في الذكرى العاشرة لجريمة الإبادة التي ارتكبتها مرتزقة داعش بحق الشعب الإيزيدي المسالم، يتأكد من خلال إلقاء نظرة فاحصة على سنجار ومناطق الإيزيديين المنكوبة، ظهور حقيقة مظلمة وراء الوعود الزائفة التي صدرت عن الحكومة العراقية وحكومة الإقليم؛ لا يزال العديد من ضحايا داعش الإرهابي في عداد المفقودين، ويعيش الآلاف من الإيزيديين الآن في مخيمات للنازحين في ظروف غير مستقرة وغير صحية بعد أن فقدوا منازلهم وأراضيهم وحقوقهم الأساسية، ولم يتم تعويضهم مادياً حتى الآن.
ومن بين التحديات التي تواجه الإيزيديين اليوم، صعوبة التعافي ما بعد الصدمة النفسية الناجمة عن الإبادة الجماعية، خصوصاً بين النساء والأطفال الذين كانوا أسرى لدى داعش، فهم بحاجة إلى الدعم النفسي والطبي والاقتصادي والمعنوي.
بعد تحرير سنجار، لم يكن هناك رغبة حقيقية من قبل الحكومة العراقية في إعادة الإعمار بسبب الصراعات السياسية المحلية والإقليمية المستمرة على المنطقة المنكوبة أصلاً. ولم تكن هناك عدالة من قبل الحكومة العراقية في توزيع الأموال المخصصة ضمن صندوق إعادة إعمار المناطق المنكوبة والمتضررة من العمليات الإرهابية وفقاً للمادة 28 من قانون الموازنة الاتحادية لسنة 2015، وذلك ليكون جهازاً ينسق بين المنظمات الدولية والوزارات العراقية في عمليات إعادة الإعمار السريعة، وينفذ عمليات إعادة الإعمار متوسطة وطويلة الأجل في المناطق التي يتم تحريرها من سيطرة داعش.
10 سنوات مرت بالتمام والكمال على اجتياح داعش لسنجار والمناطق الإيزيدية الأخرى، إلا أن تلك المأساة التي بدأت حينها لم تنته بعد، والإبادة لا تزال مستمرة.
نعم، الإبادة مستمرة. كيف يمكن أن ينتهي الأمر في حين يشعر الإيزيديون أن الجار خانهم قبل الغريب، وقد يفعل ذلك مرة أخرى؟ كيف يمكن أن ينتهي كل ذلك بينما ما يقارب ربع عدد الإيزيديين الذين كانوا في العراق قبل جريمة الإبادة هاجروا إلى المهجر؟ إضافة إلى فقدان أعداد كبيرة من أفراد عوائلهم وأقربائهم، بينما آخرون محطمون نفسياً، وقراهم وبيوتهم مدمرة؟
الإبادة مستمرة ما دام القاتل والمتورط في الجريمة حراً طليقاً.
إنَّ حجم الجرائم المرتكبة ضد المجتمع الإيزيدي المسالم، على سبيل المثال لا الحصر، جريمة الإعدام الجماعية، والإجبار على تغيير الديانة، والاختطاف، والاستعباد، والاسترقاق، والعنف الجنسي المنهجي، سيحمل تأثيراً سلبياً كبيراً لأجيال قادمة. والسؤال الأهم: هل تستطيع الحكومة العراقية وحكومة الإقليم والمجتمع الدولي تهيئة الظروف التي تطمئن الإيزيديين إلى أن مثل هذه الفظائع والجرائم الشنيعة لن تتكرر مرة أخرى؟