: آخر تحديث

ملالي إيران ومستقبل سوريا

6
7
5

سوريا الجديدة لكل السوريين، ولا مكان فيها للفتن وباعة الكذب

قطعت حكومة سوريا الجديدة الطريق على ملالي إيران وشعاراتهم عندما تعهدت بحماية الأماكن الدينية في سوريا، ولم تُبقِ لهم ذريعة بهذا الشأن يبررون بها جرائمهم في سوريا ويتدخلون من خلالها في الشأن السوري الداخلي لإعلان الوصاية على سوريا أو فئة معينة من السوريين. هكذا هو حال سوريا الجديدة: سوريا ذات سيادة لكل السوريين ولا مكان فيها لملالي إيران أو غيرهم ممن يعادون سوريا وشعبها.

إنَّ المتتبع لمسيرة الدكتاتورية الحاكمة في إيران بما تحمل من خبث وشيطنة وحقد دفين، يعثر على كم هائل من الذرائع الواهية غير المقنعة التي يتم الاتكاء عليها للتدخل في الشؤون الإقليمية العربية، وبث روح الانقسام والضعف والتناحر في هذه الدولة أو تلك. وما ذلك إلا تسخير لخدمة مصالح عمائم السلطة التي يختفي تحت كل منها أكثر من شيطان وشيطان. فمنذ استلام جماعة الخميني مقاليد الحكم، وهم يسعون للتمدد والسيطرة على مقدرات جيرانهم العرب، ولم يدخروا جهداً في التخطيط والتنسيق مع أذرعهم المزروعة هنا وهناك، والعمل على غسل أدمغة شعوب المنطقة عقدياً والتأثير عليها روحياً ونفسياً، وتوظيف ذلك للوصول إلى تحقيق مطامعهم العدائية الشريرة الموصوفة بـ"الميكيافيلية" المقيتة. فالقيادة السلطوية في طهران تختبئ خلف شعارات كاذبة ليس لها أي مصداقية على أرض الواقع، أطلقوها عبر إعلامهم الموجَّه، وردَّدها أذنابهم كغطاء وتمهيد لتغلغلهم ونفث سمومهم وتحقيق مآربهم العدوانية الراسخة في عقولهم المتكلسة، المشبعة بالأضغان التاريخية.

إنَّ تكرار رفع الشعارات الدينية عن "مقتل الحسين" رضي الله عنه، و"زينب لن تُسبى مرتين"، والادعاء بأنَّ المراقد المقدسة في سوريا معرضة لخطر الاعتداء والإزالة ويجب حمايتها، وما إلى ذلك من أباطيل وأوهام، لم تعد تجدي نفعاً. فالقيادة في سوريا الجديدة قطعت الطريق على ادعاءات الملالي المزيفة، حيث تعهدت علناً بالحفاظ على جميع المراقد وصونها، ولا يستطيع أحد أن يمسها بسوء. والدليل استمرار زوار هذه الأماكن بالذهاب إليها وممارسة شعائرهم الدينية بكل تؤدة ورحابة صدر من القائمين عليها.

لكنَّ هذا الأمر لم يرق لساسة إيران لأنه يسد عليهم ذريعتهم، ولا يتوافق مع ما يخططون له من أهداف خبيثة، لا سيما بعد دحرهم وخروجهم المُذل من سوريا على يد هيئة تحرير الشام. ومع ذلك، يحاولون العودة ورد الاعتبار من خلال التحريض وإثارة الفتن والقلاقل عبر أتباعهم في الداخل السوري.

إقرأ أيضاً: الثورة السورية وخطر ملالي طهران

ويبدو أنَّ حكام إيران لم يتعظوا، ولم يعتبروا، بالرغم من إدراكهم أنَّ الأمور لم تعد كما كانت بالأمس القريب. ففي الداخل الإيراني، يستحيل أن يستكين الشعب بعد انتفاضته الكبرى ضد القمع. أما عالمياً، فإن السياسات المتعنتة للنظام الإيراني تزيد من عزلته، خصوصاً مع إصراره على امتلاك السلاح النووي.

لقد ضاقت خيارات حكام إيران في محيطهم العربي، وبدأوا بالتراجع والانكماش. ففي لبنان، يكاد حزب الله أن يلفظ أنفاسه بعد هجمات إسرائيلية متتالية أضعفته. نعم، يمتلك ملالي إيران خيارات وأوراقاً كثيرة في سوريا بفضل بعض الخلايا النائمة والمرتزقة، لكنَّ أحرار سوريا نجحوا في تقويض نفوذهم وزرع الرعب في قلوبهم.

إقرأ أيضاً: تأثير سقوط الأسد على ملالي إيران

يعلم كل ذي بصيرة في العالم العربي أنه لتحقيق الأمن والاستقرار، يجب دعم الشعب الإيراني وشرعية مقاومته الوطنية، كما يجب الاعتراف بحق الشعب الإيراني في إسقاط نظام الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية.

أحرار سوريا والعالم العربي يقرون بحقوق الشعب الإيراني المشروعة ويدعمون تطلعاته لإيران حرة وديمقراطية، خالية من نظام الملالي وشعاراته الزائفة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف