: آخر تحديث

الجرّاح الفرنسي العاشق لأفغانستان

44
46
48

يبلغ ايريك شايسون الآن من  العمر72 عاما. وهو يرأس " سلسلة  الأمل" التي تقوم بأعمال إنسانية وخيرية في مناطق مختلفة من العالم.

ومنذ السبعينات من القرن الماضي، عشق هذا الطبيب الجراح أفغانستان التي ذهب إليها في تلك الفترة لمساعدة شعبها على مواجهة الغزو السوفياتي الأحمر. ومن فرط عشقه لها أسّس في العاصمة كابل مستشفى نموذجيا، وذلك عام2005 أي عقب مرور أربعة أعوام على انهيار نظام طالبان.

وبفضل هذا المستشفى المتخصص في أمراض الأطفال والنساء،  أصبح الأفغان يتمتعون بخدمات صحية ناجعة ومتطورة.

إلى جانب ذلك، قام ايريك شايسون وفريق عمله بتكوين عشرة أطباء أفغان ،إلاّ أن هؤلاء فروا من البلاد عند عودة طالبان إلى السلطة.

وفي كتاب جديد بعنوان :"الدوامة  الجهنمية" صدر مؤخرا في باريس، وقدّمت الصحف الفرنسية الكبيرة عروضا عنه، يروي ايريك شايسون الملقب بـ"الأفغاني" قصة حبه لأفغانستان وشعبها،  موضحا الأسباب التي دفعته لبناء المستشفى النموذجي، وذاكرًا المؤسسات والشخصيات التي قدمت مساعدات مادية مهمة لبناء المستشفى وتجهيزه بأحدث الوسائل والمعدات الطبية.

ويقول ايريك شايسون إن طالبان لم يتغيروا، مُخلين بكل الوعود التي قطعوها على أنفسهم ليمارسوا مختلف أنواع التعسف والقمع ضد النساء بالخصوص، وضد الأقليات الاثنية والدينية، وضد حرية التعبير، وضد كل من يرفع صوته للتنديد بعنفهم وترهيبهم اليومي لأبناء شعبهم. وفي كل زيارة يؤديها إلى كابل لتفقد المستشفى، يستقبله وزير الصحة محاطًا بحراس ملتحين وعابسي الوجوه، وقد فشلت كل محاولاته ومساعيه بهدف فتح حوار معه.

وعندما يحتجّ على بعض الممارسات، تجيبه السلطات الرسمية  بضرورة احترام قوانين البلاد التي هي في الحقيقة قوانين طالبان، وهي عبارة عن فتاوي تسمح لهم بتسليط المظالم على شعبهم، وعلى تحويل البلاد إلى سجن رهيب.

ويقول ايريك شايسون إن طالبان منعوا النساء من العمل في المستشفى .لذا أصبحت الخدمات الصحية تعاني من مصاعب كثيرة.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه المستشفى أزمة مالية حادة إذ أن المنظمات الدولية تجد صعوبة في تحويل مساعداتها إلى كابل. معنى هذا أن أفغانستان سوف تشهد كوارث صحية خلال السنوات المقبلة...      


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات