: آخر تحديث

‏في يوم الوطن.. هوية الفعل وإرث التحالف

2
2
4

‏ليس يومنا الوطني السعودي مجرد مناسبة للزينة والأهازيج، بل هو يوم تختزل جوهره عظمة الفعل وروعة الإنجاز.

هكذا نشأنا على يد قادة هذه البلاد: أن يكون الصمت عملًا، وأن يكون الإنجاز نشيدًا، وأن يكون التحالف الاستراتيجي إرثًا يتوارثه الوطن جيلاً بعد جيل.

‏وفي لحظة تجسد معنى الهوية الوطنية في أبهى صورها، استقبلت بلادنا ذكرى تأسيسها بتوقيع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – اتفاقية الدفاع الاستراتيجي المشترك مع جمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة. لم تكن الاتفاقية مجرد وثيقة سياسية، بل كانت تاجًا يزيّن جبين الذكرى، وبصمة فعل تؤكد أن احتفالنا باليوم الوطني هو بالمنجز الذي يرفع راية الوطن، ويوثق مكانته على خريطة العالم.
‏هذه الخطوة ليست وليدة اللحظة، بل هي حلقة في سلسلة طويلة من الرؤية الثاقبة التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – أيده الله – وواصل مسيرتها سمو ولي العهد. لقد عاد بي الذهن إلى مقال سابق لي بعنوان "الاتجاه شرقًا" في فبراير 2014، طالبت فيه بضرورة توسيع دائرة تحالفاتنا بما لا يتعارض مع علاقتنا التاريخية بالحلفاء التقليديين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. وقلت وقتها إن باكستان ليست محطة عابرة في جولاتنا الآسيوية، بل هي شريك استراتيجي تتقاطع معه مصالحنا وأمننا القومي.
‏قلت وقتها، إن زيارة الملك سلمان – آنذاك ولي العهد – إلى باكستان كانت "الدرة" في "عقد" التحالفات الشرقية. فإسلام آباد ليست محطة عابرة في أي جولة آسيوية، بل هي محضن أخوة إسلامية، وشريك استراتيجي تتقاطع معه مصالحنا وأمننا القومي.
‏واليوم، يأتي توقيع اتفاقية الدفاع الاستراتيجي ليكون التتويج العملي لهذه الرؤية، والجوهرة الثمينة التي تزين احتفالنا باليوم الوطني.
‏إن ما يقوم به سمو ولي العهد ليس مجرد استكمال لمسيرة والده، بل هو تأسيس لمنهج جديد في الدبلوماسية السعودية، يقوم على قوة العلاقات وعمق التحالفات وبناء شراكات استراتيجية تخدم مصلحة الوطن والأمة. إنه فعل وطني بامتياز، يترجم حب الوطن إلى قرارات جريئة وخطوات عملية تضع المملكة في صفوف الدول الفاعلة والمؤثرة عالميًا.
‏في يوم الوطن، نحن لا نحتفي بميلاد دولة فحسب، بل نحتفي باستمرار مسيرة البناء، وتواصل العطاء، وثبات الرؤية.، وتجدد العزيمة. نحتفي بقيادة جعلت من الفعل هو الهوية، ومن التحالف الاستراتيجي هو الإرث. فكل عام وبلادنا بخير، وراية التوحيد خفاقة، وعزها في تصاعد، وفعلها هو النشيد الذي تعزفه الأجيال القادمة.
‏⁧

‫#نافذة‬⁩
‏وأنا بعيد ..
‏رأيتُ بلادي في المنام
‏سمِعتُ أخبارها .. من بعيد
‏إشتقتُ إليها .. من جديد
‏وعندما عدت إلى أحضانها
‏وجدتها .. أصبحت أجمل


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.