: آخر تحديث
في ظل البيئة الرقمية المنتشرة في العالم

أي مهارات يفتقدها "جيل زد" بسبب العمل الافتراضي؟

20
23
22

يشهد الموظفون من الجيل زد (التالي لجيل الألفية) ازدهارا في عالم العمل بشكل من الأشكال. ولقد دخل هذا الجيل سوق العمل في وقت تشيع فيه المرونة، وينتشر فيه التواصل الرقمي، ويملك الموظفون فيه النفوذ الكافي لطلب ما يرغبون به من الشركات التي يعملون بها.

لكن في الوقت ذاته، ينتاب بعضَ الخبراء القلق من أن ترتيبات العمل عن بُعد والعمل المختلط تفوت الكثير من المهارات على العاملين الجُدد. ويتمحور جانب من هذا القلق حول غياب أشياء غير ملموسة تتعلق بمكان العمل، من بينها غياب المحادثات والملاحظات غير الرسمية، تلك التي يتعلم منها الموظفون الجدد كيف يتصرفون.

وفي ظل البيئة الرقمية، يرى خبراء أن العاملين الجُدد يفتقدون القدرة على التقاط مهارات مهمّة في توجيه السلوك والعمل المشترك والتواصل داخل المؤسسات.

تقول هيلين هيوز، الأستاذة المساعدة في كلية إدارة الأعمال بجامعة ليدز: "محور الأمر هو التواصل .. وأشياء مثل "معايير الإدراك، والقيم، وآداب السلوك: مَن الذين ينبغي أن تتصل بهم؟ كيف ينبغي أن يجري التواصل معهم؟ وهل بعض الناس غير مقبولين؟"

وذات يوم، كانت هذه النوعية من الأسئلة يجاب عنها وجها لوجه أو عبر زيارة في المكتب أو في محادثة عابرة في مطبخ المكتب. ويُعدّ التعرّف على سياسات مكان العمل أمرا بسيطا يمكن إحرازه بالحدس بناءً على إشارات دقيقة ولكنها ملموسة.

وتنمّ ترتيبات مقاعد الجلوس في مكان العمل عن التسلسل الهرمي للوظائف؛ وكذلك لغة الجسد يمكن أن تنوّه عن طبيعة الأشخاص من حيث الودّ وسهولة الوصول.

تقول هيوز إن "المقارنة الاجتماعية تكون أصعب في بيئات العمل عن بُعد أو العمل المختلط ، حيث لا يمكنك رؤية الجميع من حولك وانتقاء الطريقة التي تتصرّف بها". لكن مع كثرة أعداد الموظفين الشباب العاملين إمّا عن بُعد أو بالنظام المختلط، ما كان يوما يتمّ عبر لقاء طبيعي، بات الآن أكثر تعقيدا.

وقد صعّب ذلك من إنجاز حتى مهام العمل العادية، بحسب هيوز التي ترى أن "سوء التواصل يكون سهلا في البيئات الافتراضية؛ على سبيل المثال، سوء تأويل نبرة الحوار عبر التراسل الإلكتروني يمكن أن ينشأ عنها سوء تفاهم".

شاب يعمل عن بُعد
Getty Images
بعض الخبراء يقولون إنه بدون التفاعل وجها لوجه، يفقد الجيل زد القدرة على تعلم كيفية التواصل في بيئات العمل

إن ضياع فرصة تعلُّم الإشارات السلوكية من الزملاء داخل مكان العمل، يجعل من الصعب على الموظفين الشُبان أن يحققوا التوازن الصحيح بين إبداء الحرص الشديد والإهمال، بحسب ما ترى هيوز التي تقول: "يمكن أن ينتاب القلق هؤلاء الشباب بخصوص الصورة الذي ينبغي أن يظهروا بها.

وفي بيئات العمل عن بُعد أو العمل المختلط، يسهل أن تمرّ أعمال هؤلاء الشباب الجُدد دون أن يلاحظها أحد. ونتيجة لذلك، يعطي كثير من الموظفين الجُدد أولوية للانطباع الذي يكوّنونه في العمل، ما يقود بدوره إلى اتباع سلوكيات مثل متابعة الذهاب إلى العمل والمماطلة، بدلا من التركيز على أدائهم الوظيفي. و"قد يقوم هؤلاء بتوجيه الكثير من الأسئلة بهدف الظهور بمظهر الحريصين، أو ربما لا يسألون أي سؤال على الإطلاق قلقاً من الصورة التي ربما يراهم عليها زملاء العمل"، بحسب هيوز.

وبالطبع، ليس كل الموظفين الشباب الذين يقومون بأعمالهم عن بُعد يواجهون صعوبات. لكن بالنسبة لكثيرين من هؤلاء، ممن تنقصهم الخبرة، يمكن لبيئات العمل الافتراضية أن تزيد من التوتر الناجم عن العمل في وظائف جديدة.

وعليه، يقلق كثير من الخبراء من أن موظفي جيل زد لن يشعروا بالتكلفة الحقيقية لظروف العمل عن بعد إلا في وقت لاحق من حياتهم المهنية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد