قبل ثلاثة أيام كانت قد مرت الذكرى السادسة عشر على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وأنا أقول بصوت مرتفع.. رحمه الله الرحمة الواسعة، وهكذا ولأن تلك الوصلة من ذلك التاريخ الذي كانت قد تداخلت فيها مؤامرات وألاعيب سياسية كثيرة كانت قد أحرجت القاضي رؤوف رشيد الذي كان قد نطق بالحكم لكنه قد كان بعيداً جداًّ عن التنفيذ.
وبالطبع فإنّ كثيرين من الذين كانوا ينتظرون تلك اللحظة المأساوية وعلى أساس أنه قد كان لهم ثأراً تاريخياً مع هذا الرجل الذي كان الشعب العراقي، قبل أن يحصل ذلك الذي حصل، ينظر إليه بعين المهابة والتقدير.. فالعرب بصورة عامة تعجبهم العزة بالإثم ويعجبهم في كبار المسؤولين رفع أعواد المشانق لمناهضيهم.. وحقيقة أنني وأنا أتابع وجبة إعدامات في إحدى العواصم العربية.. قد رأيت نساءً يزغردن.. ورجالاً يهتفون!!.
ولعلّ ما ضاعف الإثارة وزاد كثيراً من وجع قلوب الذين ترعبهم هذه المشاهد وتوجع قلوبهم أنّ بعض الذين قد شاهدوا حبل الإعدام ملتفاًّ على عنق صدام حسين ما غيره.. نعم صدام حسين ما غيره.. أخذوا يهتفون ويزغردون: "مقتدى.. مقتدى.. مقتدى" والمقصود هو مقتدى الصدر الذي كانت بين عائلته وعائلة الرئيس العراقي الأسبق عداوات وثارات و"مذابح كثيرة".
والمرعب والمخيف.. لا بل والمقزز أيضاً أنّ التنفيذ ضد صدام حسين، هذا الرجل الذي كان عراقيون كثر يهتفون بحياته عندما كان يتجول في شوارع بغداد وهو يسير على أطراف أصابع قدميه، قد رافقته هتافات لمقتدى الصدر الذي كان من المعروف لأكثر العراقيين وهذا إنْ ليس كلهم أنه كانت بين عائلته وبين الرئيس العراقي خصومات عنيفة دخلت على خطها قضايا مذهبية معقدة وكثيرة.
والمؤلم.. لا بل والمقرف أنّ بعض الشراذم المذهبية قد اقتادت جثة الرئيس العراقي، صدام حسين، وطرحوها أمام منزل رئيس الوزراء نوري المالكي وهذا من أجل الشماتة.. وعلى أساس أنْ يرى بأم عينيه "صدام" قتيلاً والمقرف حقاًّ إنّ أحد الذين كانوا يعادونه قد قال: إنّ أمنيتي لم تكن إعدامه: كان يجب أنْ يبقى سجيناً ومهاناً كنموذج للديكتاتوريين!!.