: آخر تحديث
هاشتاك الناس

تعالوا نجرب التفكير الإيجابي

5
6
4

يُظهر العلم أنَّ أولئك الذين لديهم تفكير إيجابي يتمتعون بمهارات حياتية ناجحة في مواجهة التحدّيات والعقبات، والتحلي بالأمل والثقة والصبر، ونظام مناعة أقوى، وطاقة إيجابية كبيرة. وهو لا يعني تجاهل ضغوطات الحياة، وإنما الاقتراب من الصعوبات بطريقة أكثر إنتاجية، حيث بناء رؤية متفائلة للحياة.

فالتفكير الإيجابي هو المفتاح الأول في الحياة للنجاح والسعادة والتغيير، حيث يقلل من مشاعر الحزن والاكتئاب والقلق، ويزيد من عمر الحياة، ويعزز علاقات أقوى مع الآخرين، ويوفر مهارة التأقلم أثناء أوقات الشدة، ويجعل المرء أفضل في التعامل مع المواقف العصيبة، مما يقلل من الآثار الصحية الضارة للجسد والنفس.

وبمنهج العلم، التفاؤل يهندس منهج الحياة. وكما قال الفقيه الصوفي ابن عطاء الله السكندري (1260-1309): أيّ تفاؤل حينما تتكالب وتشتد المحن، وأي تفاؤل أعظم من أن ترى الخير في طيات الشر، وأن ترى المحن منحا، وان ترى المنع عطاء، فأنت في قمة التفاؤل.

سأقول كلاماً صريحاً ومعروفاً، بأنَّ البيئة العراقية بشكل عام هي بيئة الطاقة السلبية. فالعلاقات العامة متوترة وانتهازية وقائمة على المصالح. والجميع مصابون بالاكتئاب والظلم التي تمنع التقدم في الحياة، والسياسة العراقية تجعل الناس في ظلام حياتي دامس بلا أمل في العيش في الحياة. القليل منا من يخرج من هذه الدائرة المغلقة.

والعراقي مغرم بالحزن والبكاء والشكوى حتى في الفرح، وجلد الذات وتأنيب الضمير، لا يعرف كيف يستمتع بالفرح والسعادة. وهو منشغل بالسلبية التي تكمن في أدمغته، حيث تتراكم مع الزمن، لتبدأ في التدخل في أنشطته أثناء ممارسة يومه.

هو مأزوم ومتأزم، لا يعرف قوته وطاقته. ويشعر بأنه شخص ضعيف لا يتحكم في ظروفه. ويجهل بأن له طاقة كبيرة قادرة على التغيير، وخلق حقيقة أكبر. فهو يجهل أنه من الأقوام التي تختزن تاريخيّا الكثير من الطاقة الإيجابية، والكثير من النجاحات والتحديات. وما عليه سوى الاعتراف بقوته النشطة من أجل رفعها وتحقيق أهدافه، وتطابق طاقاته الواردة والصادرة.

إقرأ أيضاً: طبيب عسكري بالصدفة

ليس هناك حل إلا في تغيير طريقة تفكيره، لنفسه وللعالم. وببساطة أن يتعلم كيف أن يفرق بين التفكير الإيجابي والسلبي، والعمل على التأثير بوعي على طاقته التي تأتي إلينا بأشكال مختلفة.

قرأت مؤخرًا معلومات مثيرة للاهتمام من كتاب (السعادة الهندسية): زعم عالم النفس جوناثان فريدمان في دراساته أن الأشخاص الذين لديهم القدرة على تحديد أهداف لأنفسهم على المدى القصير والطويل هم أكثر سعادة. وهو كلام أميل له بقوة.

رسالة السعادة واضحة: هندسة السعادة تبدأ من الذات، والمصالحة مع النفس بواقعية. لا تنتظر السعادة تأتيك على طبق من ذهب. لا أحد قادم لإنقاذك. السعادة مهارة معرفية، وتمرين حياتي لمواجهة تقلبات الحياة. هي إلهام وبصيرة ينبغي تعلمها من الذات والآخرين. وقناعة راسخة في الذات تحتاج إلى مهندس حياتي ليكتشف أسرارها.

إقرأ أيضاً: هندسة مستقبلنا الرقمي

والسعادة هدف رائع، تحتاج لها في العمل كل يوم. أن تكون سعيدًا ينبغي أن تبدأ بتنمية التفكير الإيجابي في حياتك. ولا تنسى أن تقضي بعض الوقت مع أشخاص إيجابيين لدعم صحة الجسم والعقل. تحدث وشارك. التواصل مهم، سواء كان مع صديق أو أحد أفراد الأسرة.

يساعدك التحدث عن المشكلات الشخصية والعامة في التخلص من التوتر بدلاً من إبقائه في الداخل. لقد شعرت دائمًا أنه من الغباء إعلان أنه لا يمكن تعلم أي شيء من مراقبة سعادة الآخرين. أخذ ما تجده مفيدًا فقط. فالإلهام هو الهدف وليس القواعد الصارمة للشعور بالسعادة.

العقول العظيمة تناقش الأفكار؛ متوسط ​​العقول تناقش الأحداث. والعقول الصغيرة تناقش الناس.ومع ذلك، على المدى الطويل، تجنب الثرثرة التافهة لصالح محادثات أطول وأكثر عمقًا. بشكل عام، يعد التحدث مع الآخرين أمرًا جيدًا لسعادتنا، ولكن عندما تكون المحادثة دائمًا سطحية، فإنها تبدأ في التأثير السلبي.

إقرأ أيضاً: هيْبةُ الكلمة

لقد ضاع الأمس الحزين بالحاضر الأحزن بمصائب البشر، وقسوة القلوب، وتكنولوجيا الكوارث، وأفعالها السلوكية الصغيرة التي نحبها ونكرهها. دنيا مليئة بنا، ونحن بها هائمون، وعقولنا مشغولة في نصف الوقت بثرثرة الدماغ، حيث ضياع الأمل والتأمل والأحلام في النفوس.

دنيا عجائب بالمتواليات والمترادفات. الكل في خزان اليأس ينتظر فتحة أمل عسى أن يأتي النور ولو خافتًا. والجميع هائم على وجهه في الأرض يردد، كما ردد الحلاج: اقتلوني.... فتؤجروا...  وأستريح.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف