علاقةُ دن بهيئةِ الإذاعةِ البريطانية (بي بي سي) تستحقُّ التفصيل. المذكرةُ التي أشرتُ لها آنفا بعنوان: «دورة تعليم المصرية العربية المحكية» التي أعدها جيمس هيوارث دن بمعاونة محمد محمود جمعة (محاضر العربية في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن) – هي نسخة مبكرة لما أصبح لاحقا كتابًا في ٢٠٥ صفحات، عمل عليه دن تحت إطار «معهد لينجوافون» في لندن وقدم لهيئة الإذاعة البريطانية. فكيف ارتبط هيوارث دن بهيئة الإذاعة البريطانية وتحديدا قسم اللغة العربية فيها الذي بدأ بالبث يوم ٣ يناير ١٩٣٨م؟
هذا السؤال يجيب عنه لويس ألداي، المتخصص في تاريخ الخليج واللغة العربية، في مقاله نشرها في ٤ أكتوبر ٢٠١٧ بعنوان: «تأسيس بي بي سي عربية والنحوية المصرية» حيث يقول:
كان أحد الأوروبيين الذين انتقدوا بشدة بث هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» باللغة العربية هو جيمس هيوارث-دَن، كبير محاضري اللغة العربية بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية، حيث هاجم أسلوب المذيعين. وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن هيوارث-دَن ادعى أنه ينقل رأي «كل عربي تحدث إليه في هذا الموضوع»، فإن وجهة نظره تتعارض مباشرة مع حجم كبير من الأدلة التي جُمعت من مختلف أنحاء العالم العربي. وجادل التقرير بأن العربية الفصحى الحديثة هي «لغة مصطنعة وأدبية» لا توجد لها معايير ثابتة متفق عليها عالميًا، وبالتالي فإن النقاشات حول القضايا الخلافية في النحو والأسلوب أمر متوقع، وأن القليل فقط «يحقق صحة لغوية لا جدال فيها».
رأى هيوارث دن أن بث «بي بي سي عربية» ينبغي أن يكون باللهجة المصرية المحكية بدلًا من العربية الفصحى. وفي غضون ١٧ يومًا، أعد تقريرًا مؤرخًا في ٢٠ يناير ١٩٣٨م، حمل عنوان: «تقرير عن البث الإذاعي باللغة العربية في مصر وفلسطين مع إشارة خاصة إلى البث العربي من لندن». ولم يلبث أن أتبعه بتقرير تكميلي في مايو من العام نفسه، حمل عنوان: «تقرير تكميلي عن البث الإذاعي العربي لهيئة الإذاعة البريطانية».
وبناء على ذلك، عمل على دورة اللهجة المصرية المحكية بمشاركة محمد محمود جمعة المحاضر العربية في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن، وعاونه وساعده في نشرها معهد لينجوافون في لندن. هذا المعهد له تجربة في ترجمة الأعمال الشرقية، وارتباط وثيق بكلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن، حيث كان المحرران لدورات لينجوافون للغات الشرقية في وقت عمل دن على هذه الدورة هما «السير إي. دينيسون روس» مدير كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن و«أ. لويد جيمس» أستاذ علم الصوتيات في الكلية ذاتها.
خلت النسخة التي نشرها معهد لينجوافون من مقدمة دن، التي عثرت عليها ضمن أرشيفه في الطبعة المبكرة (التي لم تتجاوز ٥٠ صفحة) من دورة المصرية المحكية. ساهم في تسجيل دورة معهد لينجوافون «أ. ك. سرور» و«أ. ي. الدسوقي» المذيعان باللغة العربية في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بالإضافة لــ«إجلال حافظ» و«إحسان الكيلاني»، وقد عمل على تفريغها «ت. م. جونستون» المحاضر في اللغة العربية في كلية الدراسات الشرقية في جامعة لندن. وقد أُعيدت طباعة هذه الدورة مرارًا منذ صدورها وحتى ستينيات القرن العشرين.
سبقت تقارير «بي بي سي» مراسلات الدبلوماسي باقالي من مكتب الخارجية البريطانية. هذه المراسلات وجهت إلى هيوارث دن تحديدا دون صديقه برنارد لويس، الذي تعين في عام ١٩٣٨م كأستاذ مساعد في كلية الدراسات الشرقية، وتم توجيهه في بداية الحرب إلى العمل مع الاستخبارات الخارجية.
أدناه إهداء غير مكتمل من دن إلى لويس كتبه دن على غلاف كتاب برنارد لويس «تاريخ اهتمام الإنكليز بالعلوم العربية» ووجدته في أرشيف جيمس هيوارث دن:
صورة غلاف كتب برنارد لويس وإهداء دن غير المكتمل لكتاب برنارد لويس إلى لويس
علاقة دن ببرنارد لويس كتب عنها البعض، وقد تطرق الباحث جون فيريس لتفاصيل مهمة عن هذه العلاقة في كتابه «ما وراء إنجما: التاريخ الرسمي لوكالة الاتصالات الحكومية البريطانية (GCHQ) – وكالة الاستخبارات الإلكترونية السرية في بريطانيا» الذي نشر عام ٢٠٢٠م. يقول فيريس:
في عام ١٩٤٤م، حذر الأكاديمي جيمس هيوارث-دن (من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن) من أن أحد أعضاء «وحدة الاستخبارات البريطانية لاعتراض الإشارات السرية للحركات الصهيونية في فلسطين» "إسبال ISPAL" وهو برنارد لويس (الذي أصبح لاحقًا عالمًا مرموقًا) كان صهيونيًا، وبالتالي لا يمكن الوثوق به في التعامل مع رسائل «إسبال». إن حقيقة أن ضابط الاتصال بوزارة الخارجية مع أجهزة الاستخبارات أثار هذه المسألة، وأن رئيسي جهاز المخابرات الخارجية «MI6» ووكالة الاتصالات الحكومية «GCHQ» ردا عليها، تدل على مدى أهميتها وتعقيدها. كتب مينزيس:
«شارك لويس في عمله الحالي معنا في «إسبال II» لمدة عام أو أكثر، ومن الواضح أنه لو كان مسؤولًا عن أي تسريب، لكان ذلك قد انعكس في المواد نفسها. من الواضح أنه سيكون من الأفضل عدم توظيف يهودي في هذا العمل بالذات، لكن صعوبات اللغة تجعل من المستحيل تقريبًا توظيف أي شخص آخر. دينستون راضٍ تمامًا عن موثوقية لويس، وأفهم أن كيلار من جهاز الأمن الداخلي «MI5»، الذي عمل مؤخرًا مع لويس في «إسبال II»، يشارك هذا الرأي الإيجابي عنه.
يجب اعتبار هيوارث-دن نفسه مصدرًا مشبوهًا للغاية للمعلومات. فهو متزوج من امرأة مصرية، ويُعرف بأنه معادٍ للسامية بشدة».
عندما سأل مدير مكافحة التجسس في جهاز الأمن الداخلي «غاي ليدل دينستون» عما إذا كان «لويس» وزميله «صموئيل ستالبو» سيقومان «بقراءة بعض التقارير العبرية لنا المتعلقة بأنشطة شيرتوك وآخرين»، كان دينستون مستعدًا تمامًا لأن يعهد لهما هذه المهمة، واعتبرهما موثوقين ١٠٠٪.
وُلد ستالبو في هاكني عام ١٩١٦م لعائلة يهودية من أصول أوروبية شرقية كانت تدير شركات في تجارة الأقمشة المستعملة. أصبح نقيبًا في سلاح المدفعية عام ١٩٤٣م وتم إلحاقه بـ«بيركلي ستريت». قام لويس وستالبو بترجمة مواد تتعلق بالوكالة اليهودية لصالح بريطانيا دون أن يشعروا بأنهم يخونون «جانبهم». لم يخن لويس، وستالبو، ولا أي من اليهود العديدين الذين عملوا في «بلتشلي بارك»، مثل «والتر إتينغهاوزن»، الذي أصبح لاحقًا «والتر إيتان»، الرئيس المهني لوزارة الخارجية الإسرائيلية [أي المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية]، الثقة التي مُنحت لهم. ومع ذلك، ربما ألهمت تجربتهم في Hut 3 بعض جوانب الاتصالات الدبلوماسية الإسرائيلية «Comsec».
