طوال تاريخ العلاقة السعودية الأميركية والجهود متوافقة على تعزيز سبل التعاون بين البلدين. في السعودية ندرك مدى أهمية دولة عظمى مثل أميركا، وفي أميركا يدركون مدى أهمية السعودية على كافة المستويات، وبما أنَّ العلاقات الدبلوماسية بين كثير من الدول مرتبطة بحجم المصالح ومدى نموها، فإنَّ الاتجاه المنطقي للعلاقة بين السعودية وأميركا ينمو ويتطور، مما يعزز قوتهما، ويصبح لها التأثير الأكبر على مستوى العالم.
منذ سنوات طويلة، ومن مراحل بداية العلاقة السعودية الأميركية، وهذا التناغم بين البلدين يزداد قوة ومتانة، حتى لو شابه القليل من التوتر تبقى الخطوط العريضة لهذه العلاقة ثابتة، ولا يمكن المساس بها.
في أميركا تتغير السياسات بتغير الرؤساء، لكن هناك ثوابت لا يمكن المساس بها، ولعل من أهمها العلاقات المرتبطة بالمصالح المتنوعة بين البلدين، والتي تجعل فرص العمل تتضاعف بين الجانبين.
تحرص الولايات المتحدة الأميركية على تعزيز أواصر الود بين دول الخليج، وعلى وجه الخصوص السعودية، وفي كل محفل ولقاءات على مستوى البيت الأبيض يحضر فيه ذكر السعودية تكون الإجابات ذات مدلول قوي على أن العلاقة السعودية الأميركية مستمرة وتتمدد، في السعودية وعلى الصعيد السياسي هناك مواقف ثابتة، ولا يمكن أن تتنازل عنها مهما حدث، لعل أهمها المصلحة العامة للدولة على كافة المستويات ومدى القدرة على الاستفادة من هذا التقارب السعودي الأميركي على كافة المستويات.
حين تبدي السعودية رأياً في شأن سياسي أو اقتصادي تجد أميركا تؤيد هذا الرأي لمدى ثقتها بالسعودية من جانب ولحجم المصالح المشتركة بين البلدين من جانب آخر، كثير من الدول في المنطقة تعوّل على مستوى العلاقة بين السعودية وأميركا، وتجدها النافذة الحقيقية لتحقيق ما يرون أن فيه مصلحة عامة للمنطقة مثل القضية الفلسطينية، والوضع الجديد في سوريا، والأزمات المتعددة في لبنان، والسلاح النووي في إيران وسبل ضبط الواقع المتوتر في المنطقة؛ بسبب تعنت إسرائيل واستمرار سياساتها العدوانية في المنطقة، كل تلك الأدوار تعمل السعودية كدولة لها تأثيرها في المنطقة، وعلى مستوى العالم مع كثير من الدول في العالم على حلها وجعل المنطقة أكثر استقراراً وانسجاماً مع العالم.
في السعودية هناك عمل على المستوى السياسي والاقتصادي في قمة الروعة والتوهج ونتائجه لا تتأخر كثيراً، والأمثلة في هذا الإطار كثيرة، والمراقب للمشهد السياسي والاقتصادي في المنطقة يلمس هذا الشيء، لم تكن القضية الفلسطينية في يوم من الأيام لها تأثيرات سلبية على مستوى العلاقة بين السعودية وأميركا، بالرغم من تمسك المملكة بموقفها تجاه هذه القضية، ولم تتزعزع العلاقة السعودية الأميركية بسبب الملف النووي الإيراني، كل المنعطفات التي قد تسبب توتراً بين البلدين كانت تنجح السعودية في حلها، دون أن تكون هناك تنازلات تخل بالثوابت التي وضعتها السعودية في منهجها العام لحفظ حقوق المنطقة بشكل عام.
اليوم يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى السعودية مجدداً، وهو يحمل الكثير من القضايا لمناقشتها مع السعودية وكذلك كثير من المصالح الاستثمارية والاقتصادية التي تخدم البلدين، يقيننا منا كعرب ودول متقاربة أن السعودية ستنجح في وضع حلول جذرية تخدم السعودية أولاً، وتساعد المنطقة على لملمة أوراقها والتقدم لمستقبل مشرق بعد تأمين العوامل المساعدة لفعل ذلك، في تصوري ستكون هذه الزيارة منعطفاً مهماً لمستقبل رائع للسعودية أولاً ولمنطقة الشرق الأوسط.