: آخر تحديث
يتابعون التجاذب بين البيت الأبيض والقضاء الأميركي بشأن "البند 42"

الغموض يلفّ مصير المهاجرين الهايتيين على أبواب الولايات المتحدة

68
84
70

رنوسا (المكسيك): على بعد 300 متر من حدود الولايات المتحدة، تنتظر ميشيل تخفيفًا محتملًا للقيود الأميركية وهو ما تمّ إرجاؤه مرة جديدة الجمعة، على غرار آلاف المهاجرين العالقين في المكسيك، وتقول "قيل إن الحدود ستفتح اليوم. هل تعتقدون أن هذا صحيح؟".

بالصدفة وبناء على شائعة، جاءت الشابة الهايتية البالغة 26 عامًا إلى سلالم جسر المشاة فوق نهر ريو غراندي (أو ريو برافو وفق التسمية المعتمدة في المكسيك) في رنوسا، المحطة الأخيرة في طريق المهاجرين قبل الوصول إلى ولاية تكساس الأميركية.

لن تفعل سوى الجلوس على السلالم في وسط المدينة الحدودية تحت الشمس الحارقة.

الحدود ليست مغلقة بشكل كامل. فصباح الجمعة، عبر مهاجرون (من هايتي وهندوراس خصوصًا) بشكل قانوني على متن "حافلة مدرسية" صفراء نقلتهم إلى الجسر.

ويشرح القس هيكتور سيلفا المسؤول عن مركز إيواء والذي يرافق المهاجرين، أن "هؤلاء هم عائلات حصلت على حقّ الدخول إلى الولايات المتحدة من خلال محاميها".

تنتظر ميشيل ومئات الهايتيين أن يحالفهم الحظّ ربما في رينوسا المعروفة بأعمال عنف مرتبطة بتجارة المخدرات.

يتابعون بالوسائل المتوافرة بين أيديهم (فيسبوك وواتساب)، التجاذب الحاصل بين البيت الأبيض والقضاء الأميركي بشأن "البند 42" الذي يعنيهم بشكل مباشر.

ومنع قاض محافظ الجمعة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من رفع القيود الصحية المفروضة بموجب هذا البند والتي تسمح بالترحيل الفوري للمهاجرين الذين لا يحملون تأشيرات دخول، قبل حتى السماح لهم بتقديم طلب لجوء.

وأعلنت إدارة بايدن فورًا قرارها استئناف القرار.

في رينوسا، يشكل "البند 42" أحد مصادر قلق المهاجرين، إضافة إلى المحامي الذي يجب تكليفه في المكسيك أو الولايات المتحدة والمسكن والصحة والطعام والأطفال.

تقول سارة خيمينيز وهي من جمهورية الدومينيكان وتسافر مع زوجها الهايتي، "إذا رفعوه (البند 42) سترحّل الولايات المتحدة مزيدًا من الناس. من المفضّل أن يمددوا العمل به".

هناك فارق قانوني بسيط بين الطرد في ظل سريان البند 42 والترحيل، وهذا الأمر يرخي بثقله على حياة المهاجرين الضعفاء. ففي حال تمّ طردهم بموجب البند 42، يمكنهم أن يجرّبوا حظّهم مجدّدًا قدر ما يشاؤون من المكسيك. في المقابل، إذا تم "ترحيلهم" إلى وطنهم الأمّ، ستكون مسألة الذهاب مجددًّا إلى الولايات المتحدة صعبة جدًا.

وتقول المسؤولة في منظمة "أطباء بلا حدود" أناييلي فلوريس "هناك الكثير من الغموض والقليل من المعلومات الرسمية". وتضيف "الناس مرتبكون. لا يعرفون أي آلية يبدأون".

الأمر الوحيد المؤكد هو أن المهاجرين لم يكونوا يومًا بهذا العدد.

مطلع أيار/مايو، أجلت البلدية نحو ألفين بينهم نساء وأطفال من ساحة في وسط المدينة حيث نصبوا خيمًا مدى أشهر.

وأعلن مركز إيواء القس هيكتور سيلفا أنه ممتلئ، وكذلك ثلاثة مراكز أخرى. وتم بناء المركز الأخير وهو مركز كاليو، خلال ثلاثة أشهر، بين كانون الثاني/يناير ونيسان/أبريل حين افتُتح.

ينبغي على القس الذي يدير مركز "سيندا فيدا" (طريق الحياة) أن يتعامل مع غضب المهاجرين العازبين الذي يعتبرون أنفسهم مظلومين مقارنة بالمتزوّجين والعائلات.

يتمتع القس بالصراحة ويقول في محادثة مع مهاجرين "ثقوا بالله". ويضيف "عليكَ القيام بدوركَ أيضًا. ينبغي أن تذهب للبحث عن عمل، ينبغي أن تبحث عن مسكن لزوجتكَ، لحماية طفلكَ من الشمس".

يتشكل مجتمع مصغّر في أزقّة رينوسا على أبواب تكساس وماكالين. على وقع موسيقى "نورتينا" التقليدية، يبدو السكان يعتادون على وجود أجانب يذهبون إلى العمل.

ينام البعض في الشارع. يستأجر آخرون، أحوالهم أفضل، شققًا بدون وديعة تأمين مقابل مبلغ يراوح بين 1500 و2000 بيزوس في الشهر (75 إلى 100 دولار).

ينتظر ريكاردو وهو هايتي يبلغ 15 عامًا، والده الذي يذهب إلى العمل طوال النهار. حلمه هو العبور إلى الولايات المتحدة. يقول باللغة الإسبانية إنه لا يتحدث الانكليزية مضيفًا أنه بإمكانه أن يتعلّمها، بعدما أمضى سنوات في مدرسة في تشيلي.

يؤكد رجل من هندوراس يسعى للعبور إلى الولايات المتحدة، أن "زوجتي تريد العودة إلى هندوراس. لكنني لا أريد ذلك لأن ما إن نعبر النهر، إنه المجد. حلم كثر، ليس فقط حلمي".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار