من أغرب بل أعجب الأسئلة التي لم يستطع أحد أن يجيب عليها منذ بداية تاريخ البشرية وحتى وقتنا هذا هو: من يحكم العالم؟ في كل زمان وعصر، تظهر قوى جديدة تدعي أنها هي المهيمنة والمسيطرة على العالم.
يرى العديد من المؤرخين أنه منذ ثلاثة قرون يدير العالم قوى خفية. وبحسب النظريات، فإنَّ العالم بما فيهم المسلمون، وُجهوا عبر هذه القوى الخفية نحو عدو مزيف، وتركوا العدو الحقيقي.
أشيع في أرجاء العالم منذ 200 عام أنَّ اليهود أصحاب الجمعيات السرية هم وراء التنظيمات الخفية مثل "الماسونية"، و"النورانية"، و"الصليب الوردي"، و"فرسان المعبد". الفئة الخطيرة الحقيقية هي من أشاعت هذه الحقائق المزيفة عن اليهود.
الهدف من وراء ذلك هو توجيه أنظار الإعلاميين، والمؤرخين، والمفكرين، إلى فئة أخرى غير التي تدير العالم، ليظل عداء الناس موجهاً نحو اليهود دون غيرهم، ليظل العدو الحقيقي يعمل في الخفاء، بمعنى أنه تم استغلال اليهود ولم يكونوا هم الأعداء الحقيقيين.
قد تندهش عزيزي القارئ عندما تعلم أن الحقيقة هي أن طائفة "الكلفانيين" المنسوبة للمصلح البروتستانتي "كلفان" هم من يديرون العالم ويحركون حكومات العالم في روسيا وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية.
من المعروف أنه منذ 1000 سنة كان المسيطر على أوروبا هو المذهب الكاثوليكي، حيث كان البابا هو من يسير مصالح الشعوب والملوك في ذلك الوقت، خاصة في وسط وغرب أوروبا. ثم حصل الانفصال بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية منذ عام 1058 ميلادياً، ولم يكن هذا الانفصال مؤثراً على حياة أوروبا، لأن المذهب الأرثوذكسي كان يسود في بلاد السلاف، وهم في شرق أوروبا، ولم يكن لهم احتكاك مباشر مع وسطها وغربها.
أما الحرب الأهلية الحقيقية التي أشعلت أوروبا من مذابح وسفك للدماء، فكانت بين الكنيسة الكاثوليكية والبروتستانتية في غرب أوروبا. والغريب أن هذا الانفصال كان سبباً في تحول أوروبا من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة.
تيار الإصلاح الديني الذي ساد غرب أوروبا على يد الراهب الألماني مارتن لوثر كان سبباً في دخول أوروبا عصر الحداثة، حيث احتج على قرارات البابا وعلى حياة البذخ التي يعيشها بابا الفاتيكان، وقال عبارته الشهيرة: "إنما أنتم خدم لكنيسة المسيح الذي حث على الزهد في الحياة".
اتبع ملوك ألمانيا تيار مارتن لوثر ليس لهدف ديني إصلاحي، وإنما كانوا يريدون السيطرة على الأراضي التي كان يسيطر عليها البابا. كما أن الفلاحين ملّوا من الضرائب التي كانوا يدفعونها للكنيسة في إيطاليا.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن السبب الرئيسي وراء ظهور صكوك الغفران، هو أن بابا الفاتيكان كان يريد أن يزين كنيسة القديس مرقص في روما بالتماثيل واللوحات الفنية، وما كان لديه من أموال غير كافٍ، فاضطر إلى إعلان ما يسمى بصكوك الغفران، الأمر الذي أدى إلى نشوب ثورات عارمة ضد البابا لكونه استغل الدين لتحقيق مكاسب مادية، وهو ما يذكرني بصكوك الغفران للإيرانيين تجاه الحوثيين في وقتنا الراهن.
هذه المشاهد كانت تربة خصبة لظهور كلفان مؤسس طائفة الكلفانيين التابعة للبروتستانت، واسمه الحقيقي هو كوهين، وهو من أصل يهودي، وعمل على تدمير الكنيسة الكاثوليكية. فهو أول من أباح الربا في الكنيسة، وعلى ضوء ذلك تم إنشاء البنوك والمصارف.
