سهوب بغدادي
فيما افتتحت هيئة المتاحف النسخة السعودية الرابعة من معرض بينالي الجنوب الدولي للفن المعاصر، أو ما يعرف باسم «بينالسور»، الكائن في المتحف السعودي للفن المعاصر، بحي جاكس في الدرعية، تحت عنوان «لنلعب: متاهة من الخيارات»، هذا المعرض الذي انطلق بدايةً من بوينس آيرس بدعم من اليونسكو، وتوسع إلى دول العالم، لينكس بدوره تجربة فريدة من نوعها لتجربة المتاحف، إذ نعرف أن المتحف بالمكان الذي يحوي قطعًا أثرية أو في غاية الأهمية، وفي العادة، يمنع الزوار من لمس تلك القطع البهية، إلا أن بينالسور يسمح للزوار كبارًا وصغارًا بأن يتفاعلوا بكل حرية مع الأعمال الفنية المعاصرة، والتي تحمل في طياتها قصة أو حكمة أو إرث تاريخيا ممتدا لعصور مرت.
إنّ التجربة بحد ذاتها مميزة باعتبار أن المعرض يتيح دخول الأطفال مع ذويهم، مما يشكل وجهة جيدة للعوائل، كما يشمل المعرض أعمالًا متنوعة ل26 فنانًا من المملكة ومختلف دول العالم، احتفاءً بمرور عشرة أعوام على انطلاق المعرض، وما أثار إعجابي هو إشراك مختلف الحواس في أغلب الأعمال، فغالبًا ما تندمج الأعمال بالموسيقى والضوء والتفاعل الذي يطلب من الزائر بهدف فهم العمل الفني، كارتداء السماعات، أو الضغط على الأزرار، واللمس، والتحدث إلى الآلة، وغيرها من التقنيات الحديثة المتداخلة في إطار الذكاء الاصطناعي، برأيي إن المعرض يقدم أهم طرق التعلم ألا وهي التعلم باللعب، التي تساهم في إشراك المتعلم في العملية التعليمية بالتالي تأصيل المعلومة وتطبيقها على أرض الواقع بشكل عملي.
من هنا، نكبر دور وزارة الثقافة الفعال وهيئاتها في ترسيخ مفاهيم الثقافة والفنون التقليدية والمعاصرة على حد سواء، بما يتوافق مع رؤية المملكة الطموحة 2030.