: آخر تحديث

إنتهت حكاية: "الطفل المدلّل"

84
87
71

مع أنّ هذا ليس غريباً ولا مستغرباً فإنّ إسرائيل ما كانت تظن أنّ بلاء "كورونا" سيصل عندها إلى كل هذه الأرقام المرعبة فعلاً عندما رفضت التنسيق مع الفلسطينيين، مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وذلك رغم كل هذا التداخل بين الطرفين على إعتبار أن فلسطينيي الأرض المحتلة منذ عام 1948 يشكلون نحو عشرين في المائة من سكان الدولة الإسرائيلية وأنّ هناك تداخلاً بين الطرفين في مناطق أخرى، من بينها القدس بالطبع، في الضفة الغربية.

والمعروف إن الإسرائيليين بقوا يتصرفون منذ عام 1948  والواضح حتى الآن على أنهم جزءٌ من الغرب الأوروبي والأميركي وأنّه لا علاقة لهم بأي تكوين في هذه المنطقة حتى الآن وهذا مع أنّ المواجهة مع "كورونا" قد ألغت عالم الأمس القريب وفرضت عالماً جديداً أصبح فيه الأميركيون والأوروبيون ينشغلون بهذه الآفة الوافدة ولم تعد إسرائيل حتى ولو غرقت في البحر الميت تشكل بالنسبة إليهم أي هم حتى من الهموم الجانبية الصغيرة.

لقد إستجدّ بعد غزو "كوفيد 19" للكرة الأرضية بكل دولها وشعوبها عالم غير العالم السابق الذي كانت تشكل فيه إسرائيل الطفل المدلل وحيث أنّ الدول الأوروبية ، دول الإتحاد الأوروبي، فرنسا وإيطاليا وأسبانيا وحتى ألمانيا وبلجيكا وباقي ما تبقى، ها هي تخوض معاركها المرعبة مع هذا الوافد المخيف منفردة والواضح على هذا الأساس أنّ كل صيغ ما بعد الحرب العالمية الثانية تتغير مما يعني إنه على الإسرائيليين أن يتلمسوا رؤوسهم منذ الآن وأنْ يأخذوا بعين الإعتبار إن عليهم أن يتلاءموا مع واقع جديد في هذه المنطقة وإنْ على الصعيد الكوني كله.

إنّ حكاية طفل الأوروبيين والأميركيين المدلل قد إنتهت فعالم اليوم هو غير عالم الأمس وهذا ينطبق أيضاً على الصين وروسيا مما يعني إنه على الإسرائيليين أن يدركوا إن حكاية: "طفل الغرب والشرق المدلل قد إنتهت" وإنه عليها من الآن فصاعداً أن تجد لها مكاناً في المعادلة الشرق أوسطية الجديدة وأن تقبل بقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس (القديمة) وعلى حدود عام 1948 أو أن تبحث هي وشعبها عن خيار آخر خارج الشرق الأوسط.

إنه لم يعد بالإمكان تحمل وجودٍ لدولة لا تعتبر نفسها جزءاً من هذه المنطقة والأدهى من هذا أن كل قادتها وليس "الليكوديون" فقط لا زالوا يتمسكون بكذبة :"من النيل إلى الفرات" ولازالوا يرفضون حق الفلسطينيين بجزء من وطنهم التاريخي ولازالوا يصرون على أن (الحريديم) الذين لا أكثر منهم تخلفاً في الكرة الأرضية كلها أولى بهذه الأرض الفلسطينية المقدسة من الشعب الفلسطيني المجبول ترابها بدماء آبائه وجدوده .. والمهم هنا هو أن هناك عملية تحول تاريخي في الكون كله وأن الإسرائيليين لم يعودوا طفل أوروبا والولايات المتحدة المدلل!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي