: آخر تحديث

ظننته ذكاءً اصطناعيًا

1
2
1

سهوب بغدادي

في عصر الفورة الرقمية ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي الذي اقتحم كل بيت، ولازم كل فرد من أفراده صغيرهم وكبيرهم، أضحت الوسيلة غاية، بل صرعة من الصرعات التي تلاحق خطوات الموضة من ناحية الألوان والأحجام وآخر التحديثات، وما إلى ذلك، إذ يطمح العديد من الأشخاص للحصول على ما يستجد منها وإن كان لا يعي الفارق بين ما يمتلكه وما طرح مؤخرًا، أو معرفة المميزات الأحدث والثغرات الموجودة أو المحتملة.

في هذا الخضم، نلتفت إلى التقنية كونها ظاهرة لا مفر منها، فبها السيئ والجيد في آنٍ واحد، فقد تعرضك التقنية للخطر في المقابل قد تكون بمثابة أكبر عون لك، للدرجة التي جعلت العالم يتحدث لغة واحدة «لغة التقنية والرقمنة» ومن لا يتعلمها يوصف «بالأمية الرقمية»، في هذا السياق، وفي يوم عادي مررت بأحد مطاعم الوجبات السريعة عبر منفذ طلبات السيارة، وهممت بالطلب عبر الجهاز، فباغتني صوت أنيق «عمت مساءً، هل لك أنت تقول لي طلباتك» بلغة عربية فصحى رصينة! لقد توقفت هنيهة لأستوعب ما أسمع، هل هو ذكاء اصطناعي أم شخص حقيقي يتحدث إلى، بعدها أكملت الطلب باللغة العربية الفصحى، ووصلت إلى نقطة الدفع فوجدت شابًا سعوديًا في مقتبل العمر يدعى سعود العوجان، لأسأله هل أنت من تحدث الفصحى؟ أم أنه رد آلي أو ذكاء اصطناعي؟

قال: نعم، أنا أتحدث معك، فانتابني الفضول عن السبب الذي يدفعه لهذا الفعل، فقال: لأنها لغتنا، ولكي أساهم في نشرها كثقافة بين الناس، حقًا أعجبت بهذا الرد، خاصةً أنّ المطاعم والمقاهي والأماكن التي تقدم الخدمات لعدد كبير من المرتادين غالبًا ما تستلزم معرفة اللغة الإنجليزية، بل يعمد البعض استبدال العربية بالإنجليزية نظرًا لرواجها ومعرفة الأغلبية بها، ولأسباب أخرى بالتأكيد لا يسعني المقام أو المقال أن أذكرها جميعها.

كل ما أرغب بقوله أنّ السائد ليس بالضرورة جيد أو استثنائي، فاحرص على انتقاء المفيد سواء من التقنية الحديثة ووسائلها وأدواتها، أم في اختياراتك اليومية المتداخلة في أسلوب حياتك.

«كن مختلفاً ولا تكن ذا مخٍ تلف».


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد