: آخر تحديث
"إيلاف" تقرأ لكم في أحدث الإصدارات العالمية

الأسلحة الالكترونية.. حروب جديدة ساحاتها مفتوحة

137
169
150

تشكل الأسلحة الالكترونية موضوعًا شديد الحساسية والخطورة، إذ يمكن لأي شخص أو مجموعة استخدامها ضد أي دولة في العالم في أي وقت وبدون أي إنذارات سابقة.

إيلاف: أصبحت المخاطر التي ترافق عالم الإنترنت من الأمور البديهية، إذ يكاد لا يمر يوم لا تنقل فيه وسائل الإعلام خبرًا عن اختراق أو عملية

قرصنة هنا وهناك. وعندما يخترق أحدهم حسابات أحد البنوك، تقوم المؤسسات المالية بإصدار بطاقات جديدة لحل المشكلة. غير أن مثل هذه الحوادث مجرد جزء ظاهر من الجبل الثلجي، وما خفي كان أعظم.

الخفي
هذا الجزء الخفي من الموضوع هو ما يتناوله بالشرح والكشف ديفيد سانغر مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" لدى مجلس الأمن القومي في كتابه الجديد، وعنوانه "السلاح المثالي"، ويعرض فيه المخاطر الحقيقية التي تمثلها الشبكة العنكبوتية على مستوى الدول.

يستعرض الكاتب عددًا من الحوادث السابقة، مثل التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية في عام 2016، ثم اختراق إيران شركة أرامكو السعودية وهجمة كوريا الشمالية على شركة سوني وعملية أوليمبيك غيمز، التي تذكر الأنباء أن الولايات المتحدة نفذتها بالتعاون على الأرجح مع إسرائيل، واستهدفت بها منشآت إيران النووية، رغم أن الدولتين الحليفتين لم تقرّا بذلك على الإطلاق.

أسئلة
تكمن قيمة هذا الكتاب في الطريقة التي يشرح بها سانغر تعقيد الأسلحة الإلكترونية والعمليات السايبيرية، مع إيضاح للديناميات الداخلية لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عند ظهور هذه القدرات الجديدة. 

يثير الكتاب أو يطرح أسئلة كثيرة، ومنها مثلًا: هل هناك أوجه تشابه بين الأسلحة الالكترونية والأسلحة النووية؟.. كيف ومتى يجب التقيد باستخدامها؟، وكيف يمكن خلق توازن بين عملية استخبارية هدفها جمع معلومات، واُخرى سرية تمثل اختراقًا، أي أين يقع الحد الفاصل بين عملية تجسسية وهجوم إلكتروني؟، ثم كيف يمكن لدولة ما الرد على هجوم إلكتروني؟، وما هو دور الحكومة في الدفاع عن الشبكات الخاصة؟... هذه مجرد أسئلة مبدئية. ويرى الكاتب أنه لا توجد أجوبة واضحة عليها في الوقت الحالي. 

هلع
يقول الكاتب إن هذه الحقائق والحوادث تثير الهلع بين أوساط المسؤولين عن الأمن القومي، وكأنهم ينتظرون ما يشبه هجوم بيرل هاربر إلكتروني قد يقلب حياة البلد رأسًا على عقب.

ربما كان أفضل مثال على ذلك الاختراق الروسي لمنظومة الكهرباء في أوكرانيا، الذي أدى إلى إيقاف عمل المنظومة بكاملها، ومحو كل المعلومات المخزونة، ما اضطر العمّال إلى إعادة تشغيل المحطات الكهربائية باستخدام المفاتيح اليدوية. 

وينبّه الكاتب إلى أن عملية مثل هذه لو استهدفت الولايات المتحدة، لحدثت كارثة، لأن المحطات الحالية غير مزوّدة بمفاتيح يدوية ولأن العمّال الحاليين لا يعرفون كيف كانت هذه المحطات والمنظومات الكهربائية تعمل في السابق. 

... والشركات؟
يشير الكاتب أيضًا الى دور كبريات الشركات التقنية، مثل أبل وغوغل وفايسبوك وغيرها، ويذكر مثلًا موقف أبل التي فضلت إرضاء حكومة الصين على حساب حماية المستهلك والحفاظ على الخصوصية، عندما منعت الصينيين من القدرة على تحميل تطبيقات معينة من متجر أبل، توفر شبكات في بي إن vpn التي تسمح عادة لمستخدميها بتجاوز المنع الصيني. ويرى الكاتب أن هذا القرار جاء بدوافع تجارية، بهدف الوصول إلى أسواق الصين، ولكنه ينبّه إلى تعقيدات محتملة لاحقة على صعيد الأمن. 

تطرق الكاتب أيضًا إلى قضية إدوارد سنودن وتشيلسي مانينغ ومنشورات شادو بروكر، وكلها تمنح الخصوم معلومات قيمة عن قدرات الولايات المتحدة على صعد عدة.

متاحة للكل
بعد كل هذا ينبّه الكاتب إلى نقطة شديدة الأهمية تدخل ضمن مواصفات هذا النوع من الأسلحة، وهي أنها ليست حكرًا على أحد، ولا تملكها الدول الكبرى وحدها، بل يمكن لأي شخص أو مجموعة أشخاص يجلسون في مقهى في فيينا أو في بانكوك أو في أي مكان آخر في العالم استخدامه ضد أي دولة في العالم، ما يعني أنه سلاح متاح للجميع وفِي كل مكان في العالم... وهنا يكمن أشد الخطر.

 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير نقلًا عن "ديبلوماتيكورييه". الأصل منشور على الرابط
https://www.diplomaticourier.com/book-review-the-perfect-weapon/


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات