إلى أين يأخذنا محمد محمد محمد أبوتريكة؟ ولماذا يريد أن يقنعنا بالتخلي عن كل ما هو أوروبي وغربي، وهو الذي يجلس في استديوهات بي ان سبورتس ليحلل البطولة الأوربية؟ بل يعمل محللاً للكرة العالمية التي ولدت وعاشت وتعيش وعلى الأرجح سوف تعيش في أوروبا (حصراً)، ومن المعروف أن كرة القدم ما هي إلا جزء من ثقافة وكيان الغرب الذي يفتح عليه النار ليل نهار.
أين الرابط وما العلاقة؟
محمد محمد محمد أبوتريكة، وكالعادة وبربط لا وجود له، ومدخل مهما فعلتم لن تعثروا عليه، ومنطق في حكم العدم، تحدث خلال تحليله لمباريات يورو 2024، عن أن "الغرب واميركا تم كشفهم في الشهور الأخيرة"، وأن ألمانيا ضعيفة تنظيمياً، وأن يورو 2024 به الكثير من الثغرات والشغب، ونصح الشباب العربي الصغير "الأجيال الصغيرة" بعدم الانبهار بالغرب، والتمسك بالهوية الاسلامية، وفي نهاية "وصلته المعتادة" ختم قائلاً الحمد لله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة.
ما علاقة الاسلام باستديو تحليلي لكرة القدم؟ وما علاقة الهوية الاسلامية بتنظيم ألمانيا لبطولة أوروبا لكرة القدم؟ وهل وجود ثغرات تنظيمية يعني سقوط ألمانيا التي تعد رمزاً للتقدم في العصر الحالي؟
من الذي صنع سيارتك؟
عزيزي محمد محمد محمد أبوتريكة.. سيارتك التي أتيت بها إلى الاستديو لأداء عملك على الأرجح صنعها الألمان، وربما غيرهم من أوروبا أو أضعف الإيمان "اليابان، وملابسك التي ترتديها ليست من صعنك، وتقنية نقل المباريات ليست من صنعك، الكرة التي تحللها غربية أوروبية، الاستديو الذي تجلس به ماذا صنعت فيه؟ والهاتف الذي تنظر فيه للعثور على معلومة.. هل قمت بتصنيعه؟
والمهم أن نعود إلى المربع الأول، ما هو الدافع أصلاً للحديث عن أن العرب أفضل من ألمانيا؟ وأنهم يجب عليهم التوقف عن الانبهار بالغرب؟ وما الدافع لأقول لشباب العرب لقد سقط الغرب؟ ما السبب في كل ذلك؟ ولماذا يتعين علينا أن نفعل ذلك يا محمد محمد محمد أبوتريكة؟
الغرب أكثر انسانية منك.. واليك الدليل
هل تقصد موقف الغرب من غزة مثلاً؟ وما كلماتك إلا نوع من الاسقاط على هذا الملف؟ ليطمأن قلبك أنت والملايين في منطقتنا ممن يتاجرون بدماء أهل غزة، فموقف الملايين في الغرب أكثر قوة وصموداً وتعاطفاً مع "الإنسانية" ومع ضحايا وأبرياء غزة مقارنة حتى ببعض العرب، فقد احتجبت يا سيد محمد محمد محمد أبوتريكة في حركة استعراضية عن الظهور التلفزيوني في بدايات الاجتياح الاسرائيلي لغزة، ولكنك عدت بوجه أكثر بياضاً وبريقاً، رغم استمرار العدوان، في الوقت الذي لازالت المظاهرات تخرج كل يوم في مدن وشوراع الغرب.. هل تعلم ذلك أنت ودراويشك؟
اللعنات على من ينتقده!
على أي حال لقد بات هذا المشهد معتاداً بين الحين والآخر من محمد محمد محمد أبوتريكة، وفي كل مرة لا أحد يعلم لماذا وما السبب وما الهدف؟ هل هي خدمة للإسلام والمسلمين؟ هل هو البحث عن التفاعل؟ المهم أن ما يقوله ينتشر سريعاً عبر منصات السوشيال ميديا، ويعقبه تهليل وتكبير وكأنه الفنح المبين، وإذا قادك حظك العاثر لكتابة تعليق مستفسراً عن سبب ما يقوله وما علاقته بتحليل كرة القدم، وما دافعه في الأساس، فسوف تجد التعليقات والردود التي تنال منك ومن (أهلك) دون مبالغة.
سطحية التحليل وتطرف التعليق
المحزن حقاً أنني حاولت أن استفيد من محمد محمد محمد أبوتريكة في التحليل الكروي فلم أجد شيئاً يمكن فهمه أو الاستفادة منه، سوى انطباعات سطحية بعقل كروي محلي لا علاقة له بالعالمية مضموناً وحتى نطقاً للأسماء وبعض المفردات، وحاولت أن أتفهم لماذا هو نجم "الترند" بين الحين الآخر، فلم أفهم ما دوافع ما يقوله خارج اطار كرة القدم، وما هدفه، وسؤالنا الأخير.. هل يشعر شباب الأمة الآن أنهم أفضل من ألمانيا وأوروبا والغرب؟