لا يبدو أنَّ عبد الإله العمري يتعامل في الفترة الأخيرة مع مستقبله الكروي بشكل صحيح وضمن إطار الاحتراف ومتطلباته، وهذا بالتأكيد خطأ كبير يقع فيه اللاعب ومعه وكيل أعماله. العمري لاعب محترف مرتبط بعقد مع النصر إلى 2028، وهذا العقد هو التزام وظيفي لا يمكن التخلي عنه متى ما قرر اللاعب، بل إن الرغبة يجب أن تكون مشتركة بين الطرفين على أن يحقق كل طرف مصلحته من هذا الانفصال.
في موضوع العمري، يبدو أنَّ الرغبة كانت مشتركة بين الطرفين، فالعمري يريد الرحيل إلى الاتحاد والنصر يريد أن يحقق عائداً مالياً من الصفقة، ولم يتحقق هذا الأمر للنصر، وبالتالي المسؤولون عن هذا الجانب في إدارة النصر رفضوا تحقيق رغبة اللاعب بالانتقال إلى الاتحاد، وهذا يعني أن العمري سيستمر لاعباً في صفوف النصر وضمن قائمة الـ25 لاعباً المشاركين في الموسم. وهذا الأمر يتطلب من العمري أن ينسجم معه، ويعود إلى عمله بكل جد ومثابرة، حتى يحقق لنفسه ولناديه نجاحات تجعله في الصورة بشكل مستمر ومطلب لكل الأندية، وليس الاتحاد فقط.
عندما لا يحدث ذلك، فهذا يعني أن اللاعب سيهبط مستواه، ولن يكون بمقدوره فرض نفسه في قائمة الفريق كأساسي، وبالتالي ستقل القيمة السوقية للاعب، ولن يجد له مكاناً في صفوف المنتخب المقبل على مشاركة مهمة في تشرين الأول (أكتوبر) القادم، وقد يتأهل لنهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة. لذا من المهم أن يدرك العمري أنَّ الفرص اليوم قليلة ولا مكان له في عالم كرة القدم إلا عندما يبذل مجهوداً كبيراً، ويفرض نفسه على الجميع، وفي كل الاتجاهات.
لكنَّ محاولة الاعتراض والامتعاض وعدم قبول الواقع والخروج عن نصوص الاحتراف ومحاولة استفزاز الجماهير بردة فعل لا تليق بلاعب محترف لن تكون نتائجها جيدة على مستقبله كلاعب محترف. الصواب اليوم أن تقدم نفسك بشكل جيد مع الفريق النصراوي، وأن تلتزم بكل واجباتك كلاعب محترف، وتترك ما سيحدث في المستقبل للمستقبل. لكن حتى تضمن لك مستقبلاً جيداً في سوق الانتقالات يجب أن تركز على العمل ولا شيء غير العمل. لن يقف معك الجمهور ويدعمك إلا حين تقدم لهم ما يرضيهم داخل الملعب، عندها ستكسب ثقتهم وثقة غيرهم.