انطلقت بالعاصمة الجزائية أعمال المجلس الوزاري العربي ايذانا ببدء أعمال القمة العربية التي غاب انعقادها طويلا مما أدي الى تراكم العديد من الملفات المهمة الخاصة بالقضايا العربية التي سوف يجري طرحها امام القادة العرب في الجزائر لايجاد حلول عاجلة لها. كما تنعقد قمة الجزائر في ظل الظروف الاقليمية والدولية الممتلئة بالتطورات التي سوف تنال حظها من النظر والنقاش ومن ثم التقرير بشأنها. وفوق هذا وذاك تتجه الانظار نحو القمة العربية وتترقب اتفاق قادتها حول توحيد المواقف العربية تجاه كل التطورات الراهنة وتدشين مرحلة جديدة للعمل العربي المشترك يكون أساسها لم الشمل العربي وانهاء الخلافات ليسهل السعي نحو حل القضايا العربية داخل البيت العربي وبعيدا عن التدخلات الاجنبية الخارجية التي ظلت في الفترة الاخيرة تنتهك بصورة صارخة سيادة بعض الدول العربية وتتدخل في شؤونها الداخلية وتتحدي ارادة أهل وشعوب تلك الدول وتفرض عليهم مشاريع مشبوهة يكون حصادها زعزعة الامن والسلام والاستقرار والامثلة علي ذلك كثيرة لا تحصي ولا تعد!!
بلا شك فان اعلان الجزائر الذي سوف يصدر عن ختام القمة العربية سيتضمن مواقف تجاه الحرب الروسية الاوكرانية وقضايا الطاقة والغذاء والقضية الفلسطينية والسودان وليبيا واليمن وسوريا ولبنان، بيد أن الظروف الاقليمية الراهنة والتحديات الخطيرة والكبيرة التي تواجهها المنطقة العربية علي وجه الخصوص بسبب الأوضاع الضاغطة على الدول العربية من جراء السياسة الايرانية أصبحت تحتم على الدول العربية وتستوجب من هذه القمة صياغة موقف قوي يتيح للعرب التعامل الناجح مع التهديدات الايرانية. عليه نأمل أن يصدر عن قمة جامعة الدول العربية، التي ستنعقد في الجزائر يومي 1 و2 نوفمبر 2022، قرارات قوية تجاه الملف الايراني.
وفي ذات السياق ينبغي الانتباه الي التزامن بين انعقاد قمة الجزائر مع دخول الانتفاضة الشعبية العارمة في إيران ضد نظام الولي الفقيه، اليوم الاحد 30 أكتوبر (تشرين الأول) شهرها الثاني، وسط دعم عالمي كبير للمتظاهرين المحتجين الايرانيين وادانة واسعة للانتهاكات ولاستخدام القوة العسكرية ضدهم، كان الجانب اللافت في هذه الانتفاضة هو غياب الموقف العربي الداعم للشعب الايراني الذي خرج للتنديد بالنظام والمطالبة بتغييره.
لقد نالت انتفاضة الشعب الإيراني دعما وتأييدا منقطع النظير من قبل شخصيات أمريكية وأوربية رفيعة المستوى ومن رؤساء حكومات ووزراء وهم أقل تضررا من النظام الايراني مقارنة بحجم الضرر الأكبر والتهديد الأخطر الذي تتعرض له الدول العربية يوميًا من قبل النظام الايراني ومليشياته واستهدافها المستمر لزعزعة الامن والاستقرار في السعودية واليمن وسوريا والعراق ولبنان والامارات العربية المتحدة، وبما أن الدول العربية هي الأكثر تضررًا من النظام الايراني، فينبغي على قمة العرب في الجزائر اصدار موقف عربي قوي داعم للانتفاضة الايرانية التي بنجاحها ستؤدي الي خلاص الشعب الايراني من القمع والقهر، كما تؤدي الي خلاص الشعوب العربية من الارهاب والرعب ووهم تصدير الثورة.
يبقي التأكيد علي ان الواقع الراهن والمسؤولية الإقليمية وحفظ الأمن القومي العربي وتحرير الدول العربية من النفوذ الايراني وحمايتها من تهديداته يشكل أكبر دافع ترتكز إليه القمة العربية في إصدار بيان وموقف قوي جرىء لدعم الانتفاضة الإيرانية.