: آخر تحديث
الرئيس السنغالي السابق قال إن "موسم أصيلة"واجهة مضيئة للعبقرية المغربية

ماكي صال يُحيّي ذكرى بن عيسى "رجل الدولة" و"خادم الثقافة بلا كلل"

3
3
3

إيلاف من أصيلة: قال ماكي صال، رئيس جمهورية السنغال السابق، مساء الجمعة إن الراحل محمد بن عيسى، الوزير والدبلوماسي المغربي السابق ومؤسس منتدى أصيلة، "ترك لنا إرثًا غاليًا وتحديا كبيرا"؛ مشددا على "تحدي الحفاظ على إرثه، وإحيائه، ونقله إلى الأجيال القادمة"؛ لأن "سمة الأعمال العظيمة، أنها تبقى حيّة بعد رحيل مؤسسيها".
وأضاف الرئيس السنغالي السابق، في كلمة مصورة، عرضت في افتتاح الندوة التي خصصتها مؤسسة منتدى أصيلة لتكريم روح وسيرة بن عيسى، أنه يُحيّي ويكرم ذكرى بن عيسى "رجل الدولة، الدبلوماسي المخضرم، وخادم الثقافة بلا كلل"، الذي "بفضل عمله الثمين، أصبح موسم أصيلة الثقافي، إضافة إلى كونه واجهة مضيئة للعبقرية المغربية، جسرا للوصل بين الشعوب والثقافات والحضارات على مر السنين".

تحيات أخوية واندماج إفريقي

وجه الرئيس السنغالي السابق، في مستهل كلمته، تحياته "الأخوية" إلى العاهل المغربي محمد السادس، مجددا له أطيب متمنياته بموفور الصحة وطول العمر والتوفيق في "قيادته الرشيدة والحيوية لما يتحمله من مسؤوليات جسيمة في خدمة الشعب المغربي الشقيق والصديق".
كما عبر ماكي صال عن سعادته بأن يخاطب من جديد موسم أصيلة الثقافي الدولي، بعد مشاركته في دورة سنة 2018 التي خّصصت للاندماج الإفريقي، وهو مجال، قال إن المغرب يحتل فيه "مكانة رائدة بلا شك".

المدينة – النور

قال ماكي صال إن منتدى أصيلة، "حدث ثقافي مرموق"، و"منصة للتميّز والإبداع والحوار الخصب من أجل السلام والأخوة الإنسانية". وشدد على أن الأمر يتعلق، هنا، بنفس "القيم السامية التي حملها بإيمان والتزام الراحل محمد بن عيسى، مؤسس المنتدى وعمدة المدينة - النور".

إرث بن عيسى

قال ماكي صال إنه يتمنى لموسم أصيلة الثقافي أن يحافظ على إرث بن عيسى، وإحيائه، ونقله إلى الأجيال القادمة، لأن "سمة الأعمال العظيمة، أنها تبقى حيّة بعد رحيل مؤسسيها". وأضاف، مخاطبا أبناء أصيلة: "مدينتكم الجميلة، تجسّد الرمز الحي للصداقة المتينة، التي لا تتزعزع بين الشعبين المغربي والسنغالي".
وأشار ماكي صال إلى أن سلفه المرموق، الرئيس الراحل ليوبولدسيدار سنغور، الشاعر الكبير ونصير حوار الثقافات والحضارات، قد أحب مدينة أصيلة، وكان حاضرا في موسمهالسنة 1982. وبالمقابل، يضيف ماكي صال، تبنت أصيلة سنغور؛ مشيرا إلى أن إحدى ساحات المدينة المغربية تحمل اسمه، علاوة على أن الموسم كان خصص إحدى دوراته لمساروفكر وإسهامات سنغور المتعددة.

