يتفق الجميع أن الإمارات لم تكن الدولة العربية الوحيدة التي قدمت الدعم لمصر خلال حرب أكتوبر 1973، حيث قدمت معظم الدول العربية الدعم والسند العسكري والمادي والمعنوي في موقف تجلت فيه روح العروبة، إلا أن مواقف مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت متفردة، وظلت كلماته تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث قال:
وأكد السياسيون والخبراء أنه لا يمكن إغفال دور العرب في انتصارات حرب أكتوبر، والتي لا تقل أهمية عن الدور الذي لعبه الجنود المصريون في أرض المعركة، وأن يوم 6 أكتوبر كان وسيظل يوم نصر لمصر والمصريين والعرب، منوهين بما قامت به دول الخليج بوقف ضخ البترول بهدف الضغط على الغرب، حيث لعب سلاح البترول دوراً مهماً للضغط على الدول التي كانت تساند إسرائيل وساعد ذلك في الضغط لصالح مصر.
وبينما تحل ذكرى حرب أكتوبر المجيدة ويحتفل المصريون بها، فإن ذكرى المغفور له الشيخ زايد ومواقف دولة الإمارات البطولية في دعم مصر تظل حاضرة في أجواء الاحتفالات.
وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية، اللواء عبد المنعم سعيد، فإن المغفور له الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادي لمصر عقب نكسة يونيو 1967، التي سميت حرب الأيام الستة، والتي شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن)، واحتلت كلاً من سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية في إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
وذكر أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، د. محمد حسين لـ«البيان» في حوار صحفي سابق، أنه بجانب وضع دولة الإمارات لإمكانياتها المادية في خدمة جبهات الصراع العربي الإسرائيلي في حرب أكتوبر.
يرى الكاتب المصري، عاطف أبوزيد، في مقاله (زايد وحرب أكتوبر من أبوظبي للجبهة)، أن حرب أكتوبر كانت لحظة كاشفة لمعدن المغفور له الشيخ زايد ورؤيته، وأن القرار الأبرز الذي اتخذه المغفور له الشيخ زايد هو قطع إمدادات النفط عن الدول الداعمة لإسرائيل وعلى رأسها الولايات المتحدة وهولندا، على الرغم من أن الإمارات كانت دولة فتية في ذلك الوقت لم يمضِ على تأسيسها سوى عامين، إلا أن مشاركتها في الحظر النفطي العربي عززت وحدة الموقف وأضفت وزناً سياسياً على القرار.
لقد برز هنا ذكاء المغفور له الشيخ زايد في إدراك أن النفط ليس مجرد سلعة اقتصادية، بل ورقة ضغط دولية يمكن أن تغير موازين القوى، وهو ما ظهر جلياً في أزمة الطاقة العالمية التي أحدثها الحظر العربي. إن دولة الإمارات دائماً ما كانت تحمل على عاتقها مهمة دعم العالم العربي ومساندة الدول العربية الشقيقة.