: آخر تحديث

القوة الناعمة.. السعودية غير؟!

4
2
3

كم من دولة أصبحت محل تطلع ومبتغى لكثيرين كي يكونوا من ضمن المقيمين فيها؟ وكم من شعب يطمح أن يرى بلده شبيهًا بالمملكة العربية السعودية.. وفق الرقي الذي تعيشه الآن في كل المجالات مستندة على قوة ناعمة حقيقية تحب الخير للجميع وتشارك العالم في البحث عن التفوق ونشر السعادة محليا وفي العالم من حولها.

السعودية تدرك أنها في عالم اليوم، معنية بسمعة إيجابية، بعدما أغلقت وطمست من أرادوا أن يكون أصحاب تحزبات، وانغلاق وطائفية، بل وقبلية، وفعلت ذلك لتكون معنية بارتقاء فكري وإنساني يسطّر كإنجاز كبير تم تحقيقه.. تلك كانت المبادئ.. لكن وفق مفهوم أنها جزء من العالم فالمساعدات الإنسانية والوقوف مع الدول التي تتعرض للمحن والكوارث ناهيك عن الاستقرار والأمان المجتمعي والعلاقات العاقلة المتزنة مع الدول الأخرى.. غير قيامها بواجباتها للمسلمين في مكة والمدينة بتقديم منشآت وخدمات وتسهيلات على أكمل وجه.. فتلك مجتمعة فعل سعودي يعرفه القاصي والداني.. وفي جميعها جعلت منها مثالا حيا لتجسيد القوة الناعمة الناجعة.

جانب مهم في القوة الناعمة السعودية تتمثل في التطور السياسي والاقتصادي والتقني والرياضي ولنأخذ الجانب الأخير كمثال نعيش أجوائه بتفوق كامل.. فحينما يحقق فريق سعودي انتصارا كبيرا في كأس العالم ويبلغ مرحلة عجزت فرق آسيا وأفريقيا عن بلوغها كما فعل الهلال في كأس العالم للأندية 2025 الأخيرة، فتلك قوة ناعمة سعودية عالية القيمة تعطي الدلالات الواضحة عن قيمة المشروع السعودي المنطلق من الرؤية العظيمة "السعودية 2030" التي صاغها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- وجعل بنودها نبراسا لارتقاء سعودي في كل المجالات.

لنستمر في الرياضة مثلاً فجدير أن نشاهد كل الإيجابيات التي حدثت باستضافات عالية القيمة.. وكيف أن العالم قد وضع كل ثقته بالسعودية يرشحها وحيدة لتنظيم كأس العالم 2034، ناهيك عن ما حققته في التنظيمات الكبرى في سباقات السيارات والجولف والملاكمة والألعاب الإلكترونية وغيرها الكثير وفق بطولات عالمية.. أجبرت مسيريها أن يجعلوا من السعودية مكانا مهما لتواجدها.

تلك هي القوة الناعمة السعودية التي عرفها العالم الآن وأصبحت تعانق المستقبل.. لا تمزج بين سياسة ورياضة، ولا تعادي لأجل أن تكون في الصورة.. تعبّر عن دولة حديثة بكل المقاييس، يقودها فكر نيّر وتمتلك قوة روحية وفكرية قادرة على التحدي ونيل احترام الآخرين، وليس كذلك فقط بل استطاعت أن تؤثر في سلوك الآخرين، وتحظى بقبولهم ودعمهم.

قوة ناعمة حقيقية تعطيك الإحساس بالمشاعر المتدفقة سعادة تجاه الإنجازات التي يحققها الوطن أو المناسبات العظيمة التي يعيشها، لتكون ليست مجرد كلمات نلقيها جزافا بل هي أخلاقيات متجذرة عميقة تسيطر على النفس والقلب، لذا فمن الطبيعي أن تهتز مشاعرك حين إنجاز كل من ينتمي لك أرضا أو حتى قرية صغيرة فما بالك بوطن متكامل.

المهم في القول إن البلدان المحظوظة هي من تصنع إنجازاتها بفضل ذكاء وموهبة أبنائها، هي في فعلها هذا لا تركن بعمل واحد يحققه الإنجاز بل تنتشي بفرحة مجتمعية، تزيد من هرمونات السعادة لدى شعوبها، غير أنها ترفع وتيرة الرقي والارتقاء بجودة الحياة.. فأدام الله وأعز بلادنا وقادتنا ورؤيتنا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد