إيلاف من أصيلة: بقدر ما أجمعت شهادات المتدخلين، في افتتاح الندوة التكريمية "محمد بن عيسى.. رجل الدولة وأيقونة الثقافة"، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الـ 46، في دورته الخريفية، الذي انطلق مساء الجمعة على إسهامات الرجل، أظهرت حجم التقدير الذي يحظى به الفقيد، الذي "سيظل أثره حيا كرجل دولة مقتدر ودبلوماسي محنك، أبان عن كفاءة عالية في مختلف المناصب السامية التي تقلدها، بكل تفان وإخلاص، علاوة على ما "كان يتحلى به من خصال إنسانية رفيعة، ومن سعة الأفق والفكر وشغف بالثقافة"، وفق ما جاء في برقية التعزية والمواساة التي سبق أن بعثها الملك محمد السادس إلى أسرة الراحل.
وتحدث في حفل افتتاح ندوة تكريم بن عيسى عدد من أصدقائه ومعارفه، ممن قاسموه دفء الصداقة، وشغف الفكر والثقافة، وأعباء المسؤوليات السياسية والدبلوماسية، بينهم مثقفون ووزراء ومسؤولون من مناطق متفرقة من العالم، أكدوا أن الأمر ليس مجرد رثاء أو تأبين، بل "شهادة للتاريخ" و"رسالة امتنان".
وشددت كلمات المتدخلين على ضرورة الحفاظ على إرث بن عيسى، والثبات على خط التنوير الفكري، والتنمية الثقافية، والقيم الإنسانية السامية، ونهج التسامح والانفتاح وحوار الثقافات.
وقبل ذلك، عرض شريط عن سيرة الراحل، أظهر أن بن عيسى سيبقى حاضرا، نظير ما أسداه من خدمات، وما شيد من فكر وربط من صداقات.
جرح غياب المؤسس
تحدث حاتم البطيوي، أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، في كلمة ترحيب بالمشاركين، عن تشرفه باستلام المشعل من "المعلّم الملهم"، و"الرائد الفذ"، و"الوزير المقتدر" و"الفقيد العزيز"، متحدثا عن "جرح غياب" مؤسس منتدى أصيلة وأمينها العام، الذي "كان مواطنًا مغربيًا وعربيًا بأفق إنساني، من سماته التفتح والانفتاح".
وقال البطيوي إن بن عيسى غرس "نبتة طيبة سرعان ما أينعت وتحولت إلى شجرة فيحاء امتدّت أغصانها وظلالها شرقًا وغربًا، وشمالاً وجنوبًا، وصار لها محبون في كلّ الأقطار، لأنّها انطلقت من روح خيّرة، ومن أجل أهداف نبيلة، تعلي من شأن الفكر والإبداع، وتضع شرف القيم الإنسانية السامية فوق كلّ اعتبار".
وأضاف: "ها هي شجرته المعطاء تظلّلنا اليوم وغدًا، بعون الله وقوّته، رغم غيابه وانتقاله إلى جوار ربّه، راضيًا بما أسداه وحققه وما أنجزه لأصيلة ولوطنه وأمّته، التي كان دائم الاعتزاز بها والوفاء لها، بقلب سليم لا مكان فيه لكراهية الآخر".
ظروف انتقالية
تحدث البطيوي عن صعوبات وإكراهات تدبير مرحلة ما بعد رحيل بن عيسى، وقال: "لقد كان علينا، في الظروف الانتقالية الصعبة التي اجتزناها بعد وفاة الأستاذ المؤطِّر والموجِّه والملهم، أن نبذل جهودًا مضنية لتدارك بعضٍ من الفراغ الذي أحدثه غيابه. وبتوفيق من الله تعالى، وبتماسك وتلاحم مسؤولي وأعضاء مؤسسة منتدى أصيلة، وتضامن المثقفين المخلصين ودعمهم المعنوي من داخل المغرب وخارجه، استطعنا التنفيذ التام والدقيق للبرنامج العام لموسم أصيلة، تمامًا كما سطّره المرحوم، وكما وضع خطاطته الأولى، التي اختارها متوازنة وغير مثقلة، كأنّه شعر بدنوّ الأجل، فأراد التخفيف من أعباء وتحديات الإعداد، أو كأنّه أراد أن يدرّبنا على امتلاك القدرة على التصرف بعد غيابه الأبدي".
وشدد البطيوي على أن بن عيسى "ترك خلفه رجالًا ونساءً أوفياء لرسالته ومدرسته، من أجل ضمان استمرارية المساهمة الفعّالة لمدينة أصيلة في الإشعاع الثقافي للمملكة المغربية، وفي نشر القيم السامية للفكر والإبداع"، لذلك خلص إلى الحديث عن "رسالة الأمل والإصرار على مواصلة رسالة المعلّم الملهم: رسالة الثبات على خط التنوير الفكري، والتنمية الثقافية، والقيم الإنسانية السامية، ونهج التسامح والانفتاح وحوار الثقافات".
على درب بن عيسى
من جهته، قال نبيل يعقوب الحمر، مستشار ملك مملكة البحرين لشؤون الإعلام، إنه عرف بن عيسى "إنسانًا مثقفًا، متواصلا مع مجتمعه العربي، محبًا للجميع". وأضاف: "رحل عنا جسديا، لكن إرثه الثقافي والمعرفي، سيظل خالدا في ذاكرة كل من عرفه، أو تأثر بأفكاره ورؤاه".

نبيل يعقوب الحمر يتحدث في الجلسة الافتتاحية
وشدد المستشار الحمر على أن الراحل "كانت لديه رؤية واضحة حول أهمية الثقافة، كوسيلة للتواصل والتفاهم بين الشعوب"، كما "ساهم في بناء جسور من الفهم والتعاون بين الحضارات"، و"سعى جاهدًا لتقديم الثقافة العربية للعالم، مؤكدا على امتزاجها مع الثقافات الأخرى".
وأضاف نبيل الحمر أن من أبرز إنجازات بن عيسى، دعوته إلى التمازج الثقافي، وإيمانه بأن "الثقافة ليست حكرا على شعب واحد، بل هي تجربة إنسانية مشتركة"، مشيرا إلى أن الراحل لديه تلك "القدرة على رؤية الجمال في التنوع الثقافي". كما رأى أن دور بن عيسى لم يقتصر على تعزيز الثقافة العربية فحسب، بل كان أيضا "معلما ومرشدا للأجيال الجديدة".
وبعد أن قال إن بن عيسى ترك "بصمة لا تمحى في عالم الثقافة العربية"، مشددا على أن جهوده "ستظل حيّة"، أكد نبيل الحمر على "أهمية استمرار مسيرته، ونشر رسالته، والمحافظة على الجسور التي بناها بين الثقافات والحضارات"، وأن يظل المنتدى الذي أسسه "منصة دائمة للمعرفة والإبداع"، متعهدا بـ"مواصلة المسير على دربه"، و"بنشر الثقافة والفنون التي عاش من أجلها وأخلص لها".
رائحة الورد
اختار عبد اللطيف وهبي، وزير العدل المغربي، أن يوجه رسالة إلى "روح الصديق محمد بن عيسى"، تعبيرا منه على فداحة الفقد وحجم الفراغ الذي خلف رحيل بن عيسى. وقال: "صديقي بن عيسى .. ها أنت تتحدى فينا الطبيعة، لأول مرة دون عادتك تخلف الموعد، ترحل وتترك أصيلة وراءك، لا من يغازلها ولا حتى من يعاتبها، وحدها تصارع البحر الذي يتمدد، وذلك القطار الغبي الذي يمر بسرعة غير عابئ، حين كنت تعاتبني على بخل زيارتي لك في أصيلة".

عبد اللطيف وهبي وزير العدل يلقي كلمته
وتحدث وهبي عن خصال بن عيسى، وقال: "كنت مسيحيا في السياسة، (من ضربك على خدك الأيمن فأذر له خدك الأيسر) هادئا في صخب البرلمان، تتأمل دون أن تتحدث، وحينما ترغب في الكلام تأخذني من يدي بعيدا وتمطرني بالأسئلة، في كثير من الأحيان لا أجد لها جوابا".
وأضاف وهبي، مخاطبا صديقه الراحل: "الدبلوماسية شيء جميل، تحاور الناس دون أن تعطيهم شيئا، تبتسم لهم دون أن تعدهم، تغازلهم دون أن تعشقهم، أما العدالة فهي ذلك الوهم الذي نصنع له صرحا ليبدو لنا مثل القمر من بعيد دون أن نلمسه، كنت أشتكي لك من العدل، وأنت تشتكي لي من الثقافة، وما العدالة إلا ثقافة، وما الثقافة إلا إنصاف عادل لمدينة تركتها يتيمة، يتربص بها البحر ويغتالها القطار".
وزاد وهبي مخاطبا بن عيسى: "إننا قد نحتاج إلى كثير من الوقت لكي نفهم أن زمانك في الشعر والأدب قد ولى، وأن قلوبنا قد تفسخت بضغط الزمن وهيمنة الجهل وسيطرت لغة الفشل، لذلك لابد أن يقف هذا القطار يوما ما في أصيلة، ولابد أن يعيش هذا البحر ذلك الجزر الذي يسحبه إلى الوراء، لابد للثقافة أن تعلو من مرقدك لتزكي برائحة الورد هذه المدينة المتغنجة على البحر".
وأضاف: "خوفي من النسيان، وآفتنا في هذا البلد هي النسيان، نفر من سطوة بحر الجهل إلى مدينة الثقافة، إلى أصيلة بن عيسى، لن أفصلك عن أصيلة وأنا أجدك في تفاصيل الرسم والشعر والأدب والسياسة، في جدرانها، في الريشة التي بين أنامل أطفالها، في كل مرة تحاورها في موضوع حتى أتعبتها، وأرهقت من يأتي إليها من الشرق أو الغرب، يقولون فيما بينهم سنذهب إلى بن عيسى، والآن سيقولون سنذهب إلى أصيلة اليتيمة، لذلك على أصيلة أن تنجب مسيحا آخرا يتعبد بعشق أصيلة الثقافة، وينتصر عن السياسة، ويبكي على قبرك، فالمدينة عانقتك حيا واحتضنتك ميتا، فسلام على مدينة احتضنت أعز ما تملك".
وأنهى وهبي رسالته، مخاطبا صديقه الراحل: "لا أستطيع أن أودعك لأني أصادق فيك أصيلة، ولا أستطيع أن أنساك لأنها تذكرني بك، ولا أستطيع أن أواجه الموت لأنني في كثير من الأحيان أشتاق إليه لعله ينقذني كما أنقذ مهرجانك أصيلة".
لا يعوض
من جهته ، قال محمد الحجوي، الأمين العام للحكومة المغربية، إن بن عيسى "شخص لا يعوض"، مشددا على أن مناقبه جمة وعديدة، أما شخصيته ففذة، ومتعددة الانشغالات، مشيرا إلى أنه يبقى أحد رجالات الدولة، تولى مسؤوليات وازنة في مراحل مهمة للغاية من تاريخ المغرب، فساهم في خدمة بلاده وإشعاعها، كما ارتبط اسمه بأصيلة مثلما ارتبطت به هذه المدينة، فصارت قبلة ومركزا فكريا وسياسيا عالي المستوى لمناقشة قضايا عالمية، مع حضور للبعد الإفريقي.

الوزير محمد حجوي امين عام الحكومة المغربية
أناقة بن عيسى
بدورها، قالت أنا بلاسيو، وزيرة الشؤون الخارجية الإسبانية سابقا، إن بن عيسى "كان يجسد، بأناقة وانضباط، أفضل تقاليد الدبلوماسية العلوية، حيث تُجعل المجاملة والبروتوكول، أداة سياسية، لا مجرد زينة شكلية".
وأضافت بلاسيو أن شخصية بن عيسى، تذكرنا "في أزمنة التبدل والبراغماتية الباردة، وغياب اللياقة الذي يطل علينا"، بأن "الدبلوماسية ليست مجرد مفاوضات عابرة، بل بناء صبور للثقة".

أنا بالاسيو وزيرة خارجية إسبانيا سابقا
كما قالت بلاسيو أن بن عيسى "كان خادما وفيًّا لبلاده، دبلوماسيا صارمًا"، و"رجل جماليات، مؤمن بالقوة التحويلية للجمال، لم يتخلّ يوما عن كونه ابن "أصيلة".
وشددت بلاسيو على أن إرث بن عيسى سيبقى حاضرا في العلاقات الدولية للمغرب، في الحضور الإفريقي للمملكة، وفي الروابط الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وأوروبا؛ لكنه "يتجلى خصوصا في روح أصيلة. في أسوارها المتكلسة، وفي الأعمال الفنية التي تتحاور مع ضوء الأطلسي، وفي ذكريات النقاشات التي كان يدعو إليها، ويحييها بحماس مُعدٍ".
وخلصت بلاسيو إلى أن بن عيسى "كان محاورًا محترما، ووطنيًا كوسموبوليتًا"، تؤكد حياته أن "السياسة، حين تمارس بحساسية وبروح الدولة، تُبنى وتُختبر، وتُترجم في صورة فن".
تربة المستقبل
تحدث جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، عن بن عيسى "رائد الديبلوماسية والثقافة في المغرب والعالم"، فقال، في مستهل ورقته، إن "في كل أمة رجال، يشكلون جسرا بين حاضرها ومستقبلها؛ يزرعون أثرا يبقى بعد الرحيل، ويمدون جذور الانتماء في تربة المستقبل"، مشيرا إلى أننا "حين نفتقد من كرسوا حياتهم لخدمة الثقافة والفكر والوطن، لا يكون الرثاء مجرد تأبين، بل شهادة للتاريخ، ورسالة امتنان لما أنجزوه".

