: آخر تحديث

أحقاً أن الحرب والإرهاب بالوكالة إلى غير رجعة؟

4
4
4

ضربني وبكى سبقني واشتكى! هذا ما قام ويقوم به النظام الحاكم في إيران عبر وكلائه في المنطقة، حيث يقوم بتكليفهم بمهام من قبيل إثارة حرب أو أزمة ما من أجل خدمة مصالحه، وعندما تتم مواجهة ذلك الوكيل والتصدي له، فإنَّ النظام الإيراني يرفع صوته عالياً ويقوم ببث لواعجه وشكواه من ذلك، بحيث يوجه سهام الاتهام إلى المتضرر ويدافع عن من قام بإلحاق ذلك الضرر بكل حرقة!

هذا الأسلوب الذي اتبعته طهران مع بلدان المنطقة والعالم، وسعت من خلاله إلى تحقيق أهداف وغايات تخدم سياساتها ومصالحها في المنطقة والعالم. ومع أنَّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب يُتهم بنوع من التماهي في تصريحاته ومواقفه السياسية المعلنة، إلا أنه فيما يتعلق بما قام ويقوم به الحوثيون في اليمن، قد أصاب كبد الحقيقة، ولا سيما عندما وصف على منصة "تروث سوشيال" رسالة أكد فيها أن "كل هجوم يشنه الحوثيون هو طلقة مباشرة من إيران"، إذ لم يعد يخفى على أحد التبعية المفرطة للحوثيين للنظام الإيراني وكونهم واحداً من وكلائه الأساسيين في المنطقة.

إقرأ أيضاً: هل سيعود القرامطة والخوارج والحشاشون؟

الملفت للنظر أنَّ ترامب في رسالته المذكورة على منصة "تروث سوشيال"، قد وضع النقاط على الحروف وسمى الأشياء بأسمائها عندما شدد بالقول: "لا ينخدع أحد! مئات الهجمات التي يشنها الحوثيون والأوباش الأشرار المتمركزون في اليمن، والذين يمقتهم شعب اليمن، كلها تنبع من إيران وتُدعم منها"، وهذا الكلام يُردد علناً وبصورة صريحة في بلدان المنطقة ووسائل الإعلام، وحتى إنه أشبه بالبديهة في الشارع العربي ذاته.

وعودة إلى القول الدارج الذي ذكرناه في بداية هذا المقال، فإنَّ ترامب، وكما ظهر في رسالته تلك، يتهم طهران بلعب دور الضحية البريئة، في حين أنها عكس ذلك، عندما شدد بالقول: "إنهم يُملون كل خطوة للحوثيين، ويزودونهم بالأسلحة، والأموال، والمعدات العسكرية المتطورة للغاية، بل وحتى المعلومات الاستخباراتية"، والأهم من كل ذلك، أن ترامب قد اختتم رسالته بصورة تحذير يتضمن التهديد والوعيد للنظام الإيراني حينما أكد أن "كل رصاصة يطلقها الحوثيون من الآن فصاعداً، هي رصاصة تأتي من أسلحة وقيادة النظام الإيراني، وستتحمل إيران المسؤولية وستواجه عواقب وخيمة"!

إقرأ أيضاً: سقوط الأسد وتأثيراته على إيران

لا ريب أنَّ ما جاء في رسالة ترامب موضع ترحيب من بلدان المنطقة، ولا سيما تلك التي ابتُليت بنار وبلاء تدخلاته المشبوهة، لكن ليست العبرة فيما قاله وأكده ترامب بهذا الصدد، وإنما العبرة في الطريقة التي يُعالج بها هذه المشكلة، ولا سيما أن الولايات المتحدة قد لعبت دوراً سيئاً جداً في جعل هذا النظام يستقوي على بلدان المنطقة، ولم تتصدَّ له وتواجهه كما هو مطلوب، بل وحتى يمكننا القول بأنها استخدمته من أجل مصالحها وأمور أخرى من هذا القبيل. لكن عندما وصلت طهران إلى حد التنمر على المجتمع الدولي عبر وكلائها، بما فيهم الولايات المتحدة ذاتها، فإن الأصوات بدأت تتعالى أكثر من أي وقت مضى ضد هذا النظام. ولكن، هل إن ترامب جاد فعلاً في وضع حد لإثارة الحروب والإرهاب بالوكالة ويقوم بحسم هذه المسألة، أم إنه يعالجها بصورة سطحية بحيث تمهد مستقبلاً لحليمة كي تعود لعادتها القديمة؟


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.