كان شقيقه، إرنست، وهو أيضًا مخضرم في «بلتشلي بارك»، مسؤولًا عن مكتبة وكالة الاتصالات الحكومية «GCHQ» حتى عام ١٩٥٦م عندما استقال وعاد إلى أضواء لندن الساطعة.
بعد الحرب، لم يُظهر خبراء الاستخبارات اللاسلكية أي علامات على معاداة السامية تجاه زملائهم، الذين عاملوهم على قدم المساواة (على الرغم من أن الأمر لم يكن دائمًا كذلك في بلتشلي بارك). كانت الاستخبارات البريطانية تثق في هؤلاء اليهود البريطانيين في التعامل مع الاتصالات الخاصة باليشوف أكثر مما كانت تثق في الإنجليز المقيمين في فلسطين الذين كانت لهم "عشيقات" أو زوجات يهوديات.
ظل ستالبو العنصر الأساسي في جهود الترجمة حتى عام ١٩٤٥م، وربما لفترة أطول، بينما عاد لويس إلى الأوساط الأكاديمية. انتهى.
هيوارث دن كان غيورا من برنارد لويس، صديقه القديم، وزميله في كلية الدراسات الشرقية في لندن، والذي انضم للكلية عام ١٩٣٨م، أي بعد انضمام دن لها بعشر سنين. بعدما هاجم دن لويس، وقفت المؤسسة البريطانية مع لويس، الذي كان - كما يذكر مارتن كرامر - رغم يهوديته وصهيونيته يعد نفسه مقبولا وموثوقا به في الأروقة الداخلية البريطانية، من مكتب الخارجية إلى تشاثام هاوس، كما يشير مارتن كريمر في مقالته: «الساميون، معادو السامية، وبرنارد لويس: حياة وإرث كتاب محوري».
هذا الكلام مهم، وأبرز مافيه في نظري هو وصف فيريس لدن أنه «ضابط الاتصال بوزارة الخارجية مع أجهزة الاستخبارات» وهذا كان في عام ١٩٤٤م.
فإذا كان دن عمل كضابط اتصال بوزارة الخارجية مع أجهزة الاستخبارات عام ١٩٤٤م فمتى بدأ عمله الاستخباراتي؟ وما هي طبيعة عمله ودوره؟
دن كان جنديا في مصر بين ١٩٢٠م-١٩٢٢م (أي أن علاقته بمصر بدأت في العشرينيات لا الثلاثينيات كما ظن رضوان السيد وعلي العميم) وفي هذه الفترة بدأ تعلم العربية في وقت فراغه، وتفرغ بين ١٩٢٢م حتى ١٩٢٨م لتعلم التاريخ والثقافة واللهجة المصرية، كما أنه درّس في مدارس إعدادية وثانوية، وتعلم في الأزهر، وأشهر إسلامه، وتزوج «فاطمة الأولى» عام ١٩٢٧م. أي أن دن أسلم قبل شهرة حسن البنا وقبل أن يشكل الإخوان جماعة ذات ثقل سياسي. العميم ذكر في دراسته أن دن «أسلم ودرس في الأزهر ليحوز على ثقافة دينية تقليدية، من أجل أن يكون قريبًا من حسن البنا» وهذا الاستنتاج هو اختزال مفرط حاد.
انتقل دن مع زوجته فاطمة إلى لندن منتصف عام ١٩٢٨م، وباشر عمله في كلية الدراسات الشرقية في ذات العام، وهو ذو ٢٦ عام. واستمر في العمل في الجامعة حتى عرض عليه في عام ١٩٣٣م منحة لإكمال الدراسة ساعدته في الاستمرار في البحث، و في شراء عدد كبير من المصادر التي بنى عليها كتابه الأشهر «مقدمة لتاريخ التعليم في مصر الحديثة». هذه الكتب التي اشتراها تحدث عنها في مذكرة نشرها عام ١٩٥٢م اسماها «بيبلوغرافيا مختصرة عن الإسلام»، وهذه البيبلوغرافيا كانت العدد الرابع من سلسة عمل عليها دن في بداية الخمسينات ودفع معظم أعدادها للنشر في القاهرة، وكان عنوانها «سلسلة العالَم المسلم. وقفت على عدة أعداد من هذه السلسلة، منها العدد الأول «بيبليوغرافيا ودليل قراءة عن الجزيرة العربية» والعدد الثاني «بيبلوغرافيا مختارة عن مصر الحديثة» والعدد الخامس «اليمن: مسح اجتماعي وسياسي واقتصادي» والعدد السابع «باكستان: ميلاد دولة مسلمة جديدة» الذي أهداه دن إلى ذكرى «محمد إقبال» وأعداد أخرى.