كما أنه نشر معتقد أن محبتك للمسيح تكفر كل الذنوب مهما كانت أعمالك وذنوبك حتى ولو سرقت أو زنيت أو شربت الخمر. والملاحظ أن الشعوب التي اعتنقت الكلفانية هي أول الشعوب التي ظهرت فيها الكلفانية، مثل بريطانيا وهولندا وألمانيا والدول الإسكندنافية.
الملاحظ أن فرنسا لم تظهر فيها الرأسمالية لكونها كاثوليكية، مثلها مثل إسبانيا، وكذلك إيطاليا. كما نلاحظ أن أول ثورة ضد الملوك كانت في بريطانيا على يد وليام كرمليم، الذي طالب بإعدام الملك تشارلز.
الغريب أن الكلفانيين يعتقدون أنهم هم بني إسرائيل الحقيقيون وأتباع موسى وليس اليهود. ويرون أن الهنود الحمر هم الكنعانيون ويجب إبادتهم. وحملوا هذه الفكرة إلى أميركا وتم إبادتهم بالفعل، حيث تم قتل 317 مليون إنسان منهم، و60 مليوناً من الأفارقة أثناء نقلهم فقط، غير الذين تم قتلهم في أميركا نفسها.
حاول الفيلسوف الألماني الشهير ماكس فيبر تفسير سبب ظهور الرأسمالية لدى الكلفانيين من خلال كتابه الشهير "البروتستانتية وظهور الرأسمالية"، حيث يوضح أن هذا المذهب جاء بفكرة جديدة تختلف عن الكاثوليكية التي تعتبر التقشف والفقر سبباً لرضا الله، في حين أن البروتستانتية أول من أقر بالربا كما أنهم يحبون تكديس الأموال.
يرى فيبر في كتابه أن الكلفانيين ينظرون إلى الشعوب الأخرى نظرة حيوانية، بل يريدون إبادتهم، والدليل على ذلك أن الولايات المتحدة تتعامل بفوقية تجاه الدول اللاتينية وتشعل فتيل الأزمات لدى شعوبها، وهو ما تم ممارسته مع الشعوب العربية كذلك.
السمة الواضحة عليهم أنهم يرتدون ملابس بسيطة رغم امتلاكهم المال الوفير. يعيشون حياة التقشف رغم الثراء، لدرجة أنهم لا يأكلون أكثر مما يحتاجون. حيث تجد كبار رجال الأعمال من الكلفانيين يرتدون ملابس عادية مثل "كامبوس عادي" ومعطف طويل عادي كما هو زي المصرفيين رغم امتلاكهم مئات الملايين من الدولارات.
من الملاحظ أن جميع حكام الولايات المتحدة من الكلفانيين ما عدا اثنين وهما جون كينيدي وجو بايدن، وهما الوحيدان اللذان زارا البابا لكونهما من الكاثوليك.
يريدون تدمير اليهود من خلال تأسيس دولة لهم لكي تقوم حرب إبادة بينهم وبين العرب، لكي يعود المسيح. أي أن وقود الحرب هم اليهود. من هنا تم إنشاء دولة إسرائيل.
المفاجأة الكبرى أن القنابل النووية لدى إسرائيل موجهة إلى العواصم الأوروبية حتى لو اندلعت حرب إبادة مع المسلمين يتم التخلص من الكلفانيين، لكونهم هم من دفعوهم إلى هذه الحرب، ولتقوم العواصم الأوروبية بالدفاع عن إسرائيل.
في الختام، من الضروري أن تكون الشعوب واعية تجاه ما يُحاك لها من مؤامرات، وأن تخرج من عباءة التبعية للدول التي تزعم أنها تسيطر وتهيمن على العالم. هناك شخصيات عربية بارزة يحق لها أن تقود العالم لما تبذله من مجهودات في خدمة العالم أجمع.
يأتي سمو الأمير محمد بن سلمان في مقدمة هذه الشخصيات التي تدفع نحو النمو والتنمية والتطوير والازدهار، بحكم نهجه السياسي والأمني والاقتصادي وما تمليه عليه مصلحة وطنه العليا ونظرة القوى العظمى له كقائد ملهم جعلت مصطلح قيادة العالم يعيد مفاهيمه، بمعنى أن قيادة العالم تأتي من خلال خدمته وليس بالتآمر عليه.