: آخر تحديث

تفاخر شكاوى واقتراحات

29
31
25
مواضيع ذات صلة

أعجب مما يقوله ويتفاخر به لفيف من القوم الذين طالما يُفاخرون بالأهل والعشيرة، ويحاولون رسم صورة ماضيهم الباهتة، وهم من أتفه الناس وأدناهم مكانة ومنزلة. هؤلاء الذين باتوا يظنون أنفسهم يُلامسون الأضواء بل ويتجاوزونها، وأنهم من علية القوم، وهم في الواقع خارج محيطه الذي نعيش. 

إن ألوان الحقد الذي يُهيمن على كثير من أمثال هذه الشريحة، عديمو الولاء لأنفسهم وألدهم خصاماً لكل الناس، الذين سبق أن ساعدوهم وقاموا على خدمتهم، وانتشلوهم من براثن السوء والجهالةً، ويلجأون إلى بيع أقربهم وبأي ثمن لنيل الحظوة لدى الغير، وتحقيق رغباتهم لقاء دراهم معدودة، فضلاً، وهذا الأهم، عن نقل أنباء كاذبة عن أمثال هؤلاء المقربين من الأصدقاء والمعارف، واختلاق ذرائع ما أنزل الله بها من سلطان بهدف الإساءة لهم، في وقت أن المعنيين بالإساءة ليس لهم بها أي معرفة أو دراية لا من قريب أو من بعيد!

من هنا، أجد أن الحقد الأعمى ضرب وبقوة، وبكل ما لديهم من تفاهات العصر للنيل من الصداقة التي ربطتهم مع بعض يوماً.. وأدرك هؤلاء الغايات التي وجدت من أجلها.
وحدهم ضعاف النفوس، الذين يفبركون كل هذه الأحقاد من أمثال هؤلاء العقول الخشبية الذين ينتمون إلى صنف البشر، وما هم ببشر، وممن يدّعون الأخلاق والشرف الرفيع والعفة، ويتباهون بالنبل بين الناس، ويسعون لكسب ثقتهم، هم من أكثرهم إساءة. وحدهم يظلون من أكبر الحاقدين، رافعين شعارات مجبولة بالحقد والتفاخر الكاذب على كثير من أصدقائهم الذين يشهد لهم الناس على نظافتهم، ونبل أخلاقهم. هؤلاء الأصدقاء الذين يلامسون طريق النجاح والتميز، ونجحوا في تحقيق طموحاتهم وأمانيهم . لما لا...

***
هناك البعض من الناس، تقرأ في رسائلهم المجبولة بالطيبة، وإسقاطاتهم المثيرة للجدل، والحب الصادق الخليّ من أي غاية أو هدف، يحاولون جاهدين الصيد بالماء العكر، ومهما حاولت أن تقدم لهم من خدمات، وساهمت في مساعدتهم مادياً، وبحسب إمكاناتك المتواضعة فإنهم يبدأون بالتطاول عليك، والسعي جاهدين رشقك بحجارتهم الطائشة، وبكلماتهم المسمومة اللاذعة، وبرسائلهم الصوتية التي تثير الكثير من التناقضات، فضلاً، وهذا ما يؤسف له، أنهم أكثر ما يدّعون حبّهم واحترامهم وولاءهم المزيّف لك، وهم يُبطنون عكس ما يظهرون و يتفوّهون به على الملأ..!!

إنّ أمثال هؤلاء الأشخاص صاروا معروفين، وطالما يبثّون شكواهم، لمجرد الشكوى، وأكثر ما هم بحاجة إلى ضمير حي، وقليل من الاحترام بدلاً من رمي الآخرين بسهامهم، وبكلماتهم المسمومة!

***
لماذا نكتب؟ هل نكتب من أجل الاستعراض، أم من أجل أن يُقرأ ما سبق أن كتبنا وبوضوح، حتى نسوق للآخرين وجهة نظرنا ببساطة، بعيداً عن التعقيد، وعلى أن يقف عنده القارئ الذي يبحث عن الكلمة الجادة المفيدة. الكلمة التي تسكن في الفكر ، في الوجدان وفي الضمير. أما أننا نكتب من أجل أن نذهب بالقارئ إلى الجحيم، غير مفهوم وقهره، والعمل على اسقاط حواسه، والزامه بقراءة غامضة لا معنى ولا هدف لها، حتى يقول الناس أن ذاك كاتب متمرّس. كاتب بارع يختار جمله وحروفه لجهة اقحام القارئ بصور غير مفهومة، و لا تؤدي الغرض من استعراضه.

