إيست راذرفورد (الولايات المتحدة) : يلتقي قائد المنتخب الفرنسي كيليان مبابي وجها لوجه مع ناديه السابق باريس سان جرمان للمرة الأولى منذ مغادرته النادي قبل عام في نصف نهائي مونديال الأندية بكرة القدم الأربعاء، وذلك مع ثورة فريقه الجديد ريال مدريد الإسباني بقيادة مدربه شابي ألونسو.
ينبغي تذكر مبابي كأسطورة في سان جرمان، إذ قضى سبعة مواسم حافلة هناك وغادر في نهاية المطاف بصفته الهدّاف التاريخي للنادي وفي جعبته 256 هدفا في 308 مباريات.
شاب إرثه بعض التصدعات بسبب طريقة رحيله، حيث شعر كثيرون أن مبابي في النصف الأخير من فترة وجوده في باريس كان فقط ينتظر اللحظة المناسبة للانتقال إلى ريال مدريد، النادي الذي حلم بتمثيله منذ طفولته.
لم يكن سان جرمان، تحت رئاسة القطري ناصر الخليفي، راضيا عن الطريقة التي اختار بها مبابي إنهاء عقده من أجل الانتقال إلى ريال مدريد في 2024، ما حرمه من الحصول على أي مقابل مادي.
ونشأ نزاع قانوني مرير بين الطرفين منذ ذلك الحين، حيث يطالب مبابي بمبلغ 55 مليون يورو (64.4 مليون دولار) كأجور ومكافآت متأخرة خلال فترة وجوده في باريس.
أما آخر تطور في هذه القضية، فقد جاء هذا الأسبوع، حين كشف أحد محامي مبابي لوكالة فرانس برس أن قائد المنتخب الفرنسي سحب شكواه المتعلقة بـ"المضايقة الأخلاقية" ضد ناديه السابق.
وجاء ذلك بعدما أعلنت النيابة العامة في باريس الشهر الماضي عن فتح تحقيق إثر شكوى قدمها اللاعب بشأن طريقة معاملته من قبل النادي صيف 2023.
ويرى مبابي أنه تم تهميشه وإجباره على التدرب مع لاعبين كان النادي ينوي التخلص منهم، بعد رفضه تجديد عقده.
كما غاب مبابي عن جولة الإعداد في اليابان وبداية الموسم التالي، قبل أن تتم إعادة دمجه في تشكيلة الإسباني لويس إنريكي لاحقا.
ينبغي أن تصبح كل هذه المشكلات من الماضي بالنسبة لمبابي، بالنظر إلى موسمه الأول مع ريال مدريد على المستوى الشخصي.
فاللاعب البالغ 26 عاما، المتوج بكأس العالم 2018، سجل 43 هدفا في 56 مباراة مع ناديه الجديد في جميع المسابقات حتى نهاية الدوري الإسباني، وهو رقم مذهل.
مع ذلك، عانى مبابي في كأس العالم للأندية، إذ لم يشارك في دور المجموعات بسبب إصابته بفيروس في المعدة استدعى دخوله المستشفى.
هل يشارك أساسيا؟
في غيابه، صعد المهاجم الشاب غونسالو غارسيا بشكل لافت، إذ بدأ جميع المباريات الخمس في الولايات المتحدة وسجل أربعة أهداف، كان آخرها الهدف الافتتاحي في الفوز على بوروسيا دورتموند الألماني 3 2 في ربع النهائي على ملعب ميتلايف السبت، لكن مبابي هو من سجّل الهدف الحاسم في النهاية.
دخل الفرنسي بديلا في منتصف الشوط الثاني وسجل هدفا رائعا بضربة مقصية أكروباتية، ليضيف الهدف الثالث لريال في الوقت بدل الضائع.
وقال المدرب ألونسو (43 عاما) بعد تلك المباراة عن مبابي "هو ليس في أفضل حال بعد، ليس جاهزا بنسبة 100%، لكنه يتحسن يوما بعد يوم".
وأضاف "الآن أمامه ثلاثة أيام أخرى لمواصلة التحسن والشعور بحال أفضل قبل نصف النهائي".
من الصعب تخيّل عدم مشاركة مبابي أساسيا في أول مباراة له في المسابقة أمام سان جرمان الذي توّج بلقب دوري أبطال أوروبا في الموسم التالي لرحيله، بعد سنوات من الإخفاقات الأوروبية بوجوده.
وكان سان جرمان وصل إلى الولايات المتحدة منتشيا بفوزه الساحق على إنتر ميلان الإيطالي 5 0 في نهائي دوري الأبطال.
تأهل إلى نصف النهائي بعد تغلبه على بايرن ميونيخ الألماني 2 0 في أتلانتا، رغم اكماله المباراة بتسعة لاعبين اثر طرد الإكوادوري ويليان باتشو والفرنسي لوكاس هيرنانديز، ولا يشعر بالخوف من ريال.
وقال إنريكي البالغ 55 عاما "لا يهم من نواجه في نصف النهائي، كل ما يهم هو أننا وصلنا ونريد التأهل للنهائي"، في مناسبة خاصة له أيضا، كونه ارتدى قميص ريال لمدة خمس سنوات بين عامي 1991 و1996.
أما ألونسو الذي تسلّم تدريب ريال حديثا بعد فترة رائعة مع باير ليفركوزن الألماني، فقد أظهر مرونة تكتيكية كبيرة منوعا بين الدفاع الرباعي والثلاثي خلال المسابقة.