: آخر تحديث

لا تقعوا في الفخ!

2
2
2

عبدالعزيز الفضلي

من أكبر صور الخداع والخيانة التي تعرض لها العرب في تاريخهم، هي تصديق الوعود البريطانية في الحصول على حكم عربي مستقل، في حال مشاركة العرب في إسقاط الدولة العثمانية.

فتحركت قوات عربية مسلحة، وشنت غارات على الحاميات التركية في المناطق العربية، بالتوازي مع هجمات عسكرية شنتها القوات البريطانية والفرنسية، أدت في النهاية إلى خروج القوات العثمانية من الحجاز وسوريا والعراق، وهزيمة الدولة العثمانية.

لكن المفاجأة والصدمة الكبرى هي تبخر تلك الوعود، واكتشف العرب أنهم كانوا يجرون وراء السراب.

إذ إن بريطانيا وفرنسا كانتا قد اتفقتا مسبقاً في الاتفاقية المشهورة (سايكس - بيكو) على تقاسم احتلال الدول العربية بعد سقوط الدولة العثمانية، وهو ما حصل بالفعل.

اليوم يطرح الرئيس الأميركي خطته لإنهاء الحرب في غزة، في 21 بنداً، تنص على تسليم السلاح وخروج المقاومة، وتكليف فريق لإدارة غزة لا يوجد به أي فلسطيني، وإطلاق سراح كل الأسرى لدى «حماس»، مع خروج قوات الجيش الإسرائيلي من غزة على مراحل، لم تحدد مدتها ولا يوجد فيها التزام بوقف إطلاق النار.

الخطة تصفية للقضية الفلسطينية، وترسيخ لحكم الصهاينة على القدس والمسجد الأقصى، وإنهاء لأمل المهجرين بالعودة إلى وطنهم، ولا توقف الاستيطان.

موافقة رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو على الخطة، يؤكد أن ما عجز عن تحقيقه من خلال الحرب سيتم تحقيقه من خلال اللعبة السياسية.

يا عرب! ويا مسلمون! ويا فلسطينيون! لا تقعوا في الفخ، فكل الوعود الغربية منذ الثورة العربية ضد الحكم العثماني مروراً باتفاقيات السلام -وإن شئت فسمّها الاستسلام (كامب ديفيد، وادي عربة وأوسلو...)- لم يتم الوفاء ببنودها. والمنتصر فيها الغرب والكيان الصهيوني، والخاسر الأكبر هو العرب والمسلمون.

اللهم ألْهِم المقاومة وأهل غزة وفلسطين رشدهم، وسدد آراءهم، وهيئ لهم من يكون لهم عوناً ونصيراً وسنداً وظهيراً.

اللهم رد كيد الصهاينة وأعوانهم إلى نحورهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم.

اللهم نستودعك غزة والقدس وفلسطين والمسجد الأقصى.

X : @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد