قبل أن نبدأ في صياغة الرسالة إلى «البالون دور» الفرنسي كريم بنزيما، سنسرد لكم الرواية الأصلية للقب «الحكومة» الذي اشتهر به منذ عام 2021، عقب تصريح أكد فيه بأن مدرب الريال في تلك المرحلة زين الدين زيدان مستمر في منصبه، لتخرج وسائل الإعلام والصحف الرياضية الإسبانية بخبر تلمح فيه أن هذه التصريحات تؤكد قوة قرار بنزيما داخل النادي الملكي. وتعاملت بأسلوب ساخر مع خبر استمرار زيدان على رأس الإدارة الفنية، وأشارت إلى أن الشخص الذي أكد استمرار زيدان ليس شخصاً عادياً، بل هو «الحكومة»، ليسود اعتقاد لدى الوسط الرياضي في مدريد أن كريم صاحب سلطة نافذة، ولا يستطيع أي شخص المساس به، أو استبعاده من التشكيلة الأساسية، حتى عندما يظهر بمستوى متواضع.
ويبصمون على ذلك برحلة بنزيما مع الريال، مقارنة بباقي اللاعبين الذين رافقوه، أمثال مسعود أوزيل، أنخيل دي ماريا، تشابي ألونسو، سامي خضيرة، وحتى كريستيانو رونالدو نفسه، رحل في عهد بنزيما.
إلى هنا، ونعود إلى صياغة رسالة تقدير ومحبة وتحذير في الوقت ذاته للحكومة كريم بنزيما.
سعادة «البالون دور» النجم الاتحادي الحالي المحترم، استلمت العميد بطلًا، ولكن لم يرق لك أن لا تكون العصمة بيدك، وأخذت تتلكأ وتكابر، تحضر وتغادر، متعمداً كتابة فشل المنظومة الفنية التي كنت تفقد السيطرة عليها، وكانت النتيجة سقوط الفريق وإبعاد لاعبين وإقالة مدرب، لتتحقق نزعة السلطة التي فرضتها على الجميع. وفي الموسم الذي يليه استلمت المهمة، وفرضت قراراتك واختياراتك على حساب انسحاب رئيس ترك لك الجمل بما حمل، وجلبت جهازاً فنياً وعناصر تخدمك داخل المستطيل وخارجه. وبفضل من المولى انتشلت روح المدرج الذهبي الفريق من طريق الضياع، لتعيده إلى منصات التتويج. كما لا نجحد جهودك في قيادة وتنظيم الكتيبة تحت نظر «مسيو» لوران بلان الذي قررت بقاءه واستمراره بالرغم من الكثير من العك، لولا بعض الظروف التي عطلت المنافسين، والنتائج التي خدمت الفريق والمنظومة، وبراعة بعض العناصر المطيعة للتوجيهات، واستخدمت العصي لمن عصى، وفرضت عليهم المغادرة أو التخييم في دكة البدلاء.
في نهاية الأمر، قدر الله وما شاء فعل، وعاد العميد بروح مدرجه وإرثه وتاريخه إلى خطف بطولات الموسم، وجيّر الجميع كرهاً المنجزات لك وللكتيبة والكوتش المتناقض، وشكرنا الله على نعمة الاتحاد.
انتهى الموسم بخيره وشره، ليترقب المنتمون موسماً يحافظ فيه العميد على ألقابه ومكتسباته، بترتيب البيت الداخلي واختيار جودة عناصريه ومدرب على مستوى الطموح، والتزموا الصمت حتى اللحظات الأخيرة تلبية لرغبة «الحكومة» في استمرار الرفاق ومدربهم، تكراراً لرواية ريال مدريد مع زيدان. وكان العاشقون جميعهم يراقبون المشهد وهم على ثقة أن العميد بهذا الوضع لن يصمد أمام منافسين دعموا صفوفهم بنجوم من طراز رفيع وجودة عالية.
حتى لا نطيل عليك، أمامك اليوم يا سعادة «الحكومة» خياران لا ثالث لهما، إما أن تسلمنا فريقاً بطلاً كما استلمت، وإما أن تتنحى أنت ومن تحت رعايتك. الاتحاد وُلد بطلاً قبل حضورك، وسيستمر بطلاً بدونك.