: آخر تحديث

طوفان الأقصى... والهجرة النبوية!

4
5
4

عبدالعزيز الفضلي

مَنْ يتأمّل أحداث الهجرة النبوية يرى أن هناك أوجهاً عدة للشبه بينها وبين معركة طوفان الأقصى.

فالهجرة كانت إحدى حلقات الصراع بين الحق والباطل وكذلك هي معركة الطوفان.

الهجرة كانت لله عزوجل وفي سبيله ونُصرة لدينه وسعياً لإقامة دولة الإسلام في المدينة، وكذلك الطوفان فهو لله ومن أجل تحرير المسجد الأقصى وإقامة دولة فلسطين الحرة.

بذل النبي، عليه الصلاة والسلام، أسباب نجاح الرحلة من حيث إعداد الراحلة واختيار الصديق وتغيير الطريق والخروج ليلاً وغيرها من الأسباب، وهكذا فعل القائمون على معركة الطوفان، حيث استعدوا لها إيمانياً وعسكرياً ولوجستياً.

شارك في نجاح الهجرة: الرجال كأبي بكر الصديق والشباب كعليّ بن أبي طالب، والنساء كأسماء بنت أبي بكر، وهكذا الحال مع الطوفان حيث كان للرجال والنساء والشباب دورهم في المعركة.

تجلّى نصر الله تعالى وتأييده لنبيه وإكرامه ببعض المعجزات في الهجرة ومنها بناء العنكبوت لبيتها على فم الغار، وتعثر فرس سراقة بن مالك، مرات عدة بعدما كاد أن يدرك النبي عليه الصلاة والسلام.

وكم رأينا في طوفان الأقصى من كرامات تجلت فيها نصرة الله لعباده، والتي منها تمكن المجاهدين من زراعة العبوات أسفل الدبابات وتفجيرها ثم العودة سالمين، ومنها ثبات أهل غزة وعدم انكسار المقاومة كل هذه الفترة التي تجاوزت السنة ونصف السنة، برغم استخدام العدو الصهيوني المجرم كل أدوات التدمير، ناهيك عن سلاح الحصار والتجويع.

رأينا في النهاية نجاح رحلة الهجرة وتأسيس النبي، صلى الله عليه وسلم، للدولة الإسلامية في المدينة، والتمكن بعد سنوات من العودة إلى مكة فاتحاً، وبإذن الله تعالى يتمكن الإخوة في غزة من النجاح في مقاومتهم ودحر عدوهم وتحرير بلادهم ولو بعد حين.

وإني أدعو نفسي وكل إخواني المسلمين إلى نصرة أهل غزة وفلسطين كلّ بحسب قدرته وطاقته ومكانه ومنصبه، كما نصر الصحابةُ رضي الله عنهم الرسولَ عليه الصلاة والسلام حتى تمكن من إقامة دولة الإسلام .

«ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المؤمِنونَ بِنَصْرِ اللهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ العزيزُ الرحيمُ».

X : @abdulaziz2002


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد