: آخر تحديث

العالم الاسلامي مصنع لإنتاج التطرف والأزمات

433
485
390

ليس هذا تحاملا على الدول العربية والإسلامية، إذ ان العدد الكبير من الازمات المتفجرة إما هي في العالم الاسلامي، ولاسيما المنطقة العربية، واما هي من تصديرها.. بالأمس كانت القاعدة ولا تزال واليوم داعش، وأزمات احتلال الكويت وصعود الخمينية التي دشنت أعمالها بحجز موظفي السفارة الامريكية لمدة 444 يومأ ومن ثم 11 سبتمبر وتفجيرات مدريد و لندن، وغازات صدام والأزمة السورية واليمن وليبيا وجرائم الارهاب الجهادي في ألغرب وهجرة وتهجير ونزوح الملايين ن الخ.. الخ...

هذا المصنع الرهيب يستمد بركاته من التزمت والتطرف ألدينيين وهو ما سماه الراحل، العفيف الاخضر (النرجسية الدينية) كما ثمرة الجهل والفقر والتدخلات والسياسات الدولية، التي لها انعكاساتها، مباشرة او غير مباشرة.. ولعل الانظمة الدكتاتورية الغاشمة هي مصدر مباشر لتفريخ كل انواع التطرف والعنف والكراهية، وعوامل النزاع والتفّجر الداخلي... التطرف الذي نشأ وتطور في العالم الإسلامي وتحول الى إرهاب القاعدة وداعش، يختلف عن انواع التطرف الذي شهدته دول العالم والتنظيمات المتطرفة فيها.. فهناك هو تطرف سياسي فوضوي، غالبا ما يستخدم الماركسية الماوية او التروتسكية كأيدلوجيا.. مثلا المنظمات والفرق السرية التي نشطت في السبعينيات في اليابان والمانيا او الفارك في كولومبيا... هنا الهدف والغطاء سياسيان ومحليّان.. اما التطرف الذي تنتجه (النرجسية الدينية) فهو يتقنع بالدين ويستخدمه لأهداف سياسية، قصيرة وبعيدة الامد. هذا التطرف (الجهادي) غالبا ما يتحول الى ارهاب دموي وعبثي لنشر الذعر والخوف اينما حلّ، وذلك بهدف إحلال (الخلافة الاسلامية) تدريجيا في العالم. انه تطرف وإرهاب بلا حدود ومسرحهما العالم كله، خلافا مثلا لعمليات (ابي نضال) و(ابي العباس) وغيرهما من رموز التطرف والإرهاب الفلسطيني في ألسبعينيات، فهنا كانت القضية الفلسطينية (قضية سياسية) هي الذريعة والهدف المعلن، دون أي بعد ديني الا عندما جاءت حركة حماس و(الجهاد الاسلامي) معا.

التطرف الجهادي يقصد به الفكر الديني المسيس، أي ايديولوجيات اسلامية مسيسة، وهو الذي يفّرخ الارهاب الجهادي، أي العمليات الارهابية، أي الانتقال من النظرية الى التطبيق. ونحن لا نتفق مع الفضائيات العربية التي عندما تشير الى داعش تكتفي بوصفه بالتنظيم المتطرف، فهو اكثر من متطرف

وإنما هو ارهابي، أي انتقل من الفكر المتطرف الى الممارسة المتطرفة. كما ان الاكتفاء بوصف (متطرف) لا يحدد أي نوع من التطرف هذا، أي كونه تطرفا اسلاميا جهاديا... وبالمناسبة فان اوباما هو من بدأ يتجنب استخدام عبارة (الارهاب) واحل محله عبارة (التطرف العنيف) وطبعا يتجنب دوماً استخدام وصف (الجهادي) ولعله يتصور ان الاستعمال الدقيق قد يعكر العلاقات مع العالم الاسلامي في حين ان الصراحة هي المطلوبة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في فضاء الرأي