توقفت كثيرًا أثناء متابعتي لمواجهة الاتحاد والشباب في كأس الملك، أرصد عددًا من الملاحظات عن اللقاء بعيدًا عن الإطار الفني، لأن له أهل اختصاص، واستوقفني كثيرًا حال الشباب الذي لم أره بالسوء الذي كان عليه في اللقاء، وظهر حِملًا وديعًا، ومن حسن حظه أن الاتحاد لم يكن في يومه، وإلا لكانت تاريخية.
لن أنجرف خلف الانتقادات التي تحمل الأمير عبد الرحمن بن تركي مسؤولية ما يحدث في الشباب، أو مجلس الإدارة، أو الإدارة التنفيذية، فما يحدث للشباب طبيعي طالما أن النادي لم يصل بعد إلى مرحلة الخصخصة التي تكفل له - كما كفلت لبقية الأندية التي سبقته إليها - رخاءً ماليًا يستطيع من خلاله الشبابيون تسيير أمورهم المالية.
فالحقيقة أن الخصخصة حل لجزء كبير من مشاكل الشباب، ومن يقل غير ذلك فليسمح لي أنه لا يعيش بيننا في الوسط الرياضي، فالأندية الكبيرة مثل الاتحاد والنصر والهلال والأهلي والقادسية - كما نقول بالعامية - «شمت العافية المالية» بعد أن تم تخصيصها، وأصبحت الموارد المالية التي تدخل خزائنها بعيدًا عن الرمزية والدعم الشرفي، تجعلها تتحرك بأريحية مالية كبيرة.
وحقيقة الأمر أن إدارة الشباب تعاملت بمبدأ الجود من الموجود في حركة استقطاباتها الأخيرة؛ فهي مطالبة بمعالجة الوضع المالي الذي خلّفته الإدارة السابقة، واحتياجات النادي في المرحلة الحالية، فقامت باستقطابات أعلم أنها ليست بالجودة التي يأملها كل شبابي عاشق ومحب.
وفي حقيقة الأمر، وبقدر انزعاج المدرج الشبابي من الإدارة الشبابية بحجة أنها المسؤول الأول والأخير عمّا يحدث في النادي، إلا أنني أرى أن إدارة الشباب الحالية شجاعة في تحمّل كافة الأوضاع التي يمر بها الشباب، وبقاؤها حتى الآن رغم سوء الظروف المالية والفنية للفريق يُحسب لها.
الخصخصة هي الحل الوحيد لإنقاذ الشباب، ولا ينقص الشباب شيء سوى الإعلان الرسمي من وزارة الرياضة عن انتقال ملكيته بعد دراسة أوضاع النادي المالية واستعداده للانتقال الكلّي لا الجزئي، وأكاد أجزم أن هناك الكثير من الشركات والمؤسسات لديها الرغبة في ملكية نادي الشباب، فهو حقيقة لا ينقصه شيء.
لا أشجّع الشباب، ولكنه الفريق الذي يجبرني في كل مرة على احترامه، فرغم كل الظروف إلا أنه فريق يقف على قدميه، ويستطيع - بتوفيق الله أولًا ثم بدعم جمهوره وعشّاقه - مواجهة الأزمات والتصدي لكل الظروف الصعبة. وكلي أمل بعودة قريبة للشباب بعد أن تُفتح له أبواب الخصخصة ويكون لديه القدرة المالية للتحرك نحو استقطابات مميزة تجعل الشباب محافظًا على موقعه الدائم والطبيعي بين الخمسة الكبار.
نقطة آخر السطر:
هناك علاقة خاصة بين كريم بنزيمة والشباك؛ فعلى الرغم من أنه تجاوز الـ 37 عامًا، إلا أنه يستطيع في كل مرة أن يبهرك بعلاقته بهز الشباك. وشخصيًا أتمنى بقاءه في الاتحاد، وإن لم يقدّر الاتحاديون قيمته فلا أتمنى مغادرته الدوري السعودي؛ فهو - بخلاف قدرته على تقديم جزء من كريم الذي نعرفه - يشكّل قوة ناعمة مع كل مواجهة يبرز فيها، فنجد الاهتمام والمتابعة له.