عرّف دن عن نفسه في غلاف مذكرة «بيبلوغرافيا مختصرة عن الإسلام» بقوله:
د. جمال الدين هيوارث دن
محاضر سابق في اللغة العربية، جامعة لندن
أستاذ «بروفيسور» تاريخ وسياسة الشرق الأوسط
كلية الدراسات العالمية المتقدمة، واشنطن دي سي
أستاذ «"روفيسور» الحضارة والثقافة العربية والشرق أوسطية
جامعة جورجتاون، واشنطن دي سي
مستشار للشرق الأوسط والأدنى والعالم المسلم
منظمة الأغذية والزراعة «فاو» التابعة للأمم المتحدة
ذكر دن في هذه البيبلوغرافيا ٣٨١ كتابا، وعلق على بعضها. جزء من الكتب هي كتب عربية (كمؤلفات الطبري والبلاذري وابن مسكويه وابن كثير)، وغالبها كتب لمستشرقين بريطانيين وألمان وفرنسيين وإسبان وهولنديين وبلجيكيين وسويديين وروس وترك وإيطاليين. في مقدمة المذكرة، يعلق دن على المدارس الإستشراقية فيقول: «كان للمدارس الأوروبية، وخصوصًا الألمانية، فضل تقديم الطريقة العلمية للبلدان الشرقية المختلفة. أصبح الباحثون في مصر وباكستان والهند وسوريا وغيرها لتوهم قادرين على تأليف أعمال يتضح منها بعض المقدرة العلمية».
يضع دن لهذه المذكرة أربع أهداف: الأول: أن تعرف الباحثين والمحاضرين بما كتب باللغات الأوروبية عن الإسلام وتاريخه وثقافته. والثاني: أن تمكن المسافرين للبلدان المسلمة من أن يشعروا وكأنهم في منزلهم حينما يتعاملون مع الأشخاص (وكقاعدة، ستجد أن المستشرقين فخورون بطريقتهم الخاصة في العيش ويقدرون بعمق أي شخص يود أن يفهم تاريخهم وثقافتهم). والثالث: أن تمكن الطلبة من اختيار أعمال مناسبة في أي موضوع قبيل سفرهم (يجب على الزائر ألا يذهب دون استعداد، فالمعرفة الأساسية بلغة المنطقة التي سيسافر لها هي قيمة ومنشودة). والرابع: أن تمكن الكليات والجامعات والأفراد أن يختاروا موادا مناسبة لتكوين مكتبات عن الإسلام.
من أكثر ما لفت انتباهي في هذه المذكرة، هي قائمة وضعها الناشر «المكتبة الأنجلو-مصرية في القاهرة» لكتب هيوارث دن، وهي كالتالي:
١- كتاب الأوراق، باللغة العربية؛ أخبار الشعراء لأبو بكر محمد بن يحيى الصولي، ص. 286. لوزاك وشركاه، لندن. ١٩٣٤م
٢- كتاب الأوراق، أخبار الراضي والمتقي للصولي، ص. 324. لوزاك وشركاه، لندن. ١٩٣٥م.
٣- كتاب الأوراق، أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم للصولي، ص. 384. لوزاك وشركاه، لندن. ١٩٣٦م.
٤- مختارات من صرخات شوارع القاهرة، لندن. ١٩٣٨م.
٥- الأدب العربي في مصر في القرن الثامن عشر، لندن. ١٩٣٨م.
٦- دروس في العربية المحكية المصرية (في سلسلة لينغافون)، ص. 209، لندن. ١٩٣٨م.
٧- دروس العربية باللغة المصرية العامية (في سلسلة لينغافون)، ص. 124، لندن. ١٩٣٨م.
٨- تقرير عن البث الإذاعي في الشرق الأوسط مع إشارة خاصة للبث الإذاعي العربي من أوروبا؛ نسخة محدودة. ١٩٣٨م.
٩- رفاعة بدوي رافع الطهطاوي: النهضوي المصري ومسيرته، لندن. ١٩٣٩م.
١٠- رفاعة بدوي رافع الطهطاوي: إنتاجه الأدبي، لندن. ١٩٣٩م.
١١- مقدمة لتاريخ التعليم في مصر الحديثة، لوزاك وشركاه، لندن. ١٩٣٩م.
١٢- تقرير تكميلي عن البث الإذاعي العربي لهيئة الإذاعة البريطانية؛ نسخة محدودة. ١٩٣٩م.
١٣- الطباعة والترجمة في عهد محمد علي: تأسيس الأدب العربي الحديث، لندن. ١٩٤٠م.
١٤- الأقباط والتعليم في مصر (عمل باللغة العربية عن تعليم الأقباط)، القاهرة. ١٩٤١م.
١٥- التعليم والأقباط في مصر، القاهرة. ١٩٤١م.
١٦- التدريب والقيادة، باللغة العربية حول التدريب العسكري، القاهرة. ١٩٤١م.
١٧- دراسات الشرق الأدنى والشرق الأوسط في المملكة المتحدة ودول أخرى؛ نسخة محدودة. ١٩٤٤م.
١٨- مخطط لإنشاء معهد دراسات الشرق الأدنى والشرق الأوسط؛ نسخة محدودة. ١٩٤٤م.
١٩- تقرير عن الدراسات الهندية؛ نسخة محدودة. ١٩٤٤م.
٢٠- تاريخ وحالة الدراسات الاستشراقية في المملكة المتحدة؛ نسخة محدودة. ١٩٤٦م.
٢١- ملاحظات حول الأدب العربي الحديث، لمجلس الجمعيات العلمية الأمريكية. ١٩٤٧م.
٢٢- المجتمع والسياسة في الأدب المصري الحديث، واشنطن، العاصمة. ١٩٤٨م.
٢٣- الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة، واشنطن، العاصمة. ١٩٥٠م.
٢٤- دليل أساسي في الإسلام، القاهرة. ١٩٥٢م.
٢٥- نظام الملكية العقارية في الإسلام، القاهرة. ١٩٥٢م.
٢٦- دليل ببليوغرافي مختار لمصر الحديثة، القاهرة. ١٩٥٢م.
٢٧- دليل القراءة عن الجزيرة العربية، القاهرة. ١٩٥٢.
هذه القائمة تضم ٢٧ مؤلفا من مؤلفات دن، وهي تستبعد كثيرا من مؤلفاته الأخرى. كالدراسة التي قام بها عن التعليم السعودي بعنوان «التعليم الحديث في العربية السعودية» والتي قد تكون من أوائل ما كتب عن التعليم في المملكة. هذه الدراسة كتبت في ٢١ صفحة، وأرجح أن تاريخ كتابتها كان في ١٩٥١م أي بعد وصوله لواشنطن دي سي وبدئه العمل في معهد الخدمة الخارجية. وأثناء إعداده دراسات مختلفة عن دول العالم العربي الإسلامي.
الذي يهمني في القائمة السابقة هي المؤلَّفات الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر. يشير مكان النشر إلى أن دن كان في القاهرة في عام ١٩٤١م، وأنه دفع بالكتب لتنشر فيها. الكتاب السادس عشر «التدريب والقيادة، باللغة العربية حول التدريب العسكري» يشير إلى أنه كان لدن عمل ميداني ولغوي أثناء وجوده في القاهرة عام ١٩٤١م.
فهل يعقل أن هذه هي المهمة التي ذهب لأجلها هيوارث دن إلى مصر نهاية الثلاثينيات الميلادية؟ وهل تغيرت المهمة بعد ذلك؟
هذا ما سأناقشه في المقالة القادمة. وللحديث بقية...