: آخر تحديث

مدرسة المشاغبين التعليمية

2
2
2

كنت أتنقل لمشاهدة عدد من مقاطع الفيديو عبر يوتيوب بشكل عشوائي، وتوقفت طويلًا أمام بعضها، وعلى الأخص تلك التي تجعلك تتجمد من الدهشة؛ على سبيل المثال كان هناك عدد من اللقاءات مع فنانين مؤثرين ومبدعين، ساق الحظ لهم أن يحصلوا على درجات عالية تصل أحياناً إلى مئة بالمئة في الثانوية العامة، وانتسب الكثير منهم إلى كليات وجامعات القمة، والمقصود بها الطب والصيدلة أولاً، يليها الهندسة وما إلى ذلك.

البعض منهم التحق بالطب فقط لإرضاء أمه، عقب تخرجه عمل في الفن، نعم... أعلم أننا نعيش اختلافًا متجذرًا في عقلية الشارع العربي، إلا أن هذا أقصى ما يمكن أن يقدمه المرء لإسعاد من حوله، متجنيًا بذلك على سعادته الشخصية، واضعًا إياها في آخر "اللستة"؛ أنت لست مهماً، ولا يمكن أن يكون لك الأحقية والأولوية لأن تختار تخصصك الدراسي، الأهم هو في كيفية الإرضاء والتذلل للوالدين على سبيل المثال، وحتى تتكون في سلوك وطباع شخصيتك، أنك تفعل المستحيل لإرضاء شغف من حولك، تلك التي تأجج لمفهوم البر والتقدير لمن حولنا، وللأسف هناك الكثيرون الذين يفقدون شغفهم بالحياة بسبب أفعال لا يمكن أن يكون المرء مقتنعًا بها، لكن يستمد لذة النجاح من فرح والده أو والدته مثلًا!

حينما أكتب وأتحدث عن مفهوم الوعي التعليمي العربي، أعني بذلك الإشارة إلى الفهم والإدراك المتزايد بأهمية التعليم في المجتمعات العربية. يتضمن هذا الوعي جوانب عدة، منها إدراك أنَّ التعليم هو وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. والوعي بالتحديات التي تواجه التعليم في العالم العربي، مثل نقص الموارد، والمناهج غير الملائمة، والافتقار إلى التدريب الكافي للمعلمين، واستخدام التقنية في التعليم، وكيف يمكن أن يسهم ذلك في تحسين جودة التعليم وتوفير فرص جديدة للمتعلمين، وأهمية تحقيق المساواة في الوصول إلى التعليم لجميع الفئات، بما في ذلك الفتيات والأقليات، وتعزيز مفهوم التعلم مدى الحياة كوسيلة للتكيف مع التغيرات السريعة في سوق العمل.

أما عن تعزيز الوعي التعليمي، فيتضمن ذلك ضرورة تنظيم حملات توعية ومبادرات مجتمعية تعزز من قيمة التعليم، وأهمية التعاون مع منظمات دولية لتحسين جودة التعليم، وتشجيع البحوث والدراسات التي تركز على مشاكل التعليم وحلولها، وتطوير الوعي التعليمي يمكن أن يسهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وازدهارًا.  

يواجه التعليم في الدول العربية تحديات رئيسة عدًَة، منها أن هناك العديد من الدول تعاني ضعفاً في الميزانيات المخصصة للتعليم، مما يؤثر على جودة المرافق والموارد التعليمية؛ المناهج غالبًا ما تكون تقليدية وغير متناسبة مع احتياجات سوق العمل، مما يؤدي إلى تخريج طلاب غير مؤهلين؛ نقص في برامج التدريب والتطوير المهني للمعلمين، مما يؤثر على جودة التعليم؛ ضعف البنية التحتية للمدارس، خاصة في المناطق الريفية والنائية، حيث تفتقر المدارس إلى المرافق الأساسية؛ عدم تكافؤ الوصول إلى التقنية مما يجعل من الصعب على الطلاب الاستفادة من الموارد الرقمية؛ النزاعات المسلحة في بعض الدول تؤدي إلى نزوح الطلاب وتدمير المؤسسات التعليمية؛ الفقر يؤثر على قدرة الأسر على توفير التعليم لأبنائها، مما يؤدي إلى تسرب الطلاب من المدارس؛ وجود فجوات في وصول الفتيات والأقليات إلى التعليم، مما يعرقل جهود تحقيق المساواة. 

هناك خطوات مقترحة للتغلب على هذه التحديات، منها: زيادة الميزانيات المخصصة للتعليم، تحديث المناهج لتكون أكثر توافقًا مع احتياجات السوق، والاستثمار في تدريب المعلمين، وتحسين البنية التحتية وتوفير التقنية، ودعم المبادرات المجتمعية لتعزيز التعليم؛ هذه الخطوات يمكن أن تساهم في تحسين نظام التعليم في الدول العربية وتعزيز فرص النمو والتطور.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.