حمد الحمد
الدكتور خليفة الوقيان، من الشخصيات المؤثرة في الكويت، ولا يعرف كشاعر متميز وباحث له أعمال تحمل صفة الريادة فقط، إنما كشخصية وطنية عندما يعمل إنما يعتبر عمله وجهده للوطن.
قبل عام 2006 كنت عندما أدخل مبنى رابطة الأدباء وأمر المكتبة، إلا وأشاهد الدكتور الوقيان، منكبّاً يسجل ملاحظات على أوراق، وتردّدت اسأله إذا كان لديه مشروع أدبي جديد. وتمر الأيام إلا ويفاجئ الوسط الثقافي في الكويت بصدور كتابه المتميز المعنون (الثقافة في الكويت... بواكير واتجاهات وريادات) حيث صدرت أول طبعة عام 2006، وتوالت الطبعات حتى الطبعة السادسة عام 2014. وفاز الكتاب بجائزة أفضل كتاب في معرض الكتاب عام 2007.
وقبل أيام فرحت عندما تسلّمت الطبعة السابعة، وقد صدرت عن مكتبة «افاق» بإخراج جميل وجديد.
إنّ الكتاب يعتبر من أفضل الكتب التي صدرت في الكويت لعقود عدة، به تاريخ الكويت وتاريخ الثقافة، وكانت الرسالة التي يريد إيصالها أن الكويت منذ التأسيس لها ثقافة في الأدب والمسرح والشعر وغيره وحتى في النظام السياسي، وليس كما يرى البعض من إخواننا العرب، إنها صحراء قاحلة ونفط.
سألت الدكتور «كم أخذ منك من وقت إعداد كتابك القيم؟». قال «أخذ مني ما يقارب من 8 سنوات أتنقل من مكتبة لمكتبة حتى جمعت تلك المعلومات».
والدكتور الوقيان، في كل طبعة، إما يصحح معلومة أو يضيف معلومات، لهذا جهده الوطني يجب أن يُسجّل في تاريخ الكويت.
في طريقي قبل أن أكتب هذا المقال كنت ألمحُ إعلانات الشوارع عن وجبات سريعة وعن ما لذّ وطاب، وهناك إعلان وتهنئة بفوز شخصية بجائزة نوبل نقدر اجتهادها، وكنت أتمنى لو مع تلك الصور، شخصية الدكتور الوقيان، الذي قدّم لبلده الكثير عند صدور طبعته الجديدة.
ويفترض كتابه الذي تحدثت عنه أن يكون جزءاً من المناهج الدراسية كونه يلخص تاريخ الثقافة في الكويت.
أكتب هذا المقال وأنا أجلس في كافيه. وأرى أن أسعار القهوة، واسمها ماتشا، ولا أعرف ما هي الماتشا، يزيد على دينارين، وكتبنا الذي نصدرها تقارب هذا السعر، إلا أن الشباب والكبار منشغلون عن شراء الكتب بسبب وسائل التواصل وبالماتشا!
وأذكر كنت في معرض وجاء مواطن وأراد شراء أحد كتبي وعدد صفحاته ما يقارب من 700 صفحة وسعره 3 دنانير وأخذ مني إعداده ما يقارب السنة مع الجهد والمال حتى يخرج للوجود، لكن راح الأخ يكاسر حتى أخذه بنصف السعر.
ما أعنيه أن كتاب الدكتور الفاضل خليفة الوقيان، عن تاريخ الثقافة يفترض له مكانه في كل بيت كويتي، لأنه يلخص تاريخ ثقافة الكويت التي جعلت لها مكانة في محيطها.