: آخر تحديث
روما تخرج عن الاجماع الأوروبي حيال مشروع "حزام واحد طريق واحد"

إيطاليا تتحدى واشنطن وبروكسل وتلتحق بمشروع القرن الصيني

78
80
65
مواضيع ذات صلة

لندن: قرار ايطاليا الالتحاق بالمشروع الصيني اعاد تسليط الضوء على أكبر مشروع بنية تحتية في العالم وفي التاريخ.

وفي أعوام سابقة، واثناء ادارة الرئيس أوباما، أبدت الولايات المتحدة اهتماما كبيرا في استعادة دورها كلاعب كبير في التجارة العالمية. فدعمت خط انابيب النفط من تركمنستان مرورا بافغانستان والباكستان والهند.

وعبّر اوباما ذاته عن هدفه في تحويل افغانستان الى بلد مستقل اقتصاديا يعتمد على ذاته. وانفقت الولايات المتحدة مليارات الدولارات على مشاريع بنية تحتية وطاقة واستعملت عضلاتها المالية والديبلوماسية في آسيا من خلال تأسيس وبناء تحالفات وروابط مع العديد من الدول.

ويعتقد المراقبون ان مشروع الحزام والطريق الواحد هو الرد الصيني على التحركات الأميركية.

وحسب تقرير اصدره مجلس العلاقات الخارجية الأميركية مؤخرا "تسعى الصين من خلال مشروع الحزام الواحد والطريق والواحد اعادة التوازنات الدولية في العالم لصالحها". 

أي هذا هو الرد الصيني مقابل تركيز ادارة اوباما على آسيا عام 2011. ويري الصينيون ان محاولات اوباما تعتبر جهودا لاحتواء الصين عن طريق توسيع النفوذ الأميركي والهيمنة الاقتصادية في جنوب شرق آسيا.

طريق الحرير القديمة

حسب "مرجعية اوكسفورد" طريق الحرير تمر عبر اسيا من شرق الصين الى البحر الابيض المتوسط وباشرت الصين باستعمال الطريق في القرن الثاني قبل الميلاد حيث كانت الجمال تنقل الحرير وبضائع مختلفة.

وبدأت الصين عام 2017 باستخدام المصطلح الجديد المعروف "بمبادرة الحزام الواحد والطريق الواحد" والتي تشمل سلسلة هائلة من مشاريع البنية التحتية الضخمة تربط الصين بالدول الأسيوية حتى الوصول الى اوروبا من خلال بناء جسور وممرات بحرية وجوية وطرق فوق الأرض وشبكات طاقة وخطوط انابيب وغيرها من المشاريع.

خبراء ومراقبون وناقدون يعتبرون المشروع كخطة صينية خبيثة لبسط النفوذ الاقتصادي في العالم. وهذه ايضا وجهة النظر الأميركية والاتحاد الأوروبي، باستثناء ايطاليا. هذه خطة شي جين بينغ الرئيس الصيني لتحديث طريق الحرير من خلال مشاريع بنية تحتية تربط الصين باوروبا وافريقيا.

التكلفة ومن سيدفع

لا توجد أرقام دقيقة للتكلفة الاجمالية لمشروع بهذه الضخامة. ولكن حتى 2027 وحسب بلومبيرغ ستصل التكلفة الى 1.3 ترليون دولار. اما التمويل سيأتي مبدئيا من مؤسسات مالية صينية والتي ستمنح قروضا بقيمة 600 مليار دولار. فضلا عن 199 مليار دولار ستأتي من "البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية" الذي تقوده الصين وسيقدم البنك الدولي 60 مليار دولار. ولكن الذي يدعو للسخرية ان الولايات المتحدة تضع العوائق لتقليص التجارة العالمية من خلال فرض تعارف جمركية بينما الصين تقوم بخطوات لعالم منفتح وتجارة اوسع.

بالطبع الصين ترفض وتنكر انها تريد فرض الهينمة والنفوذ العسكري من خلال هذه المشاريع. الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة تشكك في نوايا الصين. نظريا سيكون المشروع مفيدا وسيفيد الدول المشاركة وسيؤدي الى نمو اقتصادي. ولكن في الحقيقة ستكون هناك تحديات كبيرة جيوسياسية ومسائل مثل الفساد وارتفاع التكلفة وعجز بلدان عن تنفيذ تعهداتها وعدم ترجمة التزاماتها الى حقائق على الأرض والخطر من بناء ما يسمى الأفيال البيضاء أو مشاريع وهمية ذات تكلفة باهظة وبدون فائدة.

ايطاليا تريد ان تلعب دورا في مشروع القرن الصيني. تعتبر ايطاليا سابع اقتصاد في العالم وستكون اول دولة في مجموعة الدول الصناعية السبعة تعلن تأييدها للمشروع الصيني الطموح وستوقع ايطاليا مذكرة تفاهم مع الصين اواخر هذا الشهر اثناء تواجد الرئيس الصيني في ايطاليا. وهناك من يتساءل لماذا تريد ايطاليا التورط في مشروع مثير للجدل؟

ايطاليا عضو مؤسس في السوق الأوروبية المشتركة ولها علاقات تجارية قوية مع دول الاتحاد الأوروبي. وقد بلغ حجم التجارة بين الصين وايطاليا 45 مليار دولار عام 2017. 

ايطاليا تستورد من الصين 29.2 مليار دولار من بضائع صينية وتصدر ما قيمته 15.2 مليار دولار للصين. البيت الأبيض يعتقد ان ايطاليا مخطئة وسوف لن تجني اي فوائد اقتصادية من المشروع.

واكبر اسواق التصدير الايطالي هي المانيا وبريطانيا والولايات المتحدة. وتستورد ايطاليا معظم احتياجاتها من المانيا وفرنسا وبريطانيا.

وتقول الفايننشال تايمز ان دعم ايطاليا للمشروع سيهدد جهود بروكسل في توحيد الصفوف وأخذ موقف موحد في التعامل مع الاستثمارات الصينية. وان محاولات الصين ادخال دول من الاتحاد الأوروبي واوربا الشرقية في المشروع هو في الواقع حصان طروادة لاختراق اوروبا وتفكيك الوحدة الاوروبية.

ومن الجدير بالذكر أن تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا تحدثت بايجابية حذرة عن المشروع شفهيا ولكنها رفضت تأييد المشروع خطيا لأنها تعتقد ان المشروع سيضع اعباء والتزامات ضخمة على بريطانيا وبدون ضمانات بالعوائد ووضعت ماي الشكوك حول الفائدة المتوقعة.

أعلن شي جين بينغ الرئيس الصيني عام 2013 انطلاق مشروع حزام طريق الحرير الاقتصادي وطريق الحرير البحرية التي ستربط جنوب شرق آسيا مع اوروبا وافريقيا من خلال شبكة كبيرة من الطرق والموانيء والمطارات. يري الكثيرون ان هذا المشروع سيعزز تصاعد قوة الصين ونفوذها في العالم.

وتتقاسم الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وجهة النظر ان المشروع هو حصان طروادة لطموحات الصين العسكرية والهيمنة الاقتصادية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في اقتصاد