: آخر تحديث
طريقي

بيدرسون... ما هكذا تُعالج القضايا!

3
3
3

ثمة سؤال كبير حول دور الأمم المتحدة في الأزمة السورية! ما سر هذا الغياب الأممي عن دور يفترض أن تضطلع به المنظمة الدولية في ظل حالة الانشقاق العمودي والأفقي التي تضرب أركان المجتمع السوري؟

الانهيار السريع للنظام السوري السابق على يد الفصائل بقيادة هيئة تحرير الشام في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، شيد جدرانًا من اللاثقة بين مكونات الدولة السورية. فكانت أحداث الساحل، تبعها الاشتباكات الدامية في الجنوب وتحديدًا محافظة السويداء، فيما لا يزال الأكراد على زناد المفاجآت.

هناك أزمة حقيقية بين مكونات المجتمع السوري، ومما يعمق هذه الأزمة هو غياب الأمم المتحدة وتحديدًا غياب ممثلها غير بيدرسون.

يكتفي الدبلوماسي النرويجي بإصدار بيانات الشجب وتمنيات الاستقرار، وتناسى أن دوره الرئيسي هو لملمة الجراح والشروع في عملية مصالحة حقيقية بين السلطة الجديدة في دمشق وبقية مكونات الدولة السورية التي تتخندق خلف مشاعر القلق وربما الرعب من الغد! فهذه المكونات تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى استراتيجية أممية جديدة للتعامل مع المتغيرات في سوريا. استراتيجية تحاكي تطلعات الشعب السوري وآماله بمختلف اتجاهاته السياسية والفكرية، وتغوص في يوميات المواطن وهواجسه من خلال فرق عمل تتسلح بخارطة تحرك واضحة بعيدًا عن رتابة البيانات والمواقف الهوليوودية. فهل السيد بيدرسون، وهو بالمناسبة لا يجيد اللغة العربية، مؤهل لقيادة مركب المصالحة في سوريا؟

نعم، أخفقت المنظمة الدولية في سوريا، وأضلت طريق الإصلاح المجتمعي في بلد هو أشد ما يكون بحاجة الآن إلى حاضنة دولية عادلة تعيد ترميم عطب اجتماعي خلفته عقود من الحكم الأسدي.

ما يجب ألا يقتصر دور المنظمة الدولية على تأمين خط مساعدات إنسانية هنا أو رصد تجاوزات هناك. بل هي مطالبة اليوم بأن تخوض معركة الإصلاح المجتمعي ووضع خارطة طريق عملية لتحقيق المصالحة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد.

بالتأكيد، الأمم المتحدة بقيادة الأمين العام غوتيريش، الذي أظهر في محطات عدة نزاهة في الموقف وصلابة في إعلاء ميزان العدالة، مطالبة اليوم باستراتيجية جديدة لسوريا، وبفرق عمل جديدة، وبممثل جديد يؤمن بأهمية التحرك الميداني لتحقيق الأهداف النزيهة للمنظمة الأممية في وطن تمزقه الصراعات.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.