للعمل في مهن ظلت مقتصرة على الرجال، حتى أنها تخفت في هيئة رجل أكثر من 40 عاما.

كذلك شبهه آخرون بفيلم "شادر السمك" الذي لعبت فيه دور البطولة الفنانة نبيلة عبيد في ثمانينيات القرن الماضي.

وتدور أحداث مسلسل "تحت الوصاية" في إطار درامي اجتماعي، حول شخصية امرأة تدعى حنان (منى زكي)، وهي أرملة تحاول جاهدة إعالة أبنائها الصغار، فتلجأ للصيد بحثا عن عائد مادي ما يعرّضها لمضايقات كثيرة من بعض الرجال الذين يرفضون اقتحامها لمهنتهم.

كما تدخل الشخصية في صراع مع المجلس الحسبي، وهي الجهة الحكومية المنوط بها الوصاية على الأبناء القصر، بعد وفاة زوجها.

والمسلسل من تأليف خالد دياب وشيرين دياب، وإخراج محمد شاكر خضير. وبالإضافة لمنى زكي، يتقاسم البطولة كل من دياب ونهى عابدين وأحمد خالد صالح وآخرين.

 

 

"حملة ممنهجة"

الانتقادات التي طالت المسلسل دفعت البعض للاعتقاد بوجود "حملة ممنهجة ضد منى زكي دون غيرها من الممثلات".

 

 

 

 

ولتبرير انتقاداتهم، سارع البعض إلى التذكير بدور منى زكي في فيلم "أصحاب ولا أعز"، الذي وجهت له اتهامات بـ"هدم قيم المجتمع".

وقد حظيت الفنانة المصرية آنذاك بالنصيب الأكبر من الهجوم والانتقاد، وارتكزت الانتقادات الموجهة لها على مشهد اعتبره البعض "مسيئا للمرأة المصرية"، وتقوم فيه بخلع جزء من ثيابها الداخلية.

وفي استدعاء تلك المشاهد دليل، بحسب البعض، على أن الجمهور "لا يفصل بين الشخصيات الدرامية والفنان".

مدافعون عن منى زكي

وفي مقابل تلك الانتقادات، سارعت العديد من الشخصيات الفنية للدفاع عن زميلتهم، ومن بينهم السيناريست تامر حبيب، الذي أعاد نشر تدوينة تتطرق إلى الأدوار التي تقمصت فيها زكي دور المرأة المحجبة.

وهذه ليست أول مرة تظهر فيها الفنانة منى زكي بالحجاب في أعمالها الفنية، إذ جسدت دور الفتاة الغنية المحجبة في فيلم "سهر الليالي".

تدوينة عن المسلسل
facebook @tamer habib

مقتضيات الدراما

يرى فريق من المغردين والمدونين أن حضور المرأة المحجبة في الدراما ارتبط في السنوات القليلة الماضية بصورة المرأة التي لا تفكر سواء في تأمين لقمة العيش، بينما أظهرت "غير المحجبات" كنموذج للمرأة الناجحة التي تتولى مناصب قيادية".

 

 

لكن فريقا أخر يرفض ذلك ويستدل بدور منى زكي في فيلم "سهر الليالي" وبغيرها من الفنانات اللواتي جسدن صورة المحجبة بشكل إيجابي.

فيذكرون بذلك دور هند صبري "الست الجدعة" في فيلم "أحلى الأوقات"، ودور مي عز الدين "الشابة الأنيقة" في مسلسل "رسايل".

 

 

هل يعكس الفن حقيقة المحجبات؟

من بين أكثر العبارات استخداما وارتباطا بالحديث عن الدراما والحجاب أن "الفن لا يعكس صورة حقيقية للمحجبات داخل المجتمع ويسعى إلى تشويههن".

لكنها في حقيقة الأمر تميل للتعميم وتحصر الحجاب في مدلوله الأخلاقي والديني. فالحجاب جزء أساسي من مشهد متنوع، ويمكن من خلاله رصد التحولات التي تمر بها فئات وطبقات مختلفة من المجتمع.

لذلك يصعب الحديث عن صورة واحدة للمحجبات يسهل تمثيلها بنموذج معين.

وفي هذا الإطار، علق حساب "أبلة سلامة": "هجوم غريب وغير مبرر على مني زكي أو بالأصح أفيش المسلسل. طب حكمتم عليه وعليها ليه؟… هو أنتم مش عاجبكم حاجة؟!!! نقلع الحجاب نتشتم.. نلبس الحجاب نتشتم .. ده دور في دراما. يعني هي بتجسد دور مكتوب! ومن لبسها ووجها تقدر تفهم على طول أنه دور ست مطحونة وما أكثرهم في بلدي".

تعليق حساب
facebook

وثمة من تكهن بأن منى زكي ستقدم دورا وستثير نقاشا نسويا شبيها بذلك الذي أثارته نيللي كريم العام الماضي من خلال مسلسل "فاتن أمل حربي".

 

 

ويبدو أن الانتقادات الموجهة للملصق قد قدمت دعاية مجانية على طبق من فضة لمسلسل "تحت الوصاية"، إذ أظهر كثيرون حماسا لمتابعته.

 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ترفيه