الهجوم الإيراني الصاروخيّ على أرض قطرية، مهما كان اسمها وطبيعة العمل فيها، هو اعتداء على سيادة دولة أخرى، لا علاقة لها بالحرب، بل إن مواقفها معروفة بالود مع إيران.
مهما سوغ الخطاب الإيراني الإعلامي الأمر، وقال في بيانه إنه يكن لدولة قطر الود ويحترمها ويعتبرها شقيقة... هذا كلام لا يُصرف في بنك السيادة والسياسة.
الأمر لم يقف عند قطر، البحرين أيضاً في حالة استنفار وطوارئ بسبب الخطر الإيراني، ولا ندري عن الدولة الأخرى المقبلة.
هذا تصرف خطير ومحاولة لتصدير الأزمة إلى دول مسالمة مع إيران، ولا توجد حالياً أي سياسات عدوانية ضد إيران، على العكس فالموقف الخليجي من حرب إيران وإسرائيل، وأيضاً من الضربة الأميركية النوعية ضد مفاعلات إيران، كان موقفاً رافضاً للهجوم على إيران ومُديناً للاعتداء على «سيادتها».
أمَّا وجود قواعد أو مقرات أو قيادات عسكرية أميركية في الخليج فهو قديم وليس وليد اليوم، ومشكلة إيران مع قواعد أميركا يجب أن تتفاهم فيها إيران عسكرياً - كما تتوعد - مع القواعد التي انطلق منها الهجوم، وهي بالمناسبة كانت في أميركا وليست في البحرين أو قطر، قاذفات «الشبح» الرهيبة انطلقت من داخل الأرض الأميركية، ثم عادت إليها بعد محطة قاعدة غوام الأميركية البحتة في المحيط الهادئ.
لذلك كان من الضروري صدور الموقف السعودي الحازم ضد استهداف أرض قطرية، إذ أدانت السعودية واستنكرت بأشد العبارات، أمس الاثنين، «العدوان» الذي شنته إيران على دولة قطر.
وعدَّت الخارجية السعودية، في بيانها، هذا العدوان، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، مؤكدة أنه أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال.
كما أكدت السعودية تضامنها ووقوفها التام إلى جانب قطر، ووضع جميع إمكاناتها لمساندتها في كل ما تتخذه من إجراءات.
هذا البيان الواضح المختصر الحازم، هدفه وضع النقاط على الحروف: أمن الخليج خط أحمر، ولا شأن لأهل الخليج بـ«العركة» الدائرة بين طهران وواشنطن وتل أبيب إلا في الحسنى والسعي لإطفاء نار الحرب، لكن دون التهاون بأمن الخليج.
تلك هي الرسالة المختصرة الحازمة.