جمال سند السويدي يلقي كلمته في الندوة التكريمية
وتحدث السويدي عن علاقته بصديقه بن عيسى، الذي عرفه "إنسانا نبيلا"، و"رمزا كبيرا للثقافة في عالمنا العربي والعالم". وأضاف: "أعتقد أنه سيظل خالدا بأعماله العظيمة، وسيرته العطرة، ومسيرته المهنية والإنسانية، الحافلة بذلك الإنجاز العظيم، المتمثل في منتدى أصيلة الثقافي، وهو الإنجاز الذي ما كان ليتحقق، لولا إيمان الراحل بالفكرة، لتنفيذ مشروعه الثقافي والوطني، ولولا ثقة جلالة الملك فيه".
وشدد السويدي على أن بن عيسى، يبقى "من أولئك الذين قلما يجود الزمان بمثلهم، رجال نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم، ولرفع رايته في المحافل الدولية"، فـ "كان بحق سفيرا للمغرب في العالم، لا بالمنصب فقط، بل بالكلمة والموقف والخلق".
وأضاف: "رحيل محمد بن عيسى، ليس خسارة لأسرته وأحبته فقط، بل هو خسارة كبيرة للديبلوماسية والحياة الفكرية والثقافية، في منطقة المغرب العربي، وللأمة العربية والإسلامية عامة، ولأصدقاء كثر من مختلف بقاع الأرض. لكن عزاءنا أنه ترك أثرا لا يمحى، ومدرسة في العطاء، وسيرة ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة"، بينما "تمثل مشروعاته الثقافية، نموذجا يحتذى، لكل من يريد أن يكون رائدا في مجاله وأعماله، عن جدارة واستحقاق".
نعم الرفيق
جاءت شهادات باقي المدخلين مليئة بمعاني الوفاء والتقدير لرجل قدم خدمات جليلة لبلدته وبلده ووطنه وأمته، كما جاء في شهادة لعمرو موسى، وزير خارجية مصر سابقا، والأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، تليت بالنيابة عنه، وجاء فيها أن بن عيسى كان "راعيا كأكفأ ما يكون الراعي" و"رائدا كأحسن ما يكون الرائد"، وأنه كان يخلص النصيحة ويجيد التعبير عن مصالح بلاده.
من جهته، قال الأمير بندر بن سلطان، السفير السابق للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، والأمين العام السابق لمجلس الأمن الوطني السعودي، في رسالة وجهها إلى الامين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، جرت تلاوتها خلال الجلسة ، إن بن عيسى كان "خير العضيد" و"نعم الرفيق" في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. فيما حيى ماكي صال، الرئيس السنغالي السابق، ذكرى بن عيسى "رجل الدولة" و"خادم الثقافة"، مشيرا، في كلمة مصورة، إلى أن موسم أصيلة الثقافي الدولي، أصبح، بفضل العمل الثمين الذي قام به بن عيسى، يمثل "جسرا للوصل بين الشعوب والثقافات والحضارات على مر السنين"، فضلا عن كونه "واجهة مضيئة للعبقرية المغربية". ووصف ماكي صال بن عيسى بـ"رجل الدولة، الدبلوماسي المخضرم، وخادم الثقافة بلا كلل".
أصيلة مدرسة
وتساءل فيكتور بورجيس، وزير خارجية الرأس الأخضر سابقا، كيف ننسى نظرة بن عيسى، “وغياب صديقنا المشترك، الذي حول مدينة أصيلة إلى مكان للقاء والحوار بين قادمين من مختلف القارات وجهات العالم”.
وشدد بورجيس على أن أصيلة كانت مدرسة بالنسبة إليه، مشيرا إلى أن كثيرا مما صار يعرفه عن إفريقيا، وخصوصا عن العالم العربي الإسلامي، يدين به لأصيلة، لذلك دعا إلى الحفاظ على إرث بن عيسى، ومن خلاله على فكرة أصيلة كفضاء للحوار واللقاء.
و كان طارق غيلان، رئيس بلدية أصيلة، آخر المتدخلين في حفل افتتاح ندوة تكريم بن عيسى، الرجل الذي جعل من أصيلة نافذة على العالم، ومنحها إشعاعا دوليا.

طارق غيلان عمدة اصيلة مرحبا بالمشاركين في موسم أصيلة الثقافي 46
وقال غيلان إن بن عيسى "علمنا أن الثقافة ليست رفاهية، بل رافعة للتنمية وإشعاع البلد في العالم". كما تحدث عن الخصال الإنسانية التي ميزت بن عيسى، وكذا صدقه الوطني، خدمته لمدينه، غيرته على بلده، واعتزازه بهويته المتعددة. كما تحدث عن بن عيسى الإنسان، الذي تميز بدماثة الخلق وحسن المعاشرة ورقة المعاملة.