برأيي الشخصي أنّ الكتابة بقدر ما تكون واضحة، مفهومة  وسلسة وفصيحة بقدر ما يستمر  القارئ في قراءة ما يقع بين يديه، سواء أكان مقالاً، خاطرة، بضع كلمات، أو حتى قصة، وغير ذلك.. وإذا لجأ إلى تغيير البوصلة، وبدأ يدبّج جملاً مكان جمل، وينحت من صخر، و ما يدسّه لنا هو المفيد بقناعته، فهذا ما يعني أنّ القارئ سينتقل إلى صورة أخرى أكثر وضوحاً. صوراً تلفت نظره، سيقف عندها ويسأل عن مضمونها، وهي بالتأكيد تحاكي ضميره ووجدانه، وتلامس أوجاعه ومعاناته!. يكتب الكاتب ليفهم الجاهل والمتعلم، وليس من أجل الاستعراض!.

إنّ اللغة العربية بصورة خاصة تزيد من المروءة، وهي من أغنى لغات العالم لأنها تتضمن كل أدوات التعبير في أصولها، ويعجز اللسان عن وصف محاسنها.
لنكن واضحين في رؤيتنا، وفيما نكتب وندون، ونقل ما هو مفيد للقارئ، بعيداً عن الاستعراض والأستذة الكاذبة. الاستعراض الذي يرفضه القارئ والكاتب على السواء !.

***
كنتُ اقترحت، لمجرد اقتراح، على بعض الأصدقاء ممن تجاوز مرحلة الشباب، على أن يعيد ارتباطه بزوجته للمرة الثانية، بأن يُجدد مسيرة شبابه، ويقيم حفل زواج ثانٍ وكأنه يتزوج للمرة اﻷولى، على أن يُعَدّ له ما تيسّر، وبحسب إمكاناته المادية.

وفي هذا اﻻقتراح المعلن، الهدف منه التخفيف عن دفع مبالغ كبيرة، لمجرد التفكير بزواج ثانٍ كان أعَد له العدّة والعتاد، ومن أجل تلافي هذه الإشكالية، وتبعاتها المنغّصة، فإن اﻻقتراح المزعوم ﻻقى استحساناً لدى الكثير من المتزوجين، وهي مجرد تجربة قد تكون فريدة منها يعاد قولبتها بجدية وبرغبة كلا الزوجين.

ويتضمن المقترح، إقامة عرس جديد، على أن يهيئ له الزوج ـ العريس جميع لوازمه .. بدءاً من احتياجات العروس، زوجته، وانتهاءً بحفلة العرس وتبعاتها، وهذا بالتأكيد، أقل تكلفة من ارتباطه بزوجة جديدة، ما يعني إنهاكه وتدمير حياة أطفاله!

وقوبلت الفكرة بالموافقة من قبل الزوجة التي فرحت أشدّ فرحاً، على الرغم من غرابتها، وكأنها تتزوج للمرة اﻷولى، وفي هذا تغيير نفسية الزوج، ووقف عزمه الدائم عن البحث والتفكير بتغيير نمط حياته، وحشرياته الكثيرة والمثيرة بشؤون الزوجة وخلاصها، بالمقابل من ضرّة تنكّد عليها معيشتها، وتلحق بها أضراراً هي بغنى عنها.

وبدورنا، نعمّم هذا المقترح على جميع المتزوجين الذين سبق لهم الزواج، وممن تجاوزوا السنة العاشرة فما بعد على تاريخ زواجهم، بتجديد الزواج، وإقامة حفل جديد بدلاً من التفكير، ولمجرد التفكير، بزواج ثان، تلافياً الوقوع بمشكلات ما أنزل الله بها من سلطان، وتكاليف الزواج الباهظة، وتبعاته الكثيرة التي ﻻ ترحم أياً كان.


[email protected]


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في