: آخر تحديث

عظمة الجندي السعودي

51
58
53
مواضيع ذات صلة

يؤسفني غياب المقالات والأخبار والبرامج الإعلامية التي تُسلِّط الضوء على شخصية الجندي السعودي رغم تميُّزه الواضح عسكرياً وإنسانياً، هذا الجندي الذي يعيش في كل لحظة تحت الأخطار من أجل أن ننعم نحنُ وأبناؤنا بالأمن والسلام، من أجل أن يبقى هذا الوطن آمناً وشامخاً بأرضه وقادته وشعبه، بل من أجل حماية جميع الشعوب العربية من الخطر الإيراني والتركي، ففضلهم لا يقتصر علينا كسعوديين فحسب؛ بل أفضالهم على كل مواطن عربي يدرك مخططات النظام الإيراني والتركي. 
وفي الوقت الذي تجد فيه الجندي الإيراني والتركي يفسدان في سوريا وليبيا وغيرها ويقتلان الأبرياء، ترى الجندي السعودي في اليمن يدافع عن الأبرياء ويمد يد العون والمساعدة للمحتاج والضعيف، فهو جندي غير مؤدلج ولا طائفي، شعاره(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت). 

 عند رؤية بعض المقاطع للجنود السعوديون عندما يقع في أيديهم أحد من جماعة الحوثي المدعومة من إيران، تجدهم ملائكة في هيئة بشر! يقدمون له المساعدة وإن كان مصاباً يعالجونه ويهدئون من روعه وهو العدو الذي يريد قتلهم!! وهذا ما لن تجده في أي جندي آخر أو قد يكون من النادر عند غيرهم، بينما هذهِ الصفات الإنسانية تكاد تكون حصرية على الجندي السعودي الذي أذهل العدو قبل الصديق. 
الجندي السعودي أسد في أرض المعركة ولا يخشى الموت مطلقاً، لكن ما إن يجد عدوه وقد أصبح في موقف الضعف والاستسلام فإنه يتحول إلى مصدر أمان ورحمة وعطف، حُقَّ لنا أن نفتخر بل ونتبختر ونباهي أمام العالم أجمع بتفوق الجندي السعودي في قدراته القتالية وصفاته الانسانية العظيمة التي لم تزيلها قسوة الحروب والمعارك.

هناك عوامل متعددة ساهمت بتشكيل شخصية الجندي السعودي ومنحته تلك الصفات وكانت علامة تُميِّزه عن غيره، على رأسها الدعم الذي يلقاه من القيادة السعودية على كافة المستويات المادية والمعنوية والتقنية العسكرية والتدريبات المستمرة وفق جودة عالية، وقوميته وهويته العربية الأصيلة، فهو عربي قبل كل شيء، عربي بجيناته وجذوره وقيمه وأخلاقه، فيه الإباء والكبرياء، يرحم الضعيف ويعفُ عن الظالم والمعتدي إن أتاه معتذراً أو مستسلماً، يمقت الكذب ولا يرضى الذل والهوان لنفسه ولا لغيره، وهو بعد ذلك مسلم معتز بإسلامه الوسطي المعتدل، يدرك الإسلام من منطلق مفهوم الرحمة، ولا يجعل من الإسلام مصدراً للانتفاع أو التفريق بين البشر، بل على العكس من ذلك؛ تجده يسعى إلى تقديم الإسلام في أبهى صورة من خلال مواقفهم الإنسانية التي شاهدناها في الحرب تجاه الحوثي المدعوم إيرانياً.

لا تكفي الكلمات لإيضاح فضل وعظمة الجندي السعودي، بل أخجل وأنا أكتب مقالاً بسيطاً كهذا لأنني حينها قد أعتقد أو ربما يعتقد غيري أننا أعطيناهم حقهم ومنزلتهم وأثنينا عليهم بما يستحقون! لكن الواقع يقول لا، وربما يصدق عليهم ما قاله نبينا عليه السلام عن صحابته(لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغَ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه). 

لن نوفيكم حقكم، لن نبلغ المنزلة العظيمة التي بلغتموها بأيديكم وقلوبكم، أنتم أهل الفضل والثناء، بكم نفخر ونفاخر أمام جميع الشعوب، أنتم مضرب مثل في الشجاعة والإقدام عند الشدائد والرحمة والعطف عند ضعف الخصوم والأعداء، قُبلة فوق جبين كل جندي سعودي، لو تبرعنا لكم بدماءنا وفديناكم بأرواحنا سنظل نعتقد أننا مقصرين في حقكم، حقٌ لكم علينا أن ندعو لكم بالنصر والتمكين والحفظ والحماية وأن يرحم الله الشهداء منكم ويعلي منزلتهم مع النبيين والصديقيين والشهداء وحَسُن أولئك رفيقا. 
...


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي