أكدت وسائل الإعلام الإسبانية الصادرة من العاصمة مدريد بأن الأزمة التي تعرض لها نادي ريال مدريد الموسم الحالي وانعكست سلباً على نتائجه هذا الموسم ، هي نتاج لعنة تحقيقه للقب دوري أبطال أوروبا والتي تلاحقه منذ نهائي "كييف" الأوكرانية.
وكان ريال مدريد قد تمكن من إحراز لقب دوري أبطال أوروبا بعد تغلبه على ليفربول الإنكليزي في المباراة النهائية بنتيجة ثلاثة اهداف لهدف، ليتوج باللقب القاري الثالث عشر في تاريخه و الثالث على التوالي في إنجاز تاريخي غير مسبوق.
رحيل رونالدو
وأكدت صحيفة "ماركا" الإسبانية بأن أزمة الفريق ، قد بدأت مباشرة بعد نهائي دوري أبطال أوروبا في "كييف"، عندما ظهرت مؤشراتها الأولى ببروز ملامح الغضب على وجه المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ، والتي تم تفسيرها بأنها إعلان قرب رحيله عن مدريد، و هو ما حدث بالفعل بانتقاله إلى نادي يوفنتوس الإيطالي في العاشر من شهر يوليو الماضي .
ولا يزال رحيل رونالدو يثير الجدل في العاصمة مدريد ، بعدما نجح في فرض نفسه مع ناديه الإيطالي وقدم له إضافة فنية برزت بصماتها في مبارياته المحلية و القارية ، في الوقت الذي اشتدت فيه أزمة النادي الملكي.
استقالة زيدان
وبعد ايام قليلة من نهائي "كييف"، اعلن المدرب زين الدين زيدان استقالته من تدريب الفريق لتجد إدارة النادي نفسها في موقف حرج في ظل شح السوق من الاسماء التدريبية المميزة التي تتلاءم مع احتياجاته الفنية ، لتقرر التعاقد مع جولين لوبيتيغي مدرب منتخب إسبانيا رغم أن عقده لا يزال سارياً مع الاتحاد الإسباني ، ليتم الإعلان عن هذا التعاقد قبل ساعات عن إنطلاقة المباراة الأولى لإسبانيا امام البرتغال في مونديال روسيا ليقرر رئيس الاتحاد الإسباني فسخ عقده وإقالته فوراً مما اثار ضجة كبيرة داخل البلاد وخارجها ، وتم خلالها توجيه انتقادات لاذعة لرئيس النادي فلورنتينو بيريز بأنه فضل مصلحة ناديه على مصلحة بلاده.
خسارة السوبر وتفشي الإصابات
ولم تتوقف مصائب ريال مدريد عند هذا الحد ، حيث دشن موسمه بخسارة كأس السوبر الأوروبي الذي حققه في عامي 2016 و 2017 بعدما خسر أمام مواطنه أتلتيكو مدريد بأربعة اهداف لهدفين، لتكون تلك الخسارة أولى بوادر لأزمة نتائج كانت تلوح في الافق.
وعادت لعنة "كييف" لتفرض نفسها على واقع ريال مدريد بتعرض عدد من لاعبيه الأساسيين لإصابات متفاوتة الخطورة مما جعل مدربه جولين لوبيتيغي عاجزا عن ضبط خياراته التكتيكية .
تراجع في النتائج
وتجسدت ازمة ريال مدريد أكثر فأكثر عندما فشل في الفوز بـ "الدربي المدريدي" على جاره و غريمه اتلتيكو مدريد على ملعب "السانتياغو بيرنابيو" في مواجهة انتهت بالتعادل السلبي قبل ان يسجل الفريق سلسلة من الهزائم امام سيسكا موسكو الروسي في دوري أبطال أوروبا ، و إشبيلية و ديبورتيفو الافيش وخيتافي في الدوري المحلي ، إضافة إلى صيامه عن التسجيل قرابة ست ساعات كاملة .
خسارة الكلاسيكو وإقالة لوبيتيغي
وجاءت الخسارة المذلة امام الغريم برشلونة في "الكلاسيكو" بنتيجة خمسة اهداف مقابل هدف ضمن الجولة العاشرة من بطولة الدوري الإسباني ، ثم إقالة لوبيتيغي من منصبه الفني لتؤكد بذلك تفشي اللعنة في جسد ريال مدريد ومواصلة معاناته هذا الموسم.
الجدير ذكره بأن جماهير ريال مدريد تأمل ان تكون إقالة لوبيتيغي وتعيين الأرجنتيني سانتياغو سولاري طياً لصفحة الأزمة وإنهاء للعنة القارية ، أملاً بفتح صفحة جديدة يدون عليها الفريق أرقاماً إيجابية شبيهة بتلك التي سجلها في عهد الفرنسي زين الدين زيدان رغم صعوبة الفترة الإنتقالية التي تنتظر أبناء العاصمة .