إيلاف من الرباط: أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، الجمعة، بالرباط، عن اكتشافات أثرية مهمة بموقع شالة التاريخي، وذلك خلال لقاء خُصّص لتقديم النتائج الأولية للأبحاث الأركيولوجية المنجزة خارج السور المريني.
وتم إجراء أعمال الحفريات والاستبار هذه من طرف المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، في إطار مشروع الأبحاث الأثرية بموقع شالة الذي أطلقته وزارة الشباب والثقافة والتواصل في شهر أبريل(نيسان) الماضي.
محمد المهدي بن سعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي في موقع الاكتشافات الجديدة
وكان الهدف من هذه الأبحاث في المنطقة الموجودة في شرق وجنوب - شرق سور شالة المريني، هو التعرّف على امتداد وحدود مدينة سلا المورية - الرومانية، وعلى نظامها الدفاعي وتحديد مرسى المدينة القديم.
وبعد القيام بعمليات واسعة مرتبطة بإزالة الأعشاب وأنقاض البنايات الحديثة، مكنت أعمال التنقيبات والاستبارات التي أُنجِزَت في أربعة نطاقات من الحصول على نتائج مثمرة ومن الوصول إلى اكتشافات مهمة وغير منتظرة، على مستوى أربع نطاقات.
بالنسبة للنطاق الأول ،يتعلق الامر بسور مدينة سلا المورية -الرومانية. اذ خُصّصت أعمال التنظيف والتنقيب لجزء من جدار يوجد على بعد 130 مترا تقريبا شرق سور شالة المريني ويمتد على مسافة أكثر من خمسين مترا موازاة مع طريق روبنسون. وبمحاذاة هذا السور، تم التعرف على جدران من التراب ما زالت محفوظة بشكل جيد ولكن لم يتم الكشف عنها بصورة كاملة.
جانب من الاكتشافات الأثرية في الرباط
وفي النطاق الثاني، تم الكشف مباشرة غرب السور القديم على بقايا معمارية مهمة تنتمي لحمام عمومي كبير شيد في بداية القرن الثاني بعد الميلاد. إضافة إلى تمثال بحجم طبيعي ولكن من دون رأس، يمثل على الأرجح إحدى الآلهة الرومانية.
وهو التمثال الأول من نوعه الذي يكتشف بالمغرب من عقد الستينات من القرن الماضي.
أما في النطاق الثالث، فتم تحديد منطقة جنائزية أي مقبرة مورية رومانية وذلك بفضل اكتشاف مدفن من نوع "كولومباريوم"، وهو أول مدفن من هذا النوع ي#عثر عليه حتى الآن في محيط سلا.
وبخصوص النطاق الرابع، وهو حي الميناء، فقد تم العثور على بقايا متنوعة موجودة على عمق مهم وهي بقايا ثبت وجود حي سكني يمتد حسب التقديرات الأولية، على مسافة 230 مترًا تقريبًا من الشمال إلى الجنوب.
جانب من الاكتشافات الاثرية في موقع شالة التاريخي
وزير الشباب والثقافة
وفي معرض كلمته خلال هذا اللقاء الذي تميز بحضور أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، وشخصيات مغربية وأجنبية أخرى مرموقة، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بن سعيد، إن لهذه الاكتشافات الكبرى وقعًا تاريخيًا وعلميًا واقتصاديًا وسياحيًا على مدينة الرباط، مبرزا أن الأمر يتعلق بجزء جديد من التاريخ المغربي يمكن دراسته لتعميق المعرفة في هذا الإطار.
وأشار بنسعيد إلى أن الوزارة ستوفر لفرق البحث كافة الإمكانات الضرورية، علاوة على تخصيص ميزانية للأبحاث في مجال الاركيولوجيا، وذلك بهدف مواصلة البحث والحفريات.
وأضاف: هذه الابحاث ستمكن أيضا من اكتشاف وإبراز ثراء هذا الموقع الأثري.
بوزوغار
من جانبه، قال مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوغار، إن هذه الحفريات تعد من كبرى الحفريات المنجزة بالمغرب، مضيفا أنه تمت تعبئة فريق من علماء الآثار والباحثين المغاربة خلال عمليات البحث هذه، وهو ما مكن من اكتشاف مجموعة من المباني والعناصر الجديدة.
وأشار بوزوكار إلى أن من أهم الاكتشافات الأثرية بهذا الموقع هناك حي الميناء، مؤكدا أن "هذه هي المرة الأولى التي نكتشف فيها ميناء لمدينة مورية- رومانية، وهو أمر يكتسي أهمية كبيرة ليس للتاريخ المغربي فقط، وإنما لتاريخ البحر الأبيض المتوسط أيضا".