خرجت مستشفى كمال عدوان، آخر مستشفى حكومي في شمالي غزة، عن الخدمة تماماً، بحسب ما أعلنه مدير عام الصحة في القطاع، الخميس الماضي.
ومع توقف مستشفى كمال عدوان عن تقديم الخدمة الطبية، أفادت الوزارة أن 400 ألف فلسطيني في شمالي القطاع أصبحوا بلا مستشفيات، أو مراكز صحية، كما خرجت 55 سيارة إسعاف عن الخدمة.
فريق بي بي سي يرصد ما حدث لمستشفى كمال عدوان الأسبوع الماضي.
تعرض المستشفى الذي يقع في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وكان يحتمى داخله الآلاف من سكان القطاع الذين تهدمت منازلهم، لقصف إسرائيلي في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، على البوابة الشمالية للمستشفى، مما أسفر عن وقوع إصابات وسقوط عدد من القتلى، حسب عدد من المقاطع المصوّرة التي تحققنا من صحتها.
مقطع مصور من مستشفى كمال عدوان
واستمر القصف على المستشفى ومحيطه يوم الاثنين الرابع من الشهر الجاري، حيث أظهر مقطع فيديو عددا من الجثامين المكفنة حول مبنى المستشفى تم تصويره، وفي اليوم التالي تحققنا من صحته؛ حيث يتطابق تخطيط المباني والأشجار والطرق كما هو موضح في الفيديو مع صور الأقمار الاصطناعية في هذا الموقع. وتم البحث عن ثلاثة إطارات رئيسية دون العثور على نتائج، كما أن حالة الطقس متسقة مع التاريخ الموافق الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وتشير التقارير إلى أن معظم اللاجئين والجرحى الذين كانوا داخل المستشفى قاموا بالخروج منه وتوجهوا إلى معسكر جباليا يوم الثلاثاء الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري حسب شهادات عدد من الصحفيين الذين كانوا داخل المستشفى واضطروا للخروج.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، تم نقل 73 جثمانا و 123 مصابا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع خلال الـ24 ساعة السابقة.
وتأكدنا أيضا من صحة بعض الفيديوهات المتداولة التي يُسمع فيها أصوات إطلاق نار وانفجارات في محيط مجمع كمال عدوان الطبي في بيت لاهيا.
ويتطابق المبنى الذي يظهر في خلفية المستشفى مع المبنى الظاهر في صور الأقمار الاصطناعية شرقيّ مجمع كمال عدوان الطبي. ويتطابق أيضًا تخطيط الأشجار والطرق وحالة الطقس مع تاريخ الخامس من ديسمبر/كانون الأول.
أصوات القصف العنيف في محيط مستشفى كمال عدوان شمال القطاع. pic.twitter.com/9bhZxwfMYA
— Arab-Military (@ashrafnsier) December 3, 2023
وكان مدير عام الصحة في غزة قد صرّح الأسبوع الماضي أنه تم حفر مقبرة جماعية في سوق جباليا لدفن أكثر من 100 شخص تعفنت جثامينهم بسبب استمرار الحصار على مستشفى كمال عدوان.
وفي اتصال مع بي بي سي، قال الصحفي عبد القادر الصباح - الذي خرج من المستشفى يوم الثلاثاء الماضي وتوجه كباقي النازحين الذين كانوا يحتمون داخل المستشفى إلى معسكر جباليا- إن شمال القطاع الآن ليس به غير مركزين ميدانيين لتقديم الإسعافات الأولية فقط، أحدهما تابع للهلال الأحمر في مدرسة أبو حسين التابعة للأونروا في مخيم جباليا؛ والآخر تابع لحكومة حماس، لكن ليس لديهما القدرة على إجراء أي عمليات جراحية أو إنقاذ مصابين بجروح بالغة.
وأضاف الصباح أن هناك داخل المستشفى 70 جريحا لا يمكن نقلهم إلا بسيارات الإسعاف ظلوا في المستشفى مع طبيبَين وعدد قليل من الكوادر الطبية للاعتناء بالمصابين.
منذ يوم الخميس الماضي، انقطعت الاتصالات تماما عن المستشفى ومحيطه ولكن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أعلنت عبر حسابها على تليغرام أن المستشفى لا يزال تحت الحصار حتى الآن، وأن مريضتين لقيتا مصرعهما بسبب قناصين أطلقوا النار على غرف المرضى داخل المستشفى وأيضا على ساحتها.
في الوقت نفسه، أعلن الهلال الأحمر في غزة توقُّف العمل في مركز إسعافه في محافظة شمال غزة بسبب نفاد وقود المركبات.
جميع الصور والمقاطع المصورة والأنباء التي تحققنا منها، بالإضافة إلي شهادات الصحفيين والأطباء الذين خرجوا من مستشفى كمال عدوان مؤخرا، تشير إلى وضع طبي مأساوي شمالي القطاع؛ حيث يواجه الأفراد فقدان الرعاية الصحية الضرورية في ظل الهجمات المتواصلة والحصار.