سهوب بغدادي
فيما يُعرف مفهوم «العصف الذهني» بأسلوب تفكير إبداعي؛ يهدف إلى توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار لحل مشكلة أو ابتكار مفهوم جديد، وغالبًا ما نرى هذا الأسلوب في الفصول الدراسية في التعليم العام والعالي، حيث يطلب المعلم أفكارًا بشكل سريع دون التفكير المتعمق فيها في وقت محدد ومحدود، لينتج عنها مرئيات نهائية للدرس أو الموضوع، كذلك نجدها في الاجتماعات المهنية عند محاولة إيجاد حلول أو أفكار إبداعية، والأهم من ذلك استخدامها في مجال الفن لخلق السيناريوهات والقصص الرئيسة والفرعية والشخصيات والحبكات، وما إلى ذلك، في هذا السياق، كيف يمكننا توظيف هذه الآلية خارج حدودها المألوفة، بمعنى أن يتمكن الشخص من استخدام العصف الذهني الذاتي حيثما كان مهما تعددت الظروف والأحوال، أو تسخيرها لتحسين حياة العائلة على سبيل المثال لا الحصر، أن تقوم بجلسة عصف ذهني مع أطفالك لاختيار أفضل فعالية لعطلة نهاية الأسبوع، أو العصف الذهني لإيجاد حل مع الزوج في مسألة ما، فهذه الطريقة برأيي تقرب بين الأطراف نظرًا لأن من أساساتها أن يقول الشخص ما يرد على طرف لسانه دون تردد أو خوف من الأحكام التي ستنطلق عليه من الطرف الآخر، وإن بدت تلك الأفكار ساذجة وخارجة عن المألوف والواقع، فما المشكلة أن نعيش الجنون للحظات، فبعض الجنون يتحول إلى فنون.
«لم يحدث أبدًا أن وجد عبقري ليس به مس من جنون». - أرسطو

