: آخر تحديث

كم مليار تحتاج مصر.. ولماذا؟

277
360
293

نسمع ونقرأ في الاخبار عن احتياجات الشقيقة مصر لمليارات الدولارات كل شهر تقريبا، لكن يبقى السؤال ماهي مشكلة مصر بالضبط ولماذا لانسمع عن نفس الاحتياجات في المغرب او الاردن مثلاً؟

دفعت دول الخليج المليارات كمساعدات مالية لمصر خلال سنوات قلائل ولازالت تتعهد بتقديم مساعدات لمصر، لكن ربما يكون بعضنا سمع عن تأخير المساعدة الاخيرة التي كان من المقرر تقديمها على شكل منحة نفطية ولم يتم تسليمها لمصر حتى الان. ان صح الخبر الاخير فأن الواضح ان هناك سوء تفاهم بدأ يتسلل الى السطح معبرا عن تباين في وجهات النظر حول قضايا متعددة على الصعيد العربي والعالمي. او ان السبب هو اعادة تقنين المساعدات بأتجاهات مختلفة بسبب التغيرات والتحديات الاقتصادية التي تواجه الجميع.

اولا سأحاول ان اعلق على احتياجات مصر من السيولة المهولة التي لانفهم حقيقتها، ولماذا لم تكن مصر بحاجة لهذه السيولة في السابق واين تصب كل هذه المليارات؟ هذه الاسئلة يستطيع الاجابة عليها القيادة المصرية حصرا لانني واثق ان الشعب المصري لايمتلك المعلومات الكاملة حول هذا الموضوع، وعموما ومهما كانت الاسباب، فهناك امر مهم جدا يجب ان يفهمه الشعب المصري مفاده اننا نحب مصر ونسعى بكل الوسائل لمساعدتها ونصرتها مهما دعت الحاجة ولكن يجب ان تفهم القيادة في مصر ان العيش على المساعدات والقروض لايمكن ان يستمر الى مالانهاية وان على القيادة في مصر استقدام خبراء اقتصاد وتنمية غربيين من اوربا لاعطاء مقترحات بناءة من شأنها توضيح الصورة للقيادة المصرية عن ماهية الاتجاه الذي يجب ان تسير به السياسية الاستراتيجية في مصر. ليس عيبا الاستعانة بخبراء وقد استعانت مصر سابقا بخبراء من دول عديدة، وكانت كرة القدم احد هذه المجالات التي احتاجت مصر فيها لخبراء الا انني اعتقد ان الاقتصاد والتنمية اهم من كرة القدم وعلى الدول العربية جميعها فهم ذلك جيدا.

 

الموقف العربي من سوريا

حصل البارحة تصويت على مشروع قرار فرنسي واخر روسي، بالطبع روسيا تتخبط بشكل عجيب فيما يخص الموضوع السوري وتقصف الاطفال والمدنيين بشراسة عجيبة مساندةً العدوان السافر لعاهر سوريا بشار الاسد وحليفته المجرمة ايران، ومن هنا قررت روسيا اطلاق مشروع قرار بائس لايخدم الشعب السوري بل فقط النظام المجرم في سوريا، مما لاقى الشجب والادانة من المجتمع الدولي بشكل عام ومن الموقف العربي الموحد تقريبا بشكل خاص. الا اننا تفاجأنا بموقف الشقيقة مصر عندما صوت مندوبها لصالح المشروع الروسي الايراني البشار اسدي مما اثار حالة من الاستغراب بين الدول والقادة العرب، اذ كانت مصر قد اتخذت موقفا موحدا مع باقي دول الخليج والدول العربية، الا ان هذه السابقة المصرية تعتبر سابقة خطيرة وغير مفهومة. واود هنا ان اسأل القيادة في مصر، هل تضنون وتؤمنون فعلا بالحل الروسي الايراني للصراع في سوريا؟ هل تؤمنون حقيقة ان دول الخليج على خطأ وانكم على صواب؟ بماذا افادكم الروس كي تتبعوهم بهذه الطريقة؟ هل نسيتم كيف تخلت روسيا عن صدام والقذافي وغيره من القادة عندما غلبّوا مصالحهم على المصلحة العربية.

