حمد الحمد
أنا من جيل الخمسينات وعاصرنا بداية الثورة الخمينية في فترة الثمانينات، ومن بدايتها ولا نحتاج أن نقرأ كتباً عن الموضوع.
بدأت الثورة عام 1979، على نظام ديني مذهبي، وكان شعارها تصدير الثورة، وهذا أرعب منطقتنا، لهذا قامت دول الخليج بتأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981م.
وبدون مقدمات غزا صدام إيران، وهنا بدأت الحرب العراقية، ولا نعرف من أوعز لصدام بالغزو، وكان هدفه تحرير الأهواز والجزر العربية، واستمرت الحرب ثماني سنوات، والنتيجة مخيبة للعراق حيث احتلت ايران الفاو وخرجت منها بعد ذلك، حيث قال الخميني أوافق على السلام بتجرع السم، لكن طوال الحرب كانت أميركا والغرب والدول العربية وخاصة الخليجية تقف مع صدام وتقوم بتقديم المعلومات له وغير ذلك، خشية أن تحتل إيران كامل العراق.
انتهت الحرب وفشل تصدير الثورة بالأساليب الثقافية والدعم الإعلامي وظهر شعار الموت لأميركا وإسرائيل وتحرير فلسطين، بعد فشل تصدير فكر الثورة بالدعم الإعلامي والثقافي أتت فكرة تأسيس مليشيات عسكرية في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين ودعمها مالياً، وكان أفراد المليشيات يحملون بنادق وليس وروداً ، وتطور الأمر وأصبحوا يطلقون مسيرات وصواريخ منهم حزب الله والجماعات الفلسطينية والحوثي بدعم خارجي من إيران .
دخلت منطقتنا في حرب في لبنان وسوريا والعراق واليمن ضد الكيان اليهودي، لكن بالأخير الإيرانيون أعلنوها صراحة أصبحنا نسيطر على أربع دول عربية، العراق ولبنان وسوريا واليمن عبر مليشياتهم .
هنا نصحح معلومات غير صحيحة وتتداول بدون أي إثباتات منها، أن من أوجد ودعم نظام الخميني هو أميركا والغرب وهذا غير صحيح، ثورة الخميني بدأت من إيران عبر أشرطة الكاسيت، حيث كان الخميني مقيماً بجنوب العراق وأصبح له مريدون في كل أنحاء إيران وقامت مظاهرات، هنا طلب العراق من الخميني مغادرة العراق، حينئذ توجه إلى الكويت وعند الحدود في سفوان رفضت الكويت أن يدخل أراضيها، ولما كانت في باريس معارضة إيرانية مسانده لفكر الخميني أقنعت فرنسا بأن يسمح له بدخول فرنسا وفعلاً دخل فرنسا، وبعدها توجه لطهران مع المعارضة بعد أن اكتملت الثورة شعبياً، بعد مغادرة الشاه إيران، هنا لا يعني أنه وصل طهران بطائرة فرنسية أو أن الغرب هو الذي أسس نظام الملالي.
أثناء المظاهرات الإيرانية طلب قادة الجيش الإيراني أن يسمح لهم الشاه، بقصف المتظاهرين وإخماد الثورة، ورفض وقال أخرج ولا يقتل شعبي، وفعلاً غادر إلى القاهرة، وقال، ولكن سيأتي يوم يتذكرونني ويبحثون عني في الظلماء.
وافق فكر الثورة والنظام فكر أرسطو، أن أي نظام يفشل في الداخل عليه أن يخلق حرباً أو حروباً خارج نظامه وهذا ما حدث ويحدث.
لكن النتيجة حروب لا معنى لها، وهي أنه لا أميركا ماتت ولا إسرائيل اختفت ولا فلسطين تحررت، وغزة دمرت وتشرد شعبها.
بعد أن كتبت المقال وصلنا خبر وقف إطلاق النار بين ايران وإسرائيل، ونتمنى أن يستمر وتهدأ المنطقة، المنطقة التي أنهكتها الحروب.