هل هي صدفة، أم أن هذا التفاعل من القراء، لأنهم وجدوا أنهم يشاطرونني الألم والخزي أنفسهما، أم لأنهم ملوا السياسة ووجعها، فوجدوا في المقال وجعاً إنسانياً آخر عاشوه هم أيضاً بكل تفاصيله، وكان مكبوتاً؟
حين طرحتِ السؤال، بصيغة «لماذا لم ننتفض؟»، اعتقد ان من قرأ المقال وتفاعل معه أدرك أن ما أتحدث عنه هو إحساس العجز، واللوم الذاتي، والخوف من مواجهة الحقيقة.
وعندما قارنت بين «ضمير الغرب» و«صمت الشرق»، طرحت تبايناً أثار جدلاً، كان مخفياً في وجداننا، وتفاعلاً وصراعاً نفسياً كان يدور داخلنا مع كل لحظة ألم عاشها أهلنا في غزة وما زالوا.
من تفاعل مع المقال استحضر بالتأكيد مشاهد الغرب وملايين من الناس في الدول الغربية، الذين لم يملوا أو يكلوا من انتفاضاتهم وصيحاتهم ودعواتهم لإحقاق الحق ونصرة الشعب الفلسطيني، ووقف المجازر الإسرائيلية في غزة، فيما الشوارع العربية شبه خالية.
قد يكون المقال اختزل الإحساس بالخزي من إنسانية الآخرين في الغرب، وتبلّد الذات عند الشعوب العربية والاسلامية بشكل فاضح، مما أشعرنا كلنا بالخجل والخزي، وقد يكون السبب في ذلك أن المقال لم يُلقِ اللوم على الحكومات فقط، بل على الشعوب، إلا أنه أثار في الوقت ذاته التساؤلات حول السبب الأكبر.
الناس اعتادوا على المقالات، التي تهاجم الحكومات أو الغرب، إلا أن المقال وجّه المرآة نحو الداخل، مما أثار حقيقة أن «المشكلة فينا نحن الشعوب أيضاً، عندما التزمنا الصمت»، مما أثار إما التأييد المطلق وإما الرفض الحذر، إلا أنه في كلتا الحالتين أثار تفاعلاً نسبياً.
وقد يكون السبب أن المقال كان أشبه بصوت داخلي يلوم ويعاتب، لكنه لم يهاجم أو يشتم.. وكل من قرأه شعر بأنه يعبّر عن ذاته.
إقبال الأحمد