لقد اثبت الروس انهم غير جديرين بالثقة عندما عوموا الدبابات التي كانت مرسلة للعراق ابان الحرب مع ايران والتي كانت رابضة في ميناء العقبة في الاردن، "احتجاجا" منهم على "الاعتداء" العراقي على ايران. ثم مالبثت روسيا لتغير موقفها وتبدأ ببيع ماقيمته المليارات من الدولارات لكلا طرفي النزاع العراقي الايراني مغلبين مصالحهم على مصالح المنطقة والعرب مرة اخرى.

اعرف بان بعض العرب يقولون لقد سُدت الابواب في اوجهنا وعلينا ان نتبع الموقف الروسي ايا كان لانهم المخلصون الوحيدون امامنا، واقول ان الموقف محرج وهذا صحيح ولكن علينا ان نكون اصحاب مباديء فمن غير المعقول ان نضع ايدينا بأيدي قتلة الاطفال في سوريا ونقول والله الموقف العالمي يحتم علينا ذلك، هذا خطأ!

 

العلاقة بين الخليج ومصر

ذكرت سابقا ان جمال عبد الناصر ارتكب خطأ جسيما عندما استعدى الدول العربية جميعها وخاصة الملكية منها واخص بالذكر دول الخليج، وذكرت ان عبد الناصر تصرف تصرفا احمقا دفع ثمنه غاليا وكان عليه ان يتصرف بحكمة ويتخذ موقفا موحدا مع اشقائه العرب من القضايا الاقليمية ذات الاهتمام المشترك اولا ثم القضايا التي تخص مصر واقتصاد مصر، واحد اسباب ذهاب السادات الى اسرائيل كان الجانب الاقتصادي اذ يبدو ان مصر لم تعد قادرة انذاك على تحمل اعباء حرب او حالة اللاسلم مع اسرائيل والتي كانت تستنزف الخزينة المصرية المثقلة اصلا بالمصائب، ولكن ومع كل هذا كان على السادات ان لايتخذ موقفا احادياً من العلاقة بين العرب واسرائيل، وكان عليه ان يستشير الدول العربية قبل اي تصرف من هذا النوع.

كلنا يعرف ان تراجع النفط قد ضرب جميع الدول النفطية تحت الحزام مما جعل التخطيط المستقبلي من اولويات الدول النفطية وخاصة ان دول الخليج لاتعتمد في مدخولاتها على ضريبة الدخل المعتمدة في العالم الغربي، بل تعتمد شبه اعتماد كلي على النفط مما تسبب في تراجع المداخيل وبحصول عجوزات في الخزينة في اغلب الاحيان مما من شأنه ان يجعل هذه الدول تراجع سياساتها الاقتصادية والجيوسياسية لكي تعبر الازمة بشكل سلس جهد الامكان. لذلك فأن دول الخليج لم تقصد ان تستهدف دولة بعينها اذ تم تغيير اتجاه المساعدات او تقليلها، بل كان السبب هو الواقع الاقتصادي الجديد. نتمنى لمصر عودة حميدة للصف العربي ونحن اخوة ولن نتفرق حتى لو اختلفنا في الرأي ونتمنى لمصر التطور والازدهار. واعود واقول علينا التعلم من دروس الماضي فصدام حارب ايران لوحده وكان ذلك خطأ، وعبد الناصر حارب اسرائيل لوحده وكان ذلك خطأ، علينا بوحدة الموقف لاننا اصحاب مباديء وسنصل الى بر الامان انشاء الله. وفي الختام اقول يا جماعة هدو اللعب شوية، ولاتخلون النظام الخردة في ايران يضحك علينا!


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في