اتهاماتٌ باطلةٌ وإدعاءاتٌ زائفةٌ...وافتراءتٌ لا أساسَ لها مِن الصحةِ....اتهموها بالعجزِ وعدمِ القدرةِ وتناسوا إعجازَها وجمالَها...اتهموها بأنَّها سببُ تراجعِنا وتخلفِنا ...ولم يتذكُروا قوتَها ولا عصورَ تقدمِنا بها... فهي عندهم سببُ التراجعِ والتدهورِ الحالي ولذا لا مناصَ منْ تركِها أو إيداعِها دارَ العَجَزة.. فَهي لم تعدْقادرةً على مسايرةِ العلومِ أو تحقيقِ الازدهار أو مواكبةِ الثورات العلميّةِ المتلاحقةِ.
فلك الله يا لغتنا الحبيبة...
أما الداعون لذلك فلقد كَذبُوا وخَابُوا.... جَهِلوا و ضَاعُوا....
ألم يقرأوا قول حافظ إبراهيم...
وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً وما ضِقْتُ عن آيٍ بهوعِظاتِ
فكيف أضِيقُ اليومَ عن وَصفِ آلة ٍ وتَنْسِيقِ أســــــــــــماءٍلمُخْــــــــترَعــــــاتِ
فاللغةُ العربيّةُ لُغةُ القرآنِ وأهلِ الجنانِ ..لُغةُ الحبيبِ العدنانِ الذي أُوتِيَ جَوامعَ الكلمِ وما تلك الجوامع إلا فيها. فلم ولن تكن عاجزةً يومًا عن لفظٍ أو كلمةٍ أو معنى أو مصطلحٍ ..فهي لغةٌ بحرُها لا مثيلَ له في الجمالِ والبلاغةِ والفصاحةِ والبيانِ لكل من أراد الرقي والسمو، فما غاصَ فيه غواصٌ إلا ظفرَ بأجملِ وأغلى وأنفسِ الدرر ،
أنَا البحْرُ في أحشَائِه الدُّرُ كَامِنٌفَهلْ سَاءلوا الغواصَ عَنْصَدفَاتِي؟!
أعجبُ ممنْ يَسْعَى جَاهِدًا ليعلمَ أولاَده في مدارسَ أجنبيةٍ لا لِشئٍ إلا لتعلم لغةٍ أجنبية أخرى من بابِ التفاخُرِ والتَّبَاهِي، وإذا وضعنا هذهِ اللغةَ في ميزانِ المقارنةِ لَخَسِرتْ خُسرَاناً مُبينًا أمامَ لغتِنا العربيّة........
عجبتُ ممّن تناسى لغةَ قرآنِه ولغةَ نبيّه وسعى لاهثًا وراءَ اللغاتِالأخرى، وما كلُّ هذا إلا للمظاهرِ البرَّاقَةِ الخَادِعةِ ، فتجدُ أحدَهم يتفاخرُ بابنه ويُحادِثُه بكلمات أجنبية منذ صغره لظنِه أنْ هَذا هُو التميّزُ الخَارق والإبداعُ منقطعُ النظيرِ...
اللغةُ العَربيةُ ...هَانت عَلينا عِندما هَان علينا مَاضِينا وَانقطعَ عَن حَاضِرنا فتهدد مستقبلَنا وأصبحنا كَمن يَسبحُ في بحرٍ متلاطمِالأمواجِ عَلى وشَكِ الغَرقِ والضَياعِ...
فدعاءٌ من القَلب ودعوةٌ مِن الوجدانِ بأنْ نحرصَ كل الحرصِ عَلى لُغتنا ونهتمَ بها ، ففي كنوزِها الجواهرُ الثمينةُ والمكنوناتُ الدفينةُ.
فلنعدْ إليها حَتى تعودَ إلينا..ولنعملْ ولنجتهدْ في الحفاظ عليها مع اعتقادي الراسخ بأن لغةَ القرآنِ لها ربٌ يَحميها مِن كُلِّ افتــــراء أو إدعــــــاء.....