: آخر تحديث

شموع الحب الأربع

16
18
16

زغردت أنفاسي بالسعادة مرات ومرات حين أطفأت الحفيدة تالية الشمعة الرابعة من عمرها.. إشراقة جديديه في ربيع الحياة وهي هدية السماء التي عبرت إلى رحاب العمر، وأسرتني حتى باتت حفيدتي تالية ميلادي الجديد ونسيت يوم ميلادي!

أوقدت الحفيدة تالية...ميلادي الجديد، شمعة الحب الرابعة في حياتي.. شمعة ترقد في حنايا القلب وثنايا العمر حتى أصبح لدي شموع الحب الأربع تشع من شعري الفضي.. شموع أنارت عتمة أسفاري وجددت خفقان الوجدان وعربة زماني. 

شمعة حبي الأول أشعلتها زوجتي الحبيبة والرفيقة الحكيمة في الدرب الوعر ومصدر نجاحي وثروات سعادتي وثروة الحب والمال في الدنيا، لتأتي بعدها ولادة شمعة حبي الثاني وهي ابنتي البكر دانة...دانة القلب والروح التي فتحت لي باب عالم الأجداد.

وشمعة الحب الثالثة هو الأبن والصديق الغالي فواز.. صاحب القلب الحنون والوفاء العظيم الذي لا ينام جفنه قبل غرس الحب في زوايا البيت وعلى الجبين ورسم الابتسامة في كل زمان ومكان.

قطفت شمعتنا الرابعة، الحفيدة تالية، نور شموع الحب الثلاث في البيت والحياة وعلمتني حرقة الشوق الجديد والولع والحنين لها حتى وهي في الاحضان.. فما الحال بعد أعوام؟!
عرفت مذاقات الحب من توأم الروح الواثبة...زوجتي الحبيبة، فهي المدرسة التي سقتني مذاق الحب الساحر وقادتني إلى الصواب الباكر والحكمة ضد قسوة الأيام وعتمة الزمان وغربة المكان.

لا حياة بلا حب ولا حب بلا أوجاع وآهات.. يتعثر الحب أحياناً وكثيراً لكنه لا يموت.. يخترق الصدور من دون أن ندري.. نسكب الدمع منه وعليه.. فعذابات الحب هي اشراقات جميلة وبلسم الحياة القاسية.

شموع عمري احضنها في اليوم مرات.. احتفي في عذابات العمر حتى لو استقرت خناجر الألم والحزن بين أضلعي.. أضلع الوجدان العليل والباحث عن الأمل والسكينة بين شموع الحب الأربع.

احتفينا في شمعتنا الجديدة، الحفيدة تالية، واحتفيت أنا في 5 سبتمبر 2024 في يوم مولدي مع شموع الحب الأربع حتى في زمن التمرد البريء... مشاعرنا ليس لها سياج بشري واجتماعي...وأجمل ما في الحياة الولادة الوجدانية تلو الأخرى!

شموع الحب لها ألحان تُطرب النفس البريئة...تداعبنا الأنغام حتى لو قسى علينا عتاب الكلمات.. تبتسم الدنيا لشموع الحب الأربع ولا تغضب.. شموع الحب الأربع منا ونحن منها وإليها.

وانتِ يا زوجتي الحبيبة...يا توأم عمري وماء نواظري
وانتِ يا بنت فجر عمري وشبابي
وانتَ يا أبني...يا فتوة الحب والحنان
وانتِ يا حفيدتي...يا ميلادي الجديد...يا كنوز الحب
لو كان لي سوى عمري لفديتكم وخلدت أعماري.

*إعلامي كويتي


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في كتَّاب إيلاف