سنغور وأصيلة

توفي ليوبولد سيدار سنغور، الشاعر وأول رئيس للسنغال المستقل، في 20 ديسمبر 2001، وفي أكتوبر 2026 ستحلّ مئوية ولادته.
ويرى حاتم البطيوي، الكاتب الصحفي والأمين العام الحالي لمؤسسة منتدى أصيلة، أن سنغور يبقى من المفكرين الأفارقة الذين ربطتهم علاقات حميمة، ليس مع المفكرين العرب وحسب، بل أيضاً مع القادة العرب. فقد كان صديقاً للملك الحسن الثاني، والملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، والملك حسين بن طلال وغيرهم. وسنغور أيضاً من الذين، كما يقول هو، وقعوا في غرام "أصيلة"، المدينة المغربية الصغيرة المعروفة بموسمها الثقافي الدولي الذي انطلق سنة 1978.
وخلال موسم أصيلة الثقافي الدولي الثالث عشر، الذي نُظم ما بين 15 يوليو و18 أغسطس 1990، جرى تكريم سنغور تكريماً باذخاً من خلال ندوة "سنغور: الإفريقي ذو النزعة الإنسانية"، التي نُظمت ما بين 13 و15 أغسطس من السنة ذاتها.
ويذكر البطيوي أن صيف أصيلة بدا تلك السنة صيفاً إفريقياً بامتياز، فيما شكّل تكريم سنغور "التفاتة جميلة من مدينة عربية إسلامية إفريقية لشاعر أعطى الكثير لإفريقيا"، غير أنه يبقى "من المؤسف القول إن إفريقيا لم تُكرّم سنغور أبداً، إلّا أن أصيلة من حسن الطالع كانت أول محطة إفريقية عربية تحتفي بهذا الرجل الكبير".
وخلال دورة تكريمه في أصيلة، جرى افتتاح "ساحة سنغور"، بحضور الأمير مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس، وهي الساحة التي رسم أرضيتها الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية. وأُسدل الستار على تكريم سنغور بخروج أطفال ورجال ونساء أصيلة للاحتفاء به في أجواء إنسانية بسيطة.
وبالنسبة للبطيوي، الذي عاش أجواء هذا التكريم، فقد "كان سنغور يحب الإنسان ويحب البساطة. وأصيلة فيها الإنسان وفيها البساطة أيضاً".

روابط متينة

شدد ماكي صال، في ختام كلمته المصورة، على أن ما سرده، هو جزء فقط من "الروابط المتينة والقديمة التي توحد وتجمع،المغاربة والسنغاليين، ماضيا وحاضرا ومستقبلا". وأضاف، بعد أن قال إنه في غاية السرور لما يوحد ويجمع الشعبين الشقيقين: "عاش موسم أصيلة، وعاشت الصداقة المغربية – السنغالية".

رجل الدولة

يشار إلى أن ندوة "محمد بن عيسى.. رجل الدولة وأيقونة الثقافة"- المنظمة على مدى ثلاثة أيام، في إطار "خيمة الإبداع"، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي ال46، في دورته الخريفية، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، ومجلس جماعة (بلدية) أصيلة، تحت رعاية الملك محمد السادس، ما بين 26 سبتمبر الجاري و12 أكتوبر المقبل، بمشاركة نخبة من المفكرين، والسياسيين، والإعلاميين – تستحضر المسار الفكري والثقافي والدبلوماسي لبن عيسى، ومساهماته القيمة في تعزيز حوار الحضارات والثقافات، وذلك بمشاركة نخبة من الشخصيات الفكرية والسياسية من داخل وخارج المغرب.
وبالنسبة لعبد الإله التهاني، الكاتب والإعلامي، المدير السابق للاتصال والعلاقات العامة بوزارة الاتصال المغربية، والمشرف على فعاليات "خيمة الإبداع"، فإن بن عيسى قد أقام خيمات عدة، لتكريم مبدعين ومفكرين، تقديرا منه لعطاءاتهم، وها هي "خيمة الإبداع" التي أسسها، واختار لها أن تكون من أيقونات موسم أصيلة، "ترد للراحل تحية الوفاء والبرور، وتحتفي بشخصيته الفذة في أبعادها الثقافية والديبلوماسية والإنسانية، وتستعيد بكل امتنان وعرفان، ما قدمه لمدينته من عطاء وفير، في ساحة العمل الاجتماعي والمدني والإحساني".


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات