: آخر تحديث

لا حل للصراع دون قيام دولة فلسطينية

1
2
1

خالد بن حمد المالك

صمت دولي مريب أمام حرب إبادة تقوم بها إسرائيل ولم تتوقف ضد سكان قطاع غزة، بل إن بعض الدول تساند وتؤيد وتدعم هذه المجازر التي تقوم بها إسرائيل، كما لو أن الفلسطيني ليس إنساناً، أو أنه يقيم في أرض ليست له، بينما هذه الحرب بكل تفاصيلها هي من أجل تهجيره قسراً من بيته ومن الأرض التي ولد فيها وعاش فيها أباً عن جد.

* *

إن هدف إسرائيل من هذه الحروب المتواصلة والمستمرة ضد الفلسطينيين إنما هي لإسكاتهم، ومنعهم من المطالبة بحقوقهم، وإجبارهم على القبول بما يطرح أمامهم من استعداد لتهجيرهم، سواء بالرضا أو الإكراه، وهي سياسة استعمارية بامتياز من محتل وغاصب لا يكتفي بما سرقه من الأراضي الفلسطينية عام 1948م وعام 1968م، وإنما يريد المزيد.

* *

ومسؤولية الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن كبيرة في منع هذا العدوان، وصد هذه الهجمات، ودعم قيام الدولة الفلسطينية على أراضي 1967م وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، بعيداً عن مجاملة إسرائيل، ومراعاة مواقفها وهي دولة محتلة، أو دعمها عسكرياً وسياسياً كما حدث في الماضي ويحدث في الحاضر.

* *

إن عدم التزام إسرائيل بما تم الاتفاق عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإيقاف الحرب، وتبادل الأسرى، وإخلالها بكل البنود التي تم الاتفاق عليها، لا يُشرِّع لها أن تستأنف الحرب من طرف واحد، بتأييد ودعم من أمريكا، مستفيدة ومستغلة أن حماس لم يعد لديها القوة والقدرة، لمواجهة إسرائيل، بعد أن نفد سلاحها، وحوصرت من كل جانب حتى لا يتسرب السلاح من الخارج إلى مقاوميها.

* *

وإن قيام إسرائيل بتوجيه ضربات للمدارس، والمستشفيات، ومقار الإيواء، والبيوت هو عمل جبان، وتصرف غير إنساني، وجريمة حرب تعاقب عليها، لو كانت هناك جهات دولية تتحمل مسؤولياتها في ردع الظالم، والانتصار للمظلوم وللحق وللعدالة والقانون الذي يساوي بين الدول والشعوب.

* *

فما يتم عرضه عبر شاشات التلفزة، ومواقع التواصل الاجتماعي من مشاهد مبكية لجثث أطفال ونساء، لا يضع أمامنا فرصة للتفكير بأن هناك دولة بريئة من المسؤولية فيما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، بل إن الجميع شركاء في المسؤولية، وخاصة وتحديداً أمريكا وبقية الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، والدول الغربية.

* *

وإذا صح أن حماس أبدت استعدادها لعدم إدارة قطاع غزة، مع ضمان عدم المساس بالمسؤولين في الحركة، وأنها سوف تتخلى عن سلاحها، مقابل أن تتوقف الحرب، ويتم تبادل الأسرى، ولا يلاحق أعضاء حماس، فلم لا يتم إلزام إسرائيل بالقبول بذلك، منعاً لسفك المزيد من الدماء، وقتل أعداد من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، وإقفال ملف هذه الحرب، والبدء في الترتيب للأخذ بخيار الدولتين، تتعايش فيه الدولة الفلسطينية مع الدولة اليهودية.

* *

يبدو أن هناك ما يُبيَّت لإجهاض قيام دولة للفلسطينيين، وفي المقابل مساعدة إسرائيل للتوسع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وربما في لبنان وسوريا، -والله أعلم- ماذا سيحدث فيما لو نجح هذا المخطط الاستعماري، وهو حلم إسرائيل التي لم تُقر بحدود لها، لأن الإقرار بذلك يتناقض مع نهجها في التوسع والامتداد باحتلال أراض ليست لها في حدودها مع جيرانها.

* *

إن منع الدواء والغذاء، واستمرار قتل الأبرياء بتجويعهم أو بالحرب، وممارسة ما تسميه تل أبيب بالضغط العسكري للإفراج عن رهائنها، لا يستقيم أبداً مع التفكير العقلاني الجاد لإنهاء الصراع، بالحلول السلمية التي تراها الدول المحبة للسلام في العالم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد