: آخر تحديث

لتفخروا في السعودية بمحمد بن سلمان

16
9
8

لا يختلف اثنان على مكانة المملكة العربية السعودية، ودورها الريادي والمؤثر في محيطها العربي والدولي. وما نشهده اليوم من تحولات سياسية لافتة، إنما هو امتداد لمسيرة حافلة بالعطاء والبذل، رسّخت موقع السعودية كدولة محورية تسعى إلى ترسيخ الاستقرار، لا سيما في العالم العربي، حيث حملت همومه منذ عقود، وها هي تواصل هذا النهج بثبات وحكمة.

وفي ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، تثبت المملكة من جديد أنها حجر الزاوية في معادلات الإقليم، ولاعب أساسي في رسم ملامح المنظومة الدولية، عبر تحرّكات دبلوماسية مسؤولة تهدف إلى جمع الصفوف، وتغليب صوت العقل، وتثبيت أركان الاستقرار.

نقف إجلالاً أمام ما تقدّمه بلادنا الغالية من جهود متواصلة، تُجسّد قيم المحبة والإخاء تجاه جميع الشعوب، وحرصها العميق على شؤون المسلمين أينما كانوا، وإحساسها المتأصل بالمسؤولية التاريخية والدينية تجاههم.

ولعلّ زيارة الرئيس الأميركي إلى المملكة، واختياره لها دون سواها كوجهة أولى في ولايته، لهو دليل ناصع على مكانتها المرموقة. فزيارة ترامب الأولى إلى الرياض في عام 2017 جاءت في ظرف دولي متوتر، وها هو يعود إليها في عام 2025 في ظل مشهد عالمي تعصف به التحديات، في رسالة واضحة بأن السعودية تظلّ شريكاً لا غنى عنه على الساحة الدولية.

تحمل هذه الزيارة دلالات عميقة سياسية واقتصادية، وتتّسم بأهميتها البالغة، لا سيما في توقيتها الحرج. فهي تؤكد مجددًا على الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الرياض بواشنطن في ملفات الأمن والطاقة ومكافحة الإرهاب، وتعكس الثقة الأميركية بالدور السعودي الحاسم في توازنات العالم.

وقد أشارت تقارير إلى أن الرئيس ترمب أبدى رغبة قوية منذ فترة طويلة في زيارة السعودية، تقديرًا لتأثيرها الواسع في القضايا العالمية. ولا عجب أن تكون القبلة الاقتصادية الأولى لأميركا هي الرياض، فهذا الامتداد يعكس ببساطة مركزية الدور السعودي وفاعليته في دعم الحلول السياسية، وتأمين أسواق الطاقة، والمساهمة في استقرار المنطقة عبر أدوات دبلوماسية ذكية ومدروسة.

وتزامنًا مع الزيارة، انطلق في الرياض منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي 2025، حيث اجتمع الوزراء وكبار رجال الأعمال لاستكشاف آفاق جديدة تعزز الشراكة بين البلدين. ومن شأن هذا الحدث أن يسهم في رسم ملامح الاقتصاد العالمي وفتح آفاق رحبة لتوسيع قاعدة التعاون الاستراتيجي بين المملكة وأميركا.

كما شهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بحضور سمو ولي العهد والرئيس الأميركي دونالد ترمب، وذلك في الديوان الملكي، في مشهد يجسّد الثقة المتبادلة والآمال العريضة في دفع العلاقات نحو آفاق أرحب.

وقد لفت انتباهي حديث ترمب عن إعجابه الشديد بولي العهد، لا سيما حين سأله بإعجاب: "متى تنام؟"، في إشارة إلى تفانيه اللافت في العمل، وهي شهادة تعبّر عن نظرة قادة العالم إلى شخصية سموه الفذّة، وحضوره اللافت على المسرح الدولي. فنسأل الله أن يحفظه ويرعاه.

نعم، أنظار العالم تتجه إلى عاصمة القرار، مترقبة نتائج هذه الزيارة التي من شأنها أن تحسم الكثير من القضايا الكبرى، إقليميًا ودوليًا، بعدما غدت الرياض لاعبًا رئيسيًا لا يمكن تجاوزه، ووسيطًا نزيهًا موثوقًا به.

والآمال معقودة على ما ستفضي إليه هذه الزيارة التاريخية من انفراجات لقضايا أثقلت كاهل العرب، بل والعالم بأسره.

وأخيرًا، لا يسعنا إلا أن نوجّه خالص الشكر إلى القيادة السعودية على ما تبذله من جهود مخلصة لحفظ أمن واستقرار المنطقة.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.