: آخر تحديث

التعاون الخليجي... عيش وملح

0
1
0

عبدالعزيز التميمي

وجب علينا أن نترحم على قادة الخليج العربي الراحلين وندعو لهم في كل صلاة، فهم الذين وضعوا أُسس التعاون الرسمي والشعبي بين دول أعضاء مجلس التعاون الخليج العربي، فأصبحنا بحمد من الله سبحانه وتعالى، نتنقل من الكويت إلى صلالة في سلطنة عُمان مروراً بالشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية أرض الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومهد الحضارة الإسلامية عبوراً إلى مملكة البحرين عين عذاري العذبة التي روتنا منذ زمن بعيد بزلال عطائها وحسن ضيافة شعب البحرين الذي مزج معنا حلاوة التآخي والتواصل والتراحم.

تقاسمنا معاً لقمة العيش منذ زمن اليامال والسفن الكويتية والبحرينية تبحر من وإلى البحرين ذهاباً وإياباً بالأهل والإخوة والأشقاء، ثم دولة قطر، دار تميم آل ثاني، الذي علّمنا أميرنا الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، كيف نبادلهم المحبة والتقارب وأفشى بيننا المعنى الحقيقي للتسامح، ثم ننزل في ديار زايد وآل مكتوم القاسمي وكل شيوخ وشعب دولة الإمارات الوسام الذهبي الذي يجمل صدر الخريطة الخليجية، فسلطنة عُمان لنطل من على سفوح صلالة ونراقب الشمس وهي تغرب خلف بحر العرب بعد أن أشرق علينا من الجانب المشرق لخليجنا العربي المنبع الذي نتشرّف كلنا كخليجيين بالانتماء إلى دولها الست المتآخية المتحابة المترابطة بأُطر الخير والتعاون بين الشعوب والحكومات، بالقدر والمساحة نفسها التي تزيد من حسن تعاوننا وتقوي علاقتنا الخليجية، وقد تخطينا معظم الصعاب ووصلنا اليوم إلى التبادل التجاري والاكتفاء الذاتي في توزيع المواد الغذائية المنتجة في مصانعنا ومخابزنا، وينعم الله بها علينا كل صباح.

فالمراعي السعودية المريفة ترسل لنا الخيرات وأنواع الألبان ومنتجاتها الزراعية المتنوعة كل صباح، ثم نرى الأشقاء في الرياض وبقية عواصم دول الخليج العربي يفطرون على ما تخبز أيدينا في الكويت من منتجات المخبوزات الكويتية، وكذلك يأتينا لبن الخلفات والجمال بمذاقات مختلفة بطعم التمر والزعفران والشوكليت من دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولن أنسى الحلوى المسقطية وما ينتج صديقنا حسين الشويطر، من حلوى بحرينية متميزة لدرجة أن صوغة أهلنا من البحرين وعمان أساسه العسل والسكر والهيل مثل ما نرسل لهم من محلات الشمالي وكواكب (الرهش) الكويتي المحلى بدبس التمور السعودية، فأصبح كما يقول أشقاؤنا في مصر المعمورة والمحروسة بإذن الله (زيتنا في دقيقنا) ولله الحمد والفضل والمنّة، فآن الأوان أن نترحم على تلك القامات الشامخة من أصحاب الجلالة والسمو حكامنا السابقين الذين بنوا هذا المجد الذي نستثمره نحن اليوم لنورثه لأبنائنا في المستقبل.

اللهم احفظ دولنا العربية من كل سوء واحفظ شعوبنا من كل مكروه، اللهم آمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد