رشاد أبو داود
تلقى بنيامين نتانياهو صفعتين مفاجئتين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أخيراً أدرك ترامب أن نتانياهو يتلاعب به، وأنه كذاب مراوغ، وأنه «ذهب بعيداً جداً في غزة» كما قال.
السلام، وتحديداً جائزة نوبل، هاجس ترامب. وغزة هي الدرجة الأهم في صعوده إلى الجائزة.
من هنا جاء تكرار ترامب لقول حقيقة إن إسرائيل أضاعت الكثير من الدعم الدولي، مشيراً إلى المظاهرات غير المسبوقة في معظم دول العالم، وخصوصاً في معظم دول أوروبا وأمريكا اللاتينية كالبرازيل وكولومبيا وتشيلي، عدا عن تحول مواقف الكثير من الأمريكيين ضد إسرائيل الذين بدأوا يرفعون الصوت «لماذا نظل ندفع الضرائب لدولة تنتهك القانون الدولي وحقوق الإنسان وتسيئ لسمعة أمريكا».
ولعل أهم تلك التحولات موقف تاكر كارلسون الذي يُعد من أبرز الإعلاميين المؤثرين في الوسط المحافظ الأمريكي، في حلقة جديدة من برنامجه الذي يشاهده ملايين الأمريكيين، حيث تحول من مؤيد عنيف لإسرائيل وتبنيه خطاباً معادياً لأعدائها إلى معاد لها، وشكك في أفضلية «شعب إسرائيل» على الشعوب الأخرى، وتساءل عن جدوى المعاملة الخاصة التي تعامل بها أمريكا إسرائيل.
واشتكى أحد الذين وجهوا أسئلة له، وهو حفيد أسرة ناجية من المحرقة ويميني قائلاً: «عندما ينتقد أحدنا إسرائيل يجري اتهامه بمعاداة السامية»، وتساءل «الأهم من ذلك بكثير، كيف يكون عادياً أن أحرق علماً أمريكياً في بلدي، بينما يجري التشهير بي وإدانتي إذا أحرقت علم إسرائيل»، ورد عليه كارلسون «هذا أمر مشين للغاية».
وأظهر استطلاع للرأي أجرته «واشنطن بوست» أن 61% من اليهود الأمريكيين يرون أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة. وأن 4 من كل 10 منهم يرون أنها ارتكبت إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
ترامب ومستشاروه أدركوا الثمن الباهظ الذي تدفعه الولايات المتحدة جراء دعمها لحكومة نتانياهو الأشد تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وأن عدوى عزلة إسرائيل في العالم قد تنتقل إلى الولايات المتحدة تدريجياً.
طبعاً لن يتخلى ترامب عن إسرائيل لكن ليس عن نتانياهو. وفي خطته المطروحة للمفاوضات في شرم الشيخ بمصر يحقق للإسرائيليين ما لم يحققه نتانياهو في سنتين، نعني إعادة الرهائن ووقف الحرب، وفي الوقت نفسه يوقف قتل الفلسطينيين بأسلحة وأموال ودعم أمريكي.
والأهم بالنسبة له أنه يرسخ سمعته بوقف حرب جبهة ثامنة ويحقق حلمه بجائزة نوبل